وفاء عياشي بقاعي
سيدي………….
كان لسماع صوتك أثرا، كان له نبضٌ ؛نبض الصمت على قارعة الغريب ، لقد دغدغ فؤادي وحرك مشاعري .
ذاك الصوت الشاعري الدافئ ….دفء غيمة آتت بعد طول انتظار.
كان له وقع النسيم المنحدر من قارات تشكو حرارة الزمن ،وتشكو شمسًا مرت فوق كوكبنا دون أن تدلي بدلوها.
بل يا سيدي ……..سارت فوق رؤوسنا تشكو فراغ أيامنا ،وتشكو فراغ أوطاننا وتذهب حيث البعيد………البعيد ……….هناك لتستقر حيث الأوطان التي تحضن أوطانها.
كان صوتك طائرًا آتى عبر مسافات الزمن، وحل في ثنايا همسي وترًا يعزف قصائد ألم تبكي طيورها المهاجرة ……..تبكي طيورها المقتولة !!
آه يا سيدي………..
كم من وطن قتلوا……….وقتلوا…….وما زالوا يقت…………………؟!!
أتدري يا سيدي يا سيد الأبجدية!
يا سيد الصمت عندما يأتي ملكوت الشعر !
يا سيد الهذيان في رحاب اللاوعي!
أتدري ……أتدري بأن التاريخ يوماً ما، سينقش قصة عربي حمل بندقيته المحشوة وركض يلهث…… ليصوبها نحو عربي كان يحمل بندقية مصوبة نحو غريب آتى ليحتل أرضاً …….كانت يوم ما وطناً!
واليوم يا سيد الأبجدية الفراغ……والضباب …..والعدم هم الوطن!
يا للعجب ….أقول بأن التاريخ سينقش يوما ما !!
بل التاريخ سطر ما قد سطر منذ عقود تحت نعال التاريخ قصة ذاك العربي!
أنا………..وأنت والعربية تبكي حالها ،ترثي أقلامها،ليس لي ولك يا سيد الأبجدية سوى أن نحمل بنادق أقلامنا ونذهب بها خلف الشمس ،لنسطر فوقها تاريخ أمة أتت من قلب البحر، لتستقر على ضفاف بندقية رفضت الصعود فوق الشمس.
سيدي وسيد الأبجدية ..كان دمع العراق ينزف دما حينما كان يجالس الأمراء والرؤساء سادات كاتبي التاريخ ،وتجالس العطور الفرنسية التي تنتشر في ثنايا سراويلهم !
لبنان وقانا ……..فلسطين وغزه آهات سطرها الموج الصارخ الآتي ! الآتي من ملكوت الضعف …من ملكوت الجوع والعوز من ملكوت صحراء التخلف !
من أنا؟!
ومن أنت ؟!
أنا ..وأنت العربي المسجون في ذاته ،القابع خلف قضبان سجانه!
أنا العربي الثائر على كومة حطب !
أنا العربي الساقط من كوكب خشب!
أنا العربي الحالم بالزنبق فوق القمر!
أنا العربي الطامع بسحابة من مطر !
كان لصوتك همس الغريب في أوطانه!
كان لصوتك نغمة الشجن ……وصرخة الوطن!
إهداء الى الشاعر عبد الرحمن يوسف
من الشاعرة وفاء عياشي بقاعي
من قلب الجليل