جمال الدين بوزيان
حاولت عدة مرات بعد قراءتي لمثل تلك الأخبار أن أتجنب الكتابة عن الموضوع بحجة أن الأمر داخلي، و لا يهم إلا أبناء السعودية.
يوما بعد يوم، نجد بالمواقع الإلكترونية و القنوات الفضائية أخبارا غريبة عن خرجات و شطحات الهيئة المسماة “الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر”، و التي أصبحت حسب ما يبدو مصابة بهوس اسمه “الخلوة غير الشرعية”، لدرجة تتهم فيها عجوزا فقيرة تقارب السبعين من العمر بالخلوة غير الشرعية مع رجل محسن في عمر أبناءها كان يساعدها في إطار عمله الاجتماعي الخيري في شهر رمضان.
مثل هذه الأخبار المسيئة للمملكة السعودية، تجعل القارئ يتوقع أن تكون حياته جحيما لو كان بكل بلد عربي أو إسلامي مثل تلك الهيئة التي كثرت أخطاءها حسب ما تتداوله الأخبار المنشورة على النت.
هل تطبيق الشريعة الإسلامية و تنفيذها يتطلب التضييق على الناس و عرقلتهم و اتهامهم في “الرايحة و الجاية”؟
و لو طبق عندنا منطق هذه الهيئة، لكنت في السجن منذ أمد طويل رفقة زملائي و زميلاتي من نشطاء الأعمال الخيرية و الإنسانية.
و قبيل العشرية الدموية السوداء التي مرت بها الجزائر، أين كان الحزب الإسلامي المحل “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” مسيطرا على عقول الناس، كانت مثل تلك الأفكار منتشرة بشدة و تجد لها قبولا كبيرا و تنتظر فقط تطبيقها. ربما كانت ستطبق فعلا لو لم يوقف الجيش المسار الانتخابي سنة 1991، و يحدث ما حدث. و لست هنا بصدد الوقوف مع أحد في هذه القضية، لكن الوصاية على حياة الناس و التدخل فيها باسم “الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر” لا يقبلها عقلي أبدا و لا أتمنى وصول هذه الموضة إلى هنا، مع أن الأصل في عبارة “الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر” يختلف كثيرا عن تطبيقها على أرض الواقع.
أظن العبارة أصبحت مشوهة، و مثيرة للخوف.
**جمال الدين بوزيان
ناشط اجتماعي جزائري[email protected]