دفع شاب أمريكي مسلم من أصول إفريقية ضريبة فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بتعرضه لاعتداء بالضرب في ولاية نيويورك على يد مجموعة من الشباب الأبيض الذين اعتدوا عليه وهم يصرخون “أوباما”، في حادث دعت منظمة إسلامية أمريكية كبرى مكتب التحقيقات الفيدرالية بالتحقيق فيه باعتباره جريمة كراهية.
وأفادت تقارير إعلامية أمريكية أن الشاب الأمريكي المسلم، وهو من سكان ضاحية ستاتن أيلاند القريبة من مدينة نيويورك، قد تعرض لاعتداء بالضرب من قبل مجموعة من الأشخاص الذين يبدو أنهم كانوا غاضبين من فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما برئاسة أمريكا.
وأشارت صحيفة “نيويورك ديلي نيوز” إلى أن المعتدين كانوا أربعة من “الرجال البيض” وأن الشاب المسلم، ويُدعى علي كمارا (17 عاما)، وقد وقع الحادث فيما كان الضحية يسير بالقرب من منزله بمنطقة ستاتن أيلاند.
وقال الضحية، وهو من أصل ليبيري، إن المهاجمين قفزوا باتجاهه من إحدى السيارات، وقاموا بمهاجمته وهم يصيحون “أوباما”، وقال كمارا “رأيت السيارة قادمة، وقد نظروا إليَّ وقالوا “أوباما”، لم يكونوا سعداء.. بدأوا يضربونني بالمضارب، وبدأ جسدي يرتعش”.
وأضاف كمارا أنه حاول تغطية مؤخرة رأسه، وأفلت من المهاجمين، واستطاع القفز فوق سور لأحد الجيران واختبأ خلفه، وعندما ذهب المهاجمون عاد إلى منزله بصعوبة بسبب الضرب الذي تعرض له.
وقالت “نيويورك ديلي نيوز” إن السلطات المحلية تحقق في الحادث باعتباره جريمة كراهية.
وفي بيان حصلت عليه وكالة أنباء “أمريكا إن أرابيك”، الجمعة 7-11-2008، اعتبرت مديرة الحقوق المدنية في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير” في نيويورك عليا لطيف أن هذه الحادثة “ينبغي أن تكون مصدر قلق عميق لجميع الأمريكيين، ليس فقط بسبب الدافع المتحيز الواضح، ولكن بسبب أثرها السلبي المحتمل على المشاركة المتساوية في العملية السياسية”.
وكانت منظمة كير قد طالبت مؤخرا مكتب التحقيقات الفيدرالية “إف بي آي” والشرطة المحلية بالتحقيق في حريق مسجد بولاية ميريلاند الأمريكية باعتباره جريمة كراهية محتملة، كما تلقى تود جالينجر، وهو مسلم مرشح لمجلس مدينة إرفين بولاية كاليفورنيا، في شهر أكتوبر/تشرين الأول تهديدا بالقتل.
ويعتبر الناشطون المسلمون في مجال الحقوق المدنية أن هذه الحوادث ليست منفردة، مشيرين إلى تصاعد جرائم العنف والكراهية ضد المسلمين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وكانت منظمة كير، وهي من أبرز المنظمات الإسلامية الأمريكية، قد أصدرت في أيلول تقريرها السنوي بشأن أوضاع الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة، سجل التقرير الصادر بعنوان “بدون خوف من التمييز” أكثر من ألفي حادث كراهية وتمييز وتحرش استهدف المسلمين في الولايات المتحدة خلال عام 2007.