هموم كثيرة قد يفكر بها مواطن اسمه كويتي يخاف على تلك الأرض : الهم الأول تأخذه النزعة الهتلرية فيه ويتمنى أن يكون للمواطنين شوارع خاصة بهم يستخدمونها للذهاب إلى العمل من غير الزحمة الخانقة للمقيمين بصفة أو بغير صفة قانونية والتي تتعدى حدود التخطيط المدني في تلك البلد الحضاري؟ ولكنه يعيد النظر في طلبه حين ترفع شعارات التميز العنصري من قبل تجمعات الأمم المتحدة وأخرى. همه الثاني الغلاء المعيشي فالراتب بالكاد يكفي والأسعار في ارتفاع متزايد وما يؤخذ آخر الشهر يذهب إلى جيوب التجار ولكن تصدمه الحكومة بكلفة زيادة الرواتب على ميزانية الدولة وخصوصا أن زيادة الرواتب تشمل المواطنين والمقيمين. فيلف رأسه مرة أخرى بهمه ويهمس أنقذونا من الشعارات الزائفة والحملات الدعائية الموبوءة فلا يصل إلى المجلس إلا المتسلقين والباحثين عن حب الذات والسلطة فيرد إليه همسه هذا تفكير الشعب المخملي أقصد الكويتي ! ويردد الى متى السرقات وسرقة المال العام وخصوصا انها باتت بالملايين ومن مقيمين غير مواطنين فيأتيه صاحبه بالرد قائلا هذا ليس من شأنك ودعك من الحسد. وتسيح دمعة على الخد حارقة أغيثونا من المحسوبية التي تحتل الكويت فيها أعلى نسبة في العالم . والمعاملات الحكومية والخاصة باتت تحكمها المصالح والواسطة والرشاوى أيضا. فتنصهر كلماته أمام عينيه لتبحث عن معرفة تشكو به الحال إلى أصحاب الشأن وكيفية الوصول إليهم.
فيلف ورقة همومه ويدسها في جيبه متألما ويذهب إلى أقرب ديوانية يلعب الورق مع أصحاب اتخذهم لسهل معاملاته اليومية.