حتى قبل فوزه بمنصب الرئاسة، كان السيناتور باراك أوباما، بصدد بناء فريقه الذي سيتسلم السلطة من إدارة الرئيس المنتهية ولايته، جورج بوش. وفي حقيقة الأمر، فإنّ السيناتور الجمهوري جون ماكين، كان بدوره أيضا بصدد إعداد الأرضية للانتقال من حملته الانتخابية إلى البيت الأبيض، حيث أنّ مدّة الأسابيع العشرة التي تفصل بين يوم الانتخاب والتنصيب لا تعدّ كافية لتجميع فريق يعدّ الأمة للمرحلة الجديدة.
ويتوقع المحللون أن يعلن أوباما قريبا جدا بعض التعيينات، ومن أبرزها كبير موظفيه ووزير الخزانة.
ومن الطبيعي أنّ يدرس الرئيس الجديد اختيار عدد من الديمقراطيين، ولكن أيضا أسماء أخرى، ومن ضمنهم جمهوريون.
ومن أبرز الأسماء المرشحة، راهم إيمانويل، وشوك هاغل، وديك لوغار، وكذلك وزير الدفاع الحالي، روبرت غيتس، وفقا لمصادر مقربة من أوباما.
ويعد هاغل، المحارب القديم في فيتنام، من أشدّ منتقدي الرئيس الحالي جورج بوش بشأن حرب العراق.
أما لوغار، فهو زعيم الأقلية في لجنة الشؤون الخارجية، وعمل مع أوباما العام الماضي، لتمديد برنامج يهدف لتدمير أسلحة الدمار الشامل في الاتحاد السوفييتي السابق.
وترجح التقارير أنّ أوباما على وشك تعيين سيناتور إلينوي، راهم إيمانويل، في هذا المنصب، ولكن ذلك ليس مؤكدا بعد.
وساعد إيمانويل على سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ عام 2006، وسبق له أن انتخب للمجلس قبل ذلك بأربع سنوات، ويعدّ الآن رابع أهمّ شخصية في الحزب الديمقراطي.
كما سبق لإيمانويل العمل مع الرئيس الأسبق كلينتون في حملته الانتخابية الأولى، قبل أن يعمل مستشرا له لاحقا.
ومن ضمن الفريق المرشح لاستلام السلطات في البيت الأبيض، الرئيس السابق للموظفين لدى كلينتون، جون بوديستا، وكذلك كبيرة المستشارين لدى أوباما، فاليري غاريت، ومدير مكتبه في مجلس النواب، بيتر روز.
وقالت غاريت لـCNN إنّ أوباما سيبدأ قريبا في إعلان فريقه الانتقالي.
وبدلا من ذلك، عقد الرئيس المنتخب اجتماعات مع كبار مستشاريه، وبدأ في اتخاذ قرارات بشأن فريقه الانتقالي، ومن ضمنه من سيكون رئيس موظفي البيت الأبيض.
ويعدّ الفريق الاقتصادي الأولوية الأولى بالنسبة لإوباما، الذي من المنتظر أن يبدأ في اتخاذ قراراته بشأن خططه الاقتصادية.
وقال محرر الشؤون السياسية في CNN مارك برستن، إنّ خطاب النصر الذي ألقاه أوباما الثلاثاء، أطلق فعلا عملية الانتقال.
وأضاف: “لقد انتهت الحملة عندما ألقى ماكين خطاب الهزيمة، بينما تركّز خطاب أوباما حول كيفية الحكم، وجاء بلهجة جدية جدا.. لقد كان يحدّد اللهجة ويقطع أولى خطواته كرئيس.”
ومن جهتها، قالت كبيرة محللي الشؤون السياسية في CNN غلوريا برغر، إنه من المهم قطع خطوات وبسرعة من أجل تحديد اللهجة المناسبة”، في إشارة منها للرئيس الأسبق بيل كلينتون، الذي انتظر أسابيع قبل أن يشكّل فريقه، ويعلن أسماء الكثير من كبار مساعديه، خمسة أيام فقط قبل أدائه اليمين.
وأضافت: “كل شيء تقوم به مبكرا في الرئاسة يثير الإعجاب.. فليس من المناسب أن تقوم بنفس أخطاء بيل كلينتون.”
وقال كبير محللي الشؤون السياسية في CNN ديفيد غرغن، الذي شغل مناصب في إدارتي رونالد ريغان وكلينتون: “إنها المرة الأولى التي أتذكر فيها أنّ لمنصب وزير الخزانة نفس أهمية منصب وزير الخارجية.”
ومن الأسماء التي تتداولها التقارير لمنصب وزير الخزانة، تيموثي غيذنر، ولاورنس سامرز، وبول فولكر.
وساعد غيذنر في التعامل مع أزمة وول ستريت، وأشرف على انتقال مؤسسة بير ستينرز لبنك جي بي مورغان، ومساعدة مجموعة AIG، وعين في منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك عام 2003.
أما سامرز فقد شغل المنصب منذ يوليو/ تموز 1999 لفترة، كما أنه شغل منصب كبير اقتصاديي البنك الدولي منذ 1991 إلى 1993.
أما فولكنر فهو رئيس سابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أثناء حكم كل من كارتر وريغان.
ويرجح المحللون أن يرجئ أوباما الإعلان عن فريقه الاقتصادي تجنبا لأي تداخل مع القمة المصرفية الدولية.
كما من المرجح أن يكون الأمن القومي ملفا يلجأ فيه أوباما إلى خارج حزبه، حيث أنّ كلا من هاغل وغيتس، وزير الدفاع الحالي، مرشحان لذلك.
وقالت المحللة غلوريا برغر: “إذا ضمّ أوباما جمهوريين لفريقه، وقرر الاحتفاظ ببوب غيتس في الدفاع، سيكون هذا حقا أمرا مهما.”