وصف الشيخ حسن الصفار موقف الحكومة السعودية من قضايا التمييز الطائفي بـ”البطيء والمتلكئ” الأمر الذي يولد “مشاعر الإحباط والاستياء” لدى المواطنين الشيعة في المملكة. وقال الصفار في لقاء نشره موقع “رابطة الحوار الديني” أن بعض القيادات الإسلامية تأثرت سلبا بالأحداث الطائفية في العراق ولبنان واستجابت لضغوط اتجاهات التعصب والتشدد المذهبي.
مضيفا أنه ونتيجة لذلك فقدت تلك القيادات توازنها وخذلت قضية الوحدة والتقريب.
غير أنه انتقد بالمقابل ما وصفه بالتقصير الواضح لدى دعاة التقريب تجاه قضية الوحدة في مواجهة اتجاهات التفرقة والفتن الطائفية.
كما انتقد غياب الجرأة لدى القيادات الدينية في الجانبين السني والشيعي ازاء وضع الخطط واعتماد إستراتيجية متكاملة لتحقيق الوحدة والتقريب والاكتفاء عوضا عن ذلك بـ”الشعارات والخطابات والطروحات النظرية العامة”.
وتقتضي الإستراتيجية توفير الآليات والإمكانيات الداعمة للتنفيذ والتطبيق وفقا للصفار.
وحول التجربة الشيعية في السعودية ازاء مسألة التعايش والحوار أوضح الصفار بأن النخبة الشيعية الواعية في السعودية بذلت جهودا كبيرة لمواجهة حالة القطيعة والتنافر المذهبي والتمييز الطائفي.
مشيرا إلى أن جهود تلك النخبة انصبت في إنتاج خطاب وثقافة إسلامية وطنية تدعو إلى الوحدة والتقارب والتواصل مع مختلف القوى والجهات في المجتمع السعودي.
والمتابعة في ذات الوقت مع الحكومة لتحقيق مبدأ المساواة بين المواطنين ومعالجة مشاكل التمييز الطائفي وتقديم المشاريع والمقترحات لمسؤلي الدولة من اجل خدمة هذا التوجه.
وانتقد الصفار في هذا السياق ” بطؤ وتلكؤ” الحكومة السعودية في معالجة بعض مشاكل التمييز الطائفي الأمر الذي أفضى إلى وجود الكثير من قضايا التمييز العالقة.
ورأى أن هذا “مما يجعل ساحة المجتمع الشيعي معرضة لمشاعر الإحباط والاستياء” بالرغم من التحسن الذي وصفه بالنسبي في معالجة بعض مشاكل التمييز الطائفي.
وتابع “لا خيار لنا كمواطنين في بلد واحد الا الانفتاح على بعضنا ومراجعة مواقفنا تجاه بعضنا بعضا بما ينسجم مع مقاصد الشريعة ومصالح الوطن.”
وحول مستقبل وحدة الأمة رأى الصفار بأن ذلك مرهون بالتغيير السياسي والثقافي.
مضيفا بأن الوحدة لا تتحقق في ظل الاستبداد السياسي الذي يستفيد من الصراعات الداخلية وسيادة الثقافة الأحادية التي ترفض الاعتراف بالتعددية المذهبية والفكرية وتحترف التعبئة والتحريض ضد الآخر.