كانت القوات الأمريكية التي قتلت ناشطا رفيع الأهمية في سوريا الأسبوع الماضي، تحاول اعتقاله، غير أنّه لقي مصرعه بمعية حرّاسه في معركة ميدانية بالرصاص أثناء الإنزال الأمريكي، وفق ما علمت CNN من مصدر استخباراتي سعودي على دراية بتفاصيل الهجوم.
والأسبوع الماضي، أكّد مسؤولون أمريكيون أنّ غارة جوية أمريكية انطلقت من العراق قتلت داخل الأراضي السورية المدعو أبوغادية، الذي وصفته التقارير بكونه أحد أبرز أعضاء القاعدة المختصين في تهريب المقاتلين إلى داخل العراق.
وقال المسؤولون، الذين رفضوا الكشف عن هويتهم بسبب عدم إجازتهم للتحدث إلى وسائل الإعلام، إنّ العديد من أعضاء خلية أبوغادية لقوا مصرعهم كذلك.
ولم يؤكد الجيش الأمريكي رسميا نبأ الغارة التي حدثت في 26 أكتوبر/تشرين الأول في قرية أبوكمال.
وقال المصدر السعودي إنّ القوات الأمريكية تأكدت من وجود أبوغادية في الموقع السوري صباح اليوم الذي وقعت فيه الغارة وتحركت بسرعة بناء على ذلك.
وأضاف أنّ اسم أبوغادية تردّد كثيرا أثناء الاستجوابات التي كانت تقوم بها الاستخبارات السعودية مع المشتبهين بالانتماء للقاعدة، مشيرا إلى أنّه بات من أبرز حلقات القاعدة اللوجستية.
وقال إنّ أبوغادية كان مجنّدا فعّالا وعلى قدرة كبيرة من الإقناع وسط المقاتلين العرب الذين يريدون مهاجمة القوات الأمريكية في العراق، واصفا إياه بأنّه “بعثي” حيث أنه عضو في الحزب الذي حكم العراق أثناء فترة صدام حسين.
وقال إنّ أبوغادية كان يستخدم أموال حزب البعث لتهريب المقاتلين ورشوة جنرالات سوريين لحملهم على غضّ الطرف عن تحركاته والنشاط عبير الحدود، مضيفا أنه مازال هناك الكثير من الأموال “البعثية” التي ظلت مخبأة قبل الغزو الأمريكي عام 2003.
وانتقدت الحكومة العراقية عملية الإنزال الجوي التي نفذتها القوات الأمريكية داخل الأراضي السورية والتي انطلقت من الأراضي العراقية.
وقال علي الدباغ، في بيان، إنه يتعين على القوات الأمريكية “أن لا تكرّر مثل هذه الأعمال.”
وأكّد أنّ بغداد ترغب في حل دبلوماسي مع دمشق ينهي أنشطة المنظمات الإرهابية التي تستخدم سوريا “نقطة انطلاق أو عبور لتدريب وتسليح إرهابيين يستهدفون العراق وشعبه.”
غير أنّ المعلم قال “هذه أكاذيب من الولايات المتحدة” مضيفا أنّ “الغارة الأمريكية اعتداء إرهابي”، مشيرا إلى أن سياسة الإدارة الأمريكية هي سياسة “الكاوبوي.”
وقال المصدر السعودي إنّ الفرقة الأمريكية الخاصة نقلت جثة أبوغادية من أجل التأكد من هويته قبل أن تعيدها إلى السوريين.