تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة بهجمات القراصنة في سواحل الصومال الخطيرة، ولكنّ خليج عدن يعدّ بدوره منطقة موت يلقى فيها المئات من الفارين من أتون الحرب والظروف المعيشية الصعبة، مصرعهم في القرن الأفريقي. وفي نهاية الأسبوع، رمت الأمواج 60 جثة على سواحل اليمن التي تعدّ وجهة مألوفة للاجئين من الصومال وإثيوبيا وإريتريا، وفق منظمة “أطباء بلا حدود.”
وقال المنسق الميداني للمنظمة في اليمن أندرياس كوتبا إنّ مثل هذا العدد الكبير من وفيات اللاجئين في فترة وجيزة “ليس أمرا اعتياديا بالمرة.”
وقال “منذ سبتمبر/أيلول وحتى الآن، أحصينا 27 قتيلا والآن فجأة وصلنا إلى هذا الرقم، ونحن مصدومون جدا لهذا.”
ونجا أكثر من 400 لاجئ، أغلبهم من الصومال وإثيوبيا، من رحلة نهاية الأسبوع المأساوية التي جرت على متن ثلاثة زوارق، وفق كوتبا.
وأضاف أنّه تمّ التأكّد من وفاة 60 ولكن العدد لا يشمل أولئك الذين ربّما لم يصمدوا ولقوا حتفهم أيضا أثناء الرحلة في الطريق إلى اليمن “حيث في بعض الأحيان يقوم المهربون بإلقاء الجثث في عرض البحر ببساطة.”
وأوضح أنّ زوارق المهربين تنطلق عادة من ميناء بوصاصو، الذي ينعدم فيه الأمن تقريبا، حيث يدفع كل راغب في الرحيل عن البلاد مبلغا قد لا يتجاوز 100 دولار للمشاركة في المغامرة التي تستمر يومين.
والبعض من الذين يلقون حتفهم، يلاقون ذلك المصير المأساوي فقط لمجرد أنّ المهربين يجبرونهم على الهبوط من الزورق والسباحة خوفا من أن تتفطن قوات خفر السواحل.
وأضاف بيان للمنظمة أنّ امرأة، حاملا في شهرها الثامن، تلقّت إصابات بليغة بعد أن قطعت ساقها بسبب مجداف الزورق.
كما عثرت المنظمة على مجموعة لاجئين أخرى على متن زورق آخر قبالة الساحل بعد أن تعطّل.
وأبلغ أحدهم الفريق الطبي أنّهم دفنوا للتوّ 23 ميتا من مرافقيهم.
وفي وقت سابق من الشهر، كان 52 صومالياً على الأقل قد لقوا حتفهم المنطقة ذاتها، عندما تعطل المركب الذي كانوا يستقلونه في خليج عدن في طريقهم إلى اليمن، وتركوا لينجرفوا بلا طعام أو ماء لمدة 18 يوماً، وفقاً لما جاء بالموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وقبل ذلك بأسابيع قليلة، أكّدت الأمم المتحدة أن 21 شخصاً على الأقل، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، لقوا مصرعهم نتيجة غرق قارب كان يقل عدداً من اللاجئين الأفارقة في نهر “عطبرة” شرقي السودان.
وقالت مفوضية اللاجئين إن القارب، الذي كان محملاً بأكثر من 24 لاجئاً، معظمهم من الصومال وإريتريا، غرق على الأرجح نتيجة الحمولة الزائدة، أثناء محاولتهم عبور النهر، في حوالي الواحدة والنصف من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي.
وحسب تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فقد تمكن حوالي 32 ألف صومالي من الوصول إلى السواحل اليمنية منذ بداية العام الجاري، بعد قيامهم بـ”الرحلة الخطرة” على متن زوارق المهربين.
كما أفادت مفوضية UNHCR بمقتل نحو 230 شخصاً على الأقل منذ بداية العام 2008، فيما لا زال حوالي 365 آخرين مفقودين، بينهم ضحايا “الحادثة” الأخيرة.
وقالت إن أسباب الزيادة في أعداد اللاجئين، تعود إلى استمرار النزاعات المسلحة في منطقة القرن الأفريقي، خاصة في الصومال، واستخدام ممرات بحرية جديدة من الصومال وجيبوتي، حيث تُعد اليمن ملاذاً آمناً لهؤلاء المهاجرين الفارين من مناطق القتال في الساحل الشرقي لأفريقيا.
< div dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed">