بقلم : منذر ارشيد
أولا أبدأ بتحية خالصة إلى الدكتور صائب عريقات الذي عملت بمعيته مع بدأية إنشاء السلطة وفي أريحا بالذات
وأقول وعلى المستوى الشخصي فالدكتور صائب من القلائل الذين سعدت بالعمل معهم لما رأيته منه من مهنية عالية وجدية في العمل ” وأحترام حيث كان العمل معه مريحاً لأنه كان يقدر العمل ويُقدر من يعمل
((الحياة مفاوضات ))
لقد قرأت يعض فقرات من كتاب الدكتور صائب من خلال تعقيب وضعه الدكتور عبد الستار قاسم في مقالة مطولة وضع خلالها ردودا ً توضيحية تارة ً … ونقدية ً تارةً أخرى
ولا أريد الدخول في الحوار الذي كان بين الرجلين لأني لا أمتلك القدرة العلمية أو الثقافية ولا حتى السياسية لأستاذ ين أكادميين لهما الباع الطويل في العمل الأكاديمي والسياسي والثقافي
ولعلي أجدُ باباً سهلا ً للدخول بهذا الموضوع الشائك والمعقد وهو موجود في عنوان كتاب الدكتور صائب
الذي كان (( الحيا ة مفاوضات ))
لم أفاجأ بفحوى الموضوع وقد فهمت فوراً وقبل أن أستطلع فحواه ومتنه ومن العنوان فقط ما ذا كان يعني الدكتور صائب في الحياة مفاوضات
ولعلي لا أخطيء حين أقول أن الدكتور صائب وضع كتابه هذا لعدة أسباب منها اللغط والجدل الحاصل على جميع المستويات الشعبية والوطنية والتي كان يسمعها ويقرأها تحت عنوان
(أي مفاوضات عبثيه هذه يا دكتور صائب …!!)
ومن خلال قرائتي لعدة قرائآت قدمها بعض الكتاب ممن قرأوا الكتاب حيث وضعوا فقرات هامة من كتابه والذي لا أدعي أني قرأته ولكن أصبح لدي فكرة عن مضمون ما جاء في الكتاب (الحياة مفاوضات ))
وحسب ما فهمت فالدكتور صائب عريقات وضع خبرته التفاوضية، الصعبة التي خاضها منذ العام 1991 وحسب ما قرأته لأحد النقاد الذي لا أتذكر اسمه…. فالدكتور صائب ركز على التفاوض كعلم وثقافة مستنداً إلى مراجع عربية وأجنبية عدة” لكنه لا يغرق في الجانب النظري، لأن الأهم عنده هو (( التجربة الشخصية )) وقد أرفق كتابه بنصائح مركزة عن كيفية إدارة التفاوض مستقاة من خبرته العملية.
ويرى عريقات في كتابه أن (العرب في حاجة الى دراسة سلوكهم في الصراع والتفاوض ) لذلك فهو يحلل «السلوك التفاوضي العربي» ويضع أدوات لتحليل صراع المصالح ومجموعة من التطبيقات لتطوير مهارات التفاوض والحل، ويحاول أن يحدد دور صناع القرار في إدارة الصراع والمفاوضات.
ويعتبر أن المفاوضات((ضرورة حياتية)) لكونها توجد حيث يوجد صراع المصالح، وهي الوسيلة الوحيدة لأي تسويه أو سلام مع الأعداء وقد أكد على مسألة الإعداد الجيد للمفاوضات ومن خلال منهجية وخبرة عالية من خلال تجهيز فريق المفاوضين تجهيزاً بحجم القضايا المطروحة للتفاوض ، وخلق أرضية مشتركة بين الطرفين المتفاوضين تصلح للأنطلاق من خلال المهارات التفاوضية والتدريب عليها، ويورد نماذج عملية لمفاوضات مختلفة بين شخصين أو أكثر.
ولا أدري هل حصل هذا قبل أوسلوا او بعدها علىإعتبار أننا شهدنا مع أوسلو بدايةً وحتى في أريحا التي كان الدكتور صائب في استقبالنا بها مع اول دخول السلطة إلى الوطن حتى كنا لا نعرف حتى حدود مدينة أريحا حتى ان المستوطنين أقاموا في حدود البلدية كنيس ورفعوا العلم الأسرائيلي عليه وفي عقر دار الدكتور صائب نفسه ودخلنا في جدل بيزنطي طوال أسبوع ولم يبقى إلا ان يجتمع مجلس الأمن من أجل حلها …!! ومن المؤكد ان الدكتور صائب لا ينسى شارع ال20 الذي كان يخترق أريحا طولا وعرضاً والذي بلت جهوداً مضنية حتى توصلنا إلى معرفة بنده في الأتفاق والذي يفضي إلى السماح للسيارات العسكرية الإسرائيلية المرور عليه في ساعات محددة ( طبعا كل الساعات كانت لهم )
(الحياة مفاوضات )… وكأن الدكتو ر صائب أراد من موضوعه هذا أن يضع التبريرات والحجج لكل الأصوات التي خرجت تندد بطول الوقت والسنوات العجاف التي مرت وشعبنا ينتظر الدخان الأبيض والدكتور صائب داخل خارج …خارج داخل من جلسة إلى جلسة على مدار عشرة سنوات دون أي فائدة….!!!
الحياة مفاوضات ….يا دكتور صائب …!!!
ربما ما تفضلت به من ناحية إنسانية على إعتبار أن العلاقات بين البشر سواء ً كانوا أعداءً أو اصدقاء والله يقول….
(وجادلهم بالتي هي أحسن ) ولكن أليست الحياة كرامة …!!
أين كرامتنا الإنسانية أولا ً والوطنية ثانيا ً ونحن نتحاور ونتحاور دون أن نتشاور ….!!
والرسول صلى الله عليه وسلم قال أيضا ً
(وأمرهم شورى بينهم )
فمن يعرف عن فحوى سنوات من
المفاوضات ..!! من إطلع عليها ..!!
وإليك ما قاله إسحق شامير ، مع بداية المفاوضات معكم وقد اتهموه أنه سيتنازل عن القدس وعن أراضي اسرئيل ..!!
ماذا رد عليهم ..!! فرد عليهم شامير حينها قائلا :-
(سنفاوضهم مئة عام ولن يأخذوا الا الحكم الاداري الذاتي).
هذا التصريح حينها لم يلق التعليق والاهتمام المناسب من قبل المحللين والمفاوضين الفلسطينيين ، كما أنهم لم يكونوا قد خبروا المفاوض الصهيوني ومماطلته وتسويفه واختلاقه للاعذار والعقبات وإغراقه بالتفاصيل التي تضيع جوهر القضية وتحصرها بالامور الشكلية والهامشية.
وكلنا يعرف سيرة اليهود على مدى التاريخ وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم وفي (سورة البقرة) وقد أضاعوا الوقت على شكل ولون البقرة ..!! ولنا في السيرة النبوية أيضاً ما يؤكد كذبهم وخداعهم وتسويفهم “
وفي تاريخنا المعاصر أبدع الصهاينة في إطالة أمد المفاوضات، فيما كانت جرافاتهم تعمل في الارض الفلسطينية دمارا وخرابا وتجريفا ومصادرة،
واستمر بناء المغتصبات الصهيونية التي تلتهم أرض الفلسطينيين بطولها وعرضها، والمفاوض الفلسطيني لا يزال يفاوض ولم يتعب!.
منذ بدأت مسيرة التسوية منذ مؤتمر مدريد وما تبعه من إتفاقية اوسلو وجميع الساسة والمبعوثين الدوليين يتحدثون عن استمرار عملية التسوية ولم نسمع أحدا ًيتحدث عن إيجاد الحلول الشاملة الكاملة التي تنهي أسباب الصراع ، وكانت ولا تزال الأهمية الرئيسة عند الإسرائيليين لعملية المفاوضات هي ترحيل القضايا الهامة والرئيسة مثل قضايا القدس والاستيطان واللاجئين والمياه الى المفاوضات النهائية، و
المستوطنات تكبر وتتعاظم وتخترق كل أراضي الضفة الغربية طولاً وعرضا ً
المستوطنات تكبر وتتعاظم وتخترق كل أراضي الضفة الغربية طولاً وعرضا ً
والسؤآل للدكتور صائب….. أين نحن الآن وأمام عشرة سنوات من المفاوضات ..!!! والتي جيرت إلى الأهداف الأمنية الوظيفية لصالح الاحتلال ..!!
فيما الشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال وممارساته من قتل وانتهاك لكرامات الشعب وأنت ترى أن الفلاح الفلسطيني يجاهد من أجل قطف زيتونه وهو يحمل روحه على كفه …. ولا تزال المفاوضات مستمرة كما حياة الفلسطينيين البائسة في ظل ممارسات الاحتلال.
الحقيقة لا أدري ما معنى المفاوضات حياة ..!!
ونحن لا نرى إلا الموت وإهدار كرامة أمه كانت خير أمه أخرجت للناس يا دكتور صائب
ألا ترى يا أخي أبا علي أن المفاوض الفلسطيني أصبح في مأزق بين مخالب الجرافات الصهيونية التي تعمل أنيابها في الارض الفلسطينية ، وبين أموال الدول المانحة ، وبين الاستمرار مع واقع (الحياة مفاوضات ).
وسؤآل اخير ,………
هل أصبح الاستمرار في المفاوضات من أجل المفاوضات ..!!! وحتى تستمر أموال الدعم الخارجي مستمرة …!! وهل الدعم الدولي المشروط في إنهاء أي أثر للمقاومة حتى نصل إلى مرحلة يدخل المستوطنون البلهاء ويشلحوا أبناء شعبنا ملابسهم ويخرجونهم من قراهم حفايا عرايا بعد أن سلموا كل أساب قوتهم من سلاح كان على الأقل يرهب المستوطنين “ ناهيك عن الجيش الذي كان جنودهم يتلمسون ويرتجفون وهو داخل دبابتهم المحصنة خشية من بطل يحمل مسدس وليس مدفع ……!!!
إلى متى يا دكتور صائب سنبقى نضحك على
أنفسنا ونوهم شعبنا بإيهامه بأن المستقبل كفيل بأنهاء مشاكلهم وهم ينتظرون رئيس أمريكي يرحل ورئيس قادم وكأنه المهدي المنتظر ..!!!
بعد أن تبين أن هذه المفاوضات لن تفضي إلا إلى مفاوضات، وهل وصل المفاوض الفلسطيني إلى نتيجة أنه لن يستطيع تحقيق أي شيء لا يريد الصهاينة تقديمه له ، وتقبل فكرة أن الحياة مفاوضات
وهل الحياة مفاوضات فعلاً …!! أم ترف فكري وفلسفة
سياسية جديدة …يراد إدخالها إلى ثقافتنا ..!!
وهل ستستمرون في المفاوضات حتى تصبحون
على وطن بلا أرض ولا مياه وشعب مدمر نفسيا ً وثقافيا ً
واجتماعيا ً ……وهل سيبقى حياة حتى نستطيع ان نسميها مفاوضات …!!
تخيل يا دكتور صائب وأنت تتفاوض من أجل السلام ويأتيك خبر أو تشاهد على التلفاز مشهد المستوطينين وهم يركلون أبناء شعبك بأقدامهم وهم يقطفون زيتونهم
وقد علقوا عليك آمالا ً وهم ينتظرون نتائج مفاوضاتك .
والنتيجة استباحة أرضهم وأعراضهم وكراماتهم ..!
أو أنك تشاهد الطفلة الجميلة البريئة إيمان حجو وقد إخترق جسدها الغض رصاصات حقد من تفاوضهم
تصور لو كانت إيمان حفيدتك من إبنك الجميل علي”
هل ستبقى الحياة مفاوضات ..!! أم أنك ستقول يلعن أبو هالحياة ..!!
وهل سنبقى نفاوض حتى نستفيق على هيكل مقام …. وأقصى مد
مر ….!!!!!
مر ….!!!!!
دكتور صائب الحياة ليست مفاوضات فقط
ولا حياة بلا كرامة وأنتم بقولكم هذا وهل تفترضون أن شعبكم بلا كرامة ..!!!!
لا يا دكتور صائب لقد رأيتك تثور لأسباب كثيرة
لكرامتك الشخصية ……. ألا تثور لكرامتك أيضاً وهم يتلهون بك سنوات وسنوات على كذب ودجل ..!ّ!
ألم تقل أنت ذلك …!!
(إضاعة وقت دون فائده ) وشعبك يُذبح من الوريد إلى الوريد…!!!! لا نطلب منك أن تحمل سلاحاً وتقاتل
ولكن مطلوب منك أن تقول الحقيقة ” والحقيقة عارية أمامك “لأنهم يريدوننا بلا حياة بلا كرامة “
هل ترضى لأبنك علي أن يعيش بلا كرامة …!!!! فالحياة يا صديقي كرامة….نعم إنها (كرامة) أو… (ندامة)
يا ليتنا نسمع إجابة …!!!
منذر ارشيد