محمد الياسري
في الثلاثين من مايس 2007 تم اختطاف خبراء أجانب يعملون في أنظمة الحاسوب ولحساب وزارة المالية العراقية.
و بحسب المصادر الأمنية العراقية فأن المختطفين الأربعة خبراء حاسوب ألمانيين، حيث قيل إن حوالي أربعين سيارة يستقلها مسلحون يرتدون زي مغاوير وزارة الداخلية حاصروا دائرة المعلومات التابعة لوزارة المالية في شارع فلسطين (شرقي) بغداد وخطفوا الأربعة.
لكن لا احد تجرأ في وقتها على التصريح بما حصل فعلا في ذلك اليوم ولحد الان او البحث عن مبررات هذا الاختطاف وصلته بعمليات الفساد المالي التي تنهش البلاد وتنخره.
ربما سيقول قائل أن تسلط المليشيات المسلحة طيلة السنوات الخمس،ودوامة العنف التي كانت تسود البلاد، نجم عنها قتل واختطاف العشرات من الخبراء و الصحفيين و العاملين في منظمات إنسانية داخل هذا البلد، تحت ذرائع و حجج مختلفة.
لكن ما علاقة المرتشون و السراق بعمليات خطف تمت بوضح النهار وبعجلات وزي الدولة و بسلاح الدولة، الذي يفترض وجد لحماية الدولة و أبنائها؟
هل جد جديد لنعيد الموضوع إلى الواجهة؟
لا أريد التسرع بالحكم بجدية وحداثة الذي سأطرحه ولا إلى أي مدى تحدد هذه المعلومة إن كان سبب الاختطاف هو نفسه أم دوافع أخرى؟
ما أحاوله هنا مجرد طرح لسلسة أحداث بدأت إبان حكم الدكتور أياد علاوي وانتهت باختطاف الأجانب لتعود تطل برأسها من جديد قبل ثلاثة أشهر و سأترك القارئ هو من يقوم بالربط و التحليل و الاستنتاج ولا أتدخل بشيء سوى إيراد المعلومة، ويقينا الهدف من كل هذا ليس إلا خدمة الحقيقة و الدفاع عن سطوعها، لان كلا منا يعشق هذا البلد عشقا أزليا.
المعلومات تشير الى ان رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي أمر بادخال محاسبي الخزينة في وزارة المالية للتدريب على نظام عالمي يسمى( fmis) الذي يعتمد على ادخال معلومات حسابية وقد قامت احدى الشركات الكندية بتدريب كوادر عراقية عليه من خلال اقامة دورات متقدمة في عمان تحملت فيها اجور النقل و السكن و تجهيز الحواسيب المتقدمة لهذا البرنامج ليحقق اعلى مستوى من الخدمة و التشابه مع غيره في العالم.
بعد عودة هؤلاء المتدربين العراقيين من مختلف انحاء المحافظات، تم فتح شعب خاصة لهذا البرنامج في دوائر الخزينة يتم فيها ادخال كل مايصرف ويودع بالمحافظة وعلى جميع الوزارات عبر الانترنيت وتحت اسم ورقم سري ويكون من صلاحية واشراف مدراء الخزينة و وزير المالية حصراً .
الى الآن كل شي جميل ويسير بالصورة الجميلة، الا ان الذي حدث ان هذا النظام كشف اختلاسات وسرقات كبيرة و عديدة و على مستوى عال من المسؤولين، البعض منهم ينتمي الى احزاب وتيارات سياسية و دينية، والبعض يعمل في الميليشيات وووو.
المهم ان الذي حدث بعد كل ما تم اكتشافه من اختلاسات و سرقات، ان تم اختطاف الخبراء الالمان الاربعة المسؤولين عن البرنامج و بسيارات الدولة و سلاحها و من احد مقارها الرسمية ليتم بعدها اغلاق البرنامج دون ان يسأل ايا كان لماذا اغلق البرنامج الذي يكشف الاختلاس و السرقة؟
الجديد الذي يحصل الآن ان وزارة المالية بدأت اعادة تشغيل البرنامج ولكن ليس من قبل الشركة الكندية التخصصية او من دول صاحبة باع في هذا المجال ولكن و تلك المصيبة ؟
المالية قررت تشغيل المشروع من قبل شركة عراقية و اللبيب بالاشارة يفهم…….