منير مزيد / رومانيا
بما ان قضيتنا ‘ قضية فلسطين “ ”تمر بأصعب مراحلها وأكثرها حساسية ، لهذا بات واجبا علينا جميعا أن نتمسك بالحلم وبالحكمة وصولا الى العدل المنشود وعدم السماح لمجموعة من المرتزقة واللصوص في تقرير مصير الشعب الفلسطيني ..لهذا سأكتب للحلم ، للأرض ، للإنسان…!
“أحبوا بعضكم بعضاً…
وإن أخطأ أحدكم للآخر فليغفر له ليس سبع مرات
بل سبعين مرة سبع مرات”
فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فافترسوا بعضكم بعضاً
واتركوني وحيداً مع أحزاني في محراب الصمت المقدس
أتأمل رؤيا الأنبياء …
اللوح الأول :
حبيبتي
(من أسقط الحجر مِنْ يَدِّي
وأعطاَني بندقية لأقتل أَخِّي )
اللوح الثاني:
مصلوب في أحزاني الأبدية
وعلى الصليب تنزف دموع أمي
تتلقاها مياه روحي الصافية
تمتزجان معا
تحملان وجع أشواق موشمة بعبير البرتقال
لأرض ـ ترابها معجونا في دمائنا ـ
نفارقها
و يبقى عبيرها يفوح من أنفاسنا …!
اللوح الثالث:
حبيبتي
أستضيء بقنديل عطر أنفاسك الأبدية
حالما ..
أسير على الطرق السماوية
يرافقني الحزن ، الغسق المدمّى
وظل الله ..
اللوح الرابع:
في خَطِّ الأفقِ اللامع
من ضوء ذكرى تبتهل عشقا للوطن
سقف من أحزان عاشق
أضناه الغناء….
تخطو عليه أطياف حلم
لا يحلم إلا بحبيـبتي…
اللوح الخامس:
ينمو بين أشجار اللوز و الزيتون …
يرضع من نهد قصيدة رماها الله
على جبال الليل
لا أحد يراها بكامل سحرها إلا أنا…
اللوح السادس:
حبيبتي
بقدمين عاريتين
تخطو الروح على السقف
مفعمة بشهوة الإنعتاق
من ربقة الجسد…
تسقط في النافورةِ المقدّسةِ
تَستحمُّ في ندى وحدانيةِ كُلّ الأشياء…
اللوح السابع:
حبيبتي
هأنذا الآن أسمع الحلم يبكي
يجري بأوردتي نارا لأش
عل حطب الثورة
عل حطب الثورة
وعلى طول السواقي
يَجْري حزني
يمنح الأرض المضطربة
أنشودة القداسة….
اللوح الثامن:
هناك
أطفال حملوا الشمس لأجلنا
وأخبرونا بأنّ السماءَ
تُقْرَأُ لغة الحجر الثائر…
إلا أننا تعثرنا بأمراض التخمة
بأمراض الجوع
وأمراض خرافات الجدة والغول…
اللوح التاسع:
نُحاولُ أَنْ نحلب ديك السراب
ليدلق علينا المن والسلوى
نستمع لمواعظ دراويش
عقولهم تتعفن من تبغ الهذيان
مهوسون بـ (الجرّ ) /و (الرفع)
بـ (الجزم) / و (الفتح) …
مرضى ( تا التأنيث) و (نون النسوة) …
يجرمون زهرة الخشخاش البيضاء
بخطيئة الهوى
وزقزقة قبرة السماء الصغيرة
…بالهرطقة
اللوح العاشر:
فوضى / إشارات مرور معطلة/ ضجيج / عويل/ دماء / كتل رمادية/ أكواخ طينية متكدسة/ فراشات بأجنحة ممزقة/ عصافير بلا مناقير / خرساء / طحالب تَبتلعُ الجداول/
اللوح الحادي عشر:
نخوض حروبا
بخيول وبغال بلا حوافر
بكلاب هزيلة تولول جوعا
تفترسنا /
اللوح الثاني عشر:
(شهريار)عجوز مصاب بداء العقم
يكدس في مستودعات السلاح
محضياته
و يخصي جنوده…
(شهرزاد) تتأمل ساق الوردة
ينزلق في كهفها كسمكة تسبح في الماء…
اللوح الثالث عشر:
بلاط (شهريار)
مترع بالنبيذ الفرنسي الفاخر
تماسيح تَوصي بالفضيلة
قِرَدَة تُعلّمُ الفيزياء النظرية
قمل بلحى مصبوغة بالحنّاء
تُعلّمُ عزف سيمفونيات (موزارت )
جراد في أمعاء وزراء (شهريار)
ينتشر …!
اللوح الرابع عشر:
مصحة أدبية مصابة بداء السعار
تبيض حلزونات طفيلية
تحقن جسد القصيدة بفيروس الإيدز. …!
مديرها لا يميز بين النهيق وشدو البلابل
حفاظاً على عدم إندثار التراث الغباري
والموروث الصحي
يفضل قرقعة النحاس على الرحبانيات …
اللوح الخامس عشر:
(ماكبث) يتباهى بالكوفية الفلسطينية
يخفي خنجره الإسرائيلي الملطخ بدمي
يلتقي (شهرزاد ) خلسة تحت شجرة التين …
تتعرى..
توسوس له….!
اللوح السادس عشر:
الظلام يتلحف بـ فرو جلودنا
يدخن تبغ أحلامنا الصغيرة
يشرب ساكي دموعنا الحارة
وينام مخمورا بين البؤساء…
اللوح السابع عشر:
أين هم الشعراء…؟
أين هو الإنسان….؟
حياتنا محرقة /
نرنو نحو إنتصار وهمي /
نطوف بين الهاوية والهاوية
ونولد من عسر في الهضم
لكل واحد منا خازوق على مقاسه…
اللوح الثامن عشر:
حبيبتي
لن أترك النوارس تنام أبدًا
قبل أن يرسو الحلم على شواطئِك
ويعود آخر عصفور إلى عشه.
اللوح التاسع عشر:
قالوا بأنّ السماءَ تُقْرَأُ لغة الحجارة
وأنا أَقُولُ بأنّ السماءِ تَقْرأُ لغة الحزن
و تستجيب… !
اللوح العشرين:
آه يا حزناً يَكَادُ زَيْتُهَ يُضِي وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ
يود لو يشعل هامة الليل ويضيء (واو الجماعة) …
اتيت في زمن يتأجج بالزيف
يجعل من جسد الأنوثة قرباناً للثعابين…
اللوح الحادي والعشرين:
حبيبتي
دبابير الخيانة لا تكف عن لسع صوتي…
و غلمان ( شهريار) المخصيون
يتآمرون على فراشاتي الذهبية
لإظهار فحولتهم…
اللوح الثاني والعشرين:
آه يا حزناً لا يهجرني
ستنحني لك يوماً كل ربات الشعر
وتقبل قدميك كل شفاه الورد…
اللوح الثالث والعشرين:
أنا الآن ، يا حبيبتي أبصرت طريقي
ألقيت بأسـلحتي كلهـا
واكتفيت بشعاع الصمت المقدس
لأغزل خيوطَ الحلم ِ من رؤيا الأنبياء…..
اللوح الرابع والعشرين:
شجرة لوز
صرخة مولود : أعتقوني
تجتاح طريق التعب
أمام أشقائه المعذين …
اللوح الخامس والعشرين:
الهواء المظلم الآتي من عش الدبابير
لن يعود لـ ينبت مرة أخرى
أغصان القصيدة تبني عُشّاً للحلمِ ….
اللوح السادس والعشرين:
في مواجهة فراشاتي الذهبية
يقف الموت عاجزاً أمام خلودي….
اللوح السابع والعشرين:
مثل جدولِ صَغيرِ
يَشْقُّ طريقه بهدوء
يجري الحلم في أوردتي
صافيا وعذبا….
اللوح الثامن والعشرين:
العالم شاحب وضائع
أمام عينيي
أَنزلقُ إلى غابةِ الصمت المقدس
أبحث في مياهه الدفينة
عن رؤيا الأنبياء
لـ أطهو سيرة الحلم….
اللوح الثامن والعشرين:
أنا ناي الحلم والحجر
في يد إلاهة كنعانية
لا تكف عن العزف لملائكة حالمين ….
اللوح الثلاثين
جاءني العندليب من بغداد باكيا
أعطيتُه قيثارة
صمت….
دموعه بَدأتْ تَغنّي :
” تاج الشوك فوق جبينه
وفوق كتفه الصليب
دلوقت يا قدس ابنك زي المسيح
غريب غريب….”
اللوح الواحد والثلاثين
إذا لم تكن الأغنية ثورة
ماذا عساها أن تكون …؟!
أما القصيدة قطرة ندى
تحمل عبق الأرض
وعطر الحبيبة
وفي قلبها أعاصير….