أبيض .. أسود .. كلهم مع إسرائيل
بقلم : زياد ابوشاويش
أصبح مؤكداً الآن أن باراك اوباما أصبح الرئيس الرابع والأربعين لأمريكا وبكل تأكيد نرغب في رؤية سياسة جديدة أكثر توازناً للولايات المتحدة الأمريكية في منطقتنا والعالم.
بلا شك فإن نجاح رئيس أسود للولايات المتحدة هو تطور نوعي في الحياة السياسية بمعناها التاريخي وتغيير له دلالات ملفتة على عدة مستويات يتعلق بعضها بتطور الديمقراطية في أمريكا ذاتها وأخرى تتعلق بالانعطاف المجتمعي باتجاه العدل والمساواة بين مختلف مكونات الشعب الأمريكي وصولاً للحلم التاريخي للسود في الدولة الأغنى بالمساواة وإنهاء كل الحقبة التاريخية للفصل العنصري والازدراء الذي عانى منه أغلبية السود في أمريكا ولهذا الأمر لا يكفي مقال لاستعراض كل نتائج وخلفيات هذه النقلة النوعية في تاريخ أمريكا الحديث….. وبعد
هل يمكن الاعتماد على هذا النجاح للحلم أو لعقد الأمل على حل سلمي يعيد حقوقنا العربية في فلسطين والجولان والعراق وغيرها من الدول التي تعرضت للعدوان الأمريكي؟
السياسة في أمريكا لا يتحكم بها شخص الرئيس أو قناعاته كدول العالم الثالث، بل يتحكم بها مجموعة كبيرة ومتنوعة من المصالح والاستهدافات والتحالفات التي ترسخت عبر عقود من تشابك المصالح وخاصة في المجمع الصناعي العسكري و ” وول ستريت ” وغيرها من المؤسسات صانعة الرئاسات وما يفرزه ذلك التشابك من برامج ترسمها بمهارة مراكز دراسات ينفق عليها بالملايين وتضع خططاً استراتيجية لسنوات طويلة كما تضع برامجها البديلة في ظروف متغيرة وغير متوقعة.
إذن السيد أوباما هو بالإضافة لما ذكرناه عن التطور النوعي وإيجابيته نتاج لهذه التشابكات وهذه البرامج ولولا دعم هائل تلقاه الرجل من هؤلاء ما كان له ان يصل للبيت الأبيض .
في ظل ما تقدم هل نراهن على أي انقلاب في الموقف الأمريكي من اسرائيل ومن القضايا الكبرى لعملية السلام في المنطقة بعد كل ما سمعناه من تصريحات لسيد البيت الأبيض ذي البشرة السوداء؟
لسنا عدميين لنتجاهل الفرق بين المرشح الجمهوري والمرشح الديمقراطي في قضايا عديدة، لكننا لا نتوهم في تغيير أمريكي حقيقي تجاه قضايانا وحقوقنا المغتصبة من اسرائيل بسبب تغيير لون بشرة الساكن الجديد في البيت الأبيض،وينتظرنا عمل جدي ومرهق مع السيد أوباما على وجه الخصوص.
زياد ابوشاويش