كتب خضر عواركة . أعترف بأن الصحفي السعودي الوحيد الذي أحترم قلمه إلى جانب الناقد الأدبي محمد العباس هو الكاتب والإعلامي داوود الشريان. الرجل لفت نظري في برنامجه التلفزيوني الذي كان يعده ويقدمه من قناة دبي سابقا ثم توقف البرنامج بعد أن عهد أصحاب الشأن في المملكة السعودية لداوود بمهمات أخرى تتجاوز العمل الصحافي إلى الإشراف على تنفيذ قسم معين من الإستراتيجيات الإعلامية السعودية التي تغطي بملكيتها المباشرة والمستترة ثمانين بالمئة من الإعلام الناطق باللغة العربية. الرجل بقي محافظا على وقار الكلمة وعلى مضمون مقنع لمقالاته مهنيا رغم تحيزه الواضح لرؤية ولاة أمره على غير قناعة في كثيرمن الأحيان وتلك ” العدم قناعة ” واضحة وضوح الشمس في فلتات قلمه الذي يحن على الدوام إلى المواقف التي تشرف حامله . لم يسقط داوود الشريان في فخ التسابق على السوقية في التسويق للأهداف الأميركية والإسرائيلية وهي مهنة إتقنها غيره من الإعلاميين السعوديين بحماس يحسدهم عليه قادة إسرائيل لأنهم لا يملكون صحافيين وإعلاميين لهم نفس الحماس للدفاع عن الدولة الصهيونية وأهدافها كذلك الذي ينطلق مدفوعا به في عدائيته الكريهة لكل قيمة شريفة في هذا الوطن العربي المنكوب بأمثاله الإعلامي عبد الرحمن الراشد. الكتابة بطريقة الغصبا عن ….أو ” خجلا من سمو الأمير خالد ” هي أمر لا يحسد عليه أبدا الكاتب داوود الشريان، ففي مقاله الآخير عن صحيفة الأخبار وعن الأكاديمي والكاتب السياسي والباحث أسعد أبو خليل رائحة إعجاب برجل مثل حالة خاصة لم نعهدها في الأكاديميين العرب المقيمين في الولايات المتحدة، ولم نعهدها وهذا الأهم في الصحف الورقية التي لا تحتمل عادة السقف العالي في الكتابة عن قضايا عامة، فكيف بالأخبار وهي تقدم صباح كل سبت، صفحة الرأي كاملة لأعلى ما في قمم الكلمة من صراحة وصدق ومباشرة . لست أقيم هنا الأستاذ أسعد ابو خليل، فالرجل اصلا من نوع يؤمن بقول الكلمة دون إنتظار الجواب مدحا أم تقريعا، وهو كما يتبين لكل من يتابعه وهم غالبية المداومين على قراءة الصحف في العالم العربي، (شكرا للأخبار أونلاين) ليس من النوع المتلون ولا من النوع المساير ولا ممن ينافقون ويدورون الزوايا، وأهميته تكمن في أنه حر وحر وحر، لم يسلم من نقده طرف أو دولة وبنفس القسوة والوضوح والصراحة . قلت بأني لا أقيم أسعد أبو خليل ولكني بكل صدق أشفقت على الأستاذ داوود الشريان من الورطة التي وضعته الظروف فيها، فأنا ومعي الكثير ممن قرأو مقاله في الحياة يوم أمس ” نهاية كاتب شجاع” حسبناه يتحدث عن نفسه بذلك العنوان إذ أنه يبدو بكل وضوح أنه مجبر حياء أوخجلا أو ربما هو الجميل يرد به بالمقال ذاك على أمر أميري من سموه صاحب الفضل في تعليم أولاد الأستاذ الشريان في أرقى المدارسة الثانوية الأميركية ومن ثم صاحب الفضل في تكفل أولاد الاستاذ الشريان في دراستهم الجامعية الأميركية أيضا . هذه النوع من العلاقات المهنية بين مرؤوس ورب عمل ذو القاب ملكية يمثل حفرة لا يمكن تفاديها لكاتب مرموق لا يمكن إنكار قدرته النوعية على إستعمال أعمق المعاني بأقل عدد من الكلمات مثل الأستاذ داوود الشريان . واأسفاه على الكاتب السعودي الفذ فكيف يمكن لنا ألا نعذره على ما كتب وهو المجبر بالدين الذي في رقبته لخالد بن سلطان على الدفاع عن بضعة من كبار المنافقين في الصحافة العربية واللبنانية عددهم في مقاله إسما إسما حتى يذكر إسم ناشر الحياة ولو مستترا بينهم بقصد واحد هو الرد على أسعد أبو خليل دفاعا عن إنجازات خالد بن سلطان الثقافية والنورانية في صحيفة الحياة السعودية !! أسفي عليك يا داوود الشريان المكبل بواجب تجاه رب عمل أحسن إليك وعليك رد الجميل منهيا بذلك وهما ظننا بسببه أنك أشجع كاتب في السعودية . وحمد لله على أسعد أبو خليل وعلى صحيفة الأخبار فبفضلهما لا زال هناك فسحة من الصراحة ليست مدينة لأي كان و الأهم أنه ليس لها رب يصرف على أولادها ويطلب سداد الدين من رصيد الشجاعة . [email protected]