سيد يوسف
العامة عندنا تقول لمن يبالغ فى الكذب بطريقة فجة وسخيفة ” فلان بيستعبط” وقد يكون مرد هذا العبط إلى أن فلانا بالفعل عبيط أو أنه ينزل لمستوى الحماقة ليكسب بهذا التبذل بعض الامتيازات، أما أن تبلغ الوقاحة – مقترنة بالعبط – مبلغا يقول صاحبه إن نجل مبارك هو مفجر ثورة التطوير فهذا هو السخف عينه وتلك هى الوقاحة حتى منتهاها، ويزداد السخف حين تقرأ ترويجا لهذه السخافات فى صحف تسمى – الآن – كذبا بالصحف القومية وإن هى إلا صحف حزبية بيد أن الكذب أنسى المنافقين حقيقة الأسماء ذلك حين أعمى قلوبهم عن رؤية الواقع.
لن نتحدث عن أكاذيب الأرقام التى لو صحت لكنا فى حال غير الحال، ولن نتحدث عن الوعود الكاذبة التى يستنيم بها الكذبة عواطف الجماهير، ولن نتحدث عن احتكار المقربين، ولن نتحدث عن مص دم الفقراء بقوانين الجباية التى لمسها فقراء بلادى وأغنياؤهم فى ما عرف بكذبة ” علاوة ال30%”، ولن نتحدث عن أبواق المنافقين فى ميادين الإعلام…لكن سؤالا واحدا نرجو له إجابة صادقة من عامة الناس لا هتيفة النظام ومنافقيهم: إذا كان الحزب الوطنى بهذه الجماهيرية، وبهذا النجاح فلماذا يضيقون على الناس حين ذهابهم لصناديق الاقتراع فى الانتخابات؟! وثمة سؤال يستدعى نفسه بالضرورة : هل يُرجى من مزور أن يصلح؟! وهل يُرجى من مزور أن يصدق؟!
ذكرنى مهرجان النفاق الذى أقامه الحزب الوطنى المزور وروج له منافقو النظام الحاكم بالمثل العربى ” رمتنى بدائها وانسلت” وهو – للتذكرة- مثل يقال لمن يسخر من صاحبه أو خصمه والعيب فيه وهو أحق الناس بالسخرية فالحزب المزور يسخر من مطالب المعارضة ويصفها عبر عيال النظام بأنهم يريدون العودة بمصر نحو أربعين سنة، وهو لعمرى جهل عريض وقع أصحابه به فى شر أعمالهم إذ صار بتصريحاته الرعناء مثار سخرية الناس ومعلقى الصحف التفاعلية حتى إن كثيرا من التعليقات تمنت أن ترجع مصر لأربعين سنة ماضية بل حلم بعضهم أن ترجع مصر – ولو- ثمانية وعشرين عاما هى عمر حكم الرئيس مبارك، وبعضهم علق بأن نجل مبارك هو مفجر ثورة التخلف التى تعانى منها البلاد إلى غير ذلك من تعليقات لاذعة.
والحق أن مشهد تأخر مصر لا يحتاج إلى أدلة فإن الذى لا يرى الشمس أو يحس بحرارتها ومن ينكرها لا نحتاج إلى حوار معه ذلك أن العمى مصيبه لا جدال، وصدق القائل: هبنى قلت إن الشمس غائبة، فهل عميت عيون الناظرين. وهؤلاء لا حديث لنا معهم، وإن هو إلا مشهد ينكشف فيه أهل النفاق وتتبدى عوراتهم…كالذى نافق نجل مبارك وهو يقول عنه إنه مفجر ثورة التطوير، إن هو وأمثاله إلا مفجرو ثورة الكذب والنفاق ومن قبل كان التزوير والفشل. ومن يبتغ نجاحا أو تطويرا من الكذبة والمزورين فإنما هو واهم فمثل هؤلاء الكذبة لا يرجى منهم نفع لمصر.
سيد يوسف