عراق المطيري
اعتدنا مع نهاية كل عام أن تبحث الجهات ذات الاختصاص كمحطات التلفزة الفضائية أو مراكز الدراسات والبحوث ومن على شاكلتها بان تطل علينا بنتائج دراساتها أو حصيلة ما جمعته من أحداث العام المنصرم وتوقعاتها التي تبنيها على ذلك لما سيحدث خلال العام القادم وكذلك أصحاب التنجيم ومن يرجمون بالغيب وقراء الطالع والكف يحدثوننا نحن عباد الله المساكين عن مجريات الأمور وما يرونه عنها ، ويذهب القسم منا الى بناء استنتاجاته بما يخص محيطه ، وأهل السياسة والدولة في بلدان العالم لهم شأن آخر وفلك خاص بهم يدورون به ويقدرون مصائرنا نحن شعوب الأرض التي تتكل على الله الواحد الأحد فقط ولا حول ولا قوة لها إلا ما يهبها خالقها وحسبنا ربنا وكيلا ونعم الوكيل .
وفي العراق حيث تجري الأحداث سريعة بشكل استثنائي والسباق قائم على أشده بين الكبار والصغار وكل منهم له رهاناته للحصول على الفوز بمقدرات شعبنا بين أكثر من جهة ، فالساسة وأهل الشأن والقوة الكبار يقررون وفي السابق كان الصغار ينفذون قرارات الكبار والآن أصبحوا يتمردون ويتنمردون ، وبصيغة أوضح وأفصح وأدق كان الأمريكان يقررون والعملاء والحلفاء على تعدد مسمياتهم وصفاتهم دولا كانوا أم أفراد ينفذون وهذا ما تعارف عليه العالم طيلة قرابة السنوات الست الماضية من عمر الاحتلال الأمريكي البغيض الذي دنس ارض العراق الطهارة ، والآن نلاحظ هؤلاء باستحياء كإستحياء المومس العاهر ( أكرمكم الله ) يتمنعون ويتظاهرون بالتنمرد ، فأمريكا لم تحتل العراق حبا بسواد عيون احد من العراقيين أو غيرهم ولا لان العراق فعلا يشكل مصدر خطر حقيقي في حينها على مصالحها في المنطقة ولم يكن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل يهدد السلم والأمن العالمي وهذا كان مؤكدا لديها من خلال فرق التفتيش التي ترسلها الى القطر تحت جناح الأمم المتحدة وتراقبه من خلال الأقمار الصناعية التجسسية التي تملأ سماء العراق والمنطقة ولم يكن العراق ذا علاقة بأسامة بن لادن أو تنظيم القاعدة ولم يشترك عراقي واحد بتفجيرات برجي التجارة العالمية في نيويورك أيلول / سبتمبر ، ولم تحتل القوات الأمريكية الغازية العراق أكراما لأحمد الجلب (ي) أو غيره من شلة مجلس (اللؤم) الحكم البريمري السيئ الصيت ومن خلفهم ممن أصبحوا سياسيين فاشلين أو لصوص تربعوا على كراسي المنطقة الخضراء .
ولكي لا نتيه في أسباب ومبررات العدوان وما طرحته الإدارة الأمريكية من أكاذيب وتظليلات فرضتها على المجتمع الدولي رغم عدم قناعته بها ، فبوش وحزبه الحاكم كان قد اعد برنامجا خاصا به يعمل على تنفيذه من خلال التضحية بالشعب العراقي أولا وما لحق من خسائر بشرية ومادية بشكل غير متوقع بقواته ثانيا منها ما يتعلق بأمن الكيان الصهيوني أو ما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية نفسها في المنطقة ثانيا ، ومع اقتراب نهاية العام الحالي الذي يتزامن مع نهاية فترة مظلمة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بأسره من حكم الجمهوريين ، فهل حقق بوش ما كان يصبو إليه من عدوانه على العراق ؟
في مسرح الأحداث … الساحة العراقية كتكتيك يؤدي الى الأهداف الإستراتيجية التي وضعها لنفسه ولحكومته وحزبه ، لا احد يستطيع أن ينكر إن بوش حقق الكثير بشكل مباشر عن طريق جيشه أو غير مباشر عن طريق العملاء فقد قتل وشرد وهجر الملايين من العراقيين فسالت الدماء الطاهرة البريئة انهار وجاعت عوائل وارتفعت نسبة البطالة بين الشباب وهربت من أموال الشعب العراقي وثرواته ما لا حصر لها وانخفض المستوى العلمي الى درجات متدنية جدا وانعدمت الخدمات وانتشرت الأمراض الوبائية وتقطعت أوصال مدننا وتعددت أسباب القمع والفرقة والفتنة الطائفية وكل عراقي يستطيع أن يحدثك عن آلاف المآسي التي تحصل يوميا في العراق ، فهل بلغ بوش أهدافه الإستراتيجية مع نهاية فترة حكمه السوداء ؟
طبعا العد التنازلي لنهاية العام مستمر وعلى بوش أن ينجز الكثير في العراق قبل مغادرته لكرسي زعامة البيت الأبيض الذي سيستقر عليه الملون اوباما وحزبه الديمقراطي على الأرجح حسب استطلاعات الرأي التي تعرضها وسائل الإعلام ، فمع نهاية العام الحالي سينتهي تفويض الأمم المتحدة لوجود قوات الاحتلال في العراق لذلك يجب عليه الآن وليس بعد ذلك انجاز أولى الأولويات والتي حسب نظرهم ستحقق باقي الأهداف ، ما تعارفوا على تسميته بالاتفاقية الأمنية التي تضمن للقوات الأمريكية التواجد لفترة طويلة رغم مظاهر التمنع ولهذه الاتفاقية مجموعة من السيناريوهات تجعل المالكي زعيم حكومة العملاء يتردد بتوقيعها ويرمي بكرتها في هذا الملعب أو ذاك لأنه يدرك العواقب التي سيؤول إليها مصيره فتارة يغازل السستاني ليكتسب شرعية إسلامية شيعية وأخرى مجلس الرئاسة وقمة العمالة وثالثة برلمان الدمى ليكتسب شرعية دستورية وهو يدرك تماما وان التوقيع عليها يعني نهايته فهي تعني خاتمة لوجوده في المنطقة الخضراء حيث سيستنفذ مبررات وجوده ، فه
و يراهن على نهاية ولاية بوش الذي اقترب كثيرا من الهستريا والجنون ومواقف اوباما المعلنة ، وقد اعد لذلك ما يعتقد انه يطيل من عمر بقائه فهو يؤسس لإيجاد قاعدة بين جماهير الشعب خصوصا في المناطق الشيعية عن طريق ما يسميه مجالس الإسناد في وسط وجنوب القطر الذي ينافسه فيها مجلس عبد العزيز طباطبائي الحكيم وابنه عمار الذي يتزعم مليشيات كانت تابعة لمقتدى الصدر تدربت في إيران وعادت الآن وانتشرت في المدن المعنية وبدأت تمارس عمليات الاغتيالات والتصفية الجسدية للمنافسين كما حصل مع صالح العكيلي وما يرافق ذلك من تغطية وتكتم إعلامي خوفا من ردود الأفعال .
و يراهن على نهاية ولاية بوش الذي اقترب كثيرا من الهستريا والجنون ومواقف اوباما المعلنة ، وقد اعد لذلك ما يعتقد انه يطيل من عمر بقائه فهو يؤسس لإيجاد قاعدة بين جماهير الشعب خصوصا في المناطق الشيعية عن طريق ما يسميه مجالس الإسناد في وسط وجنوب القطر الذي ينافسه فيها مجلس عبد العزيز طباطبائي الحكيم وابنه عمار الذي يتزعم مليشيات كانت تابعة لمقتدى الصدر تدربت في إيران وعادت الآن وانتشرت في المدن المعنية وبدأت تمارس عمليات الاغتيالات والتصفية الجسدية للمنافسين كما حصل مع صالح العكيلي وما يرافق ذلك من تغطية وتكتم إعلامي خوفا من ردود الأفعال .
أما بوش فان رهانه على الاتفاقية التي يدرك رفض الشارع العراقي لها وقد هيأ لكنس المالكي وتسلط الائتلاف الشيعي مع الأحزاب الكردية العميلة في حالة التوقيع على الاتفاقية أو عدمه ، فإذا وقعت الاتفاقية وتحت ذريعة رفض الشارع العراقي لها ولامتصاص الغضب الشعبي الذي سيرافق ذلك وما ينتج عنه سيتم تبديل الوجوه وربما سيتم تصفية القسم منهم بأية طريقة كأن يكون بانقلاب عسكري كما يروج له الآن في الكثير من وسائل الإعلام وسيرافق ذلك محاولة جادة لإشراك عناصر معروفة بعدم تعاونها مع قوات الاحتلال سابقا للإيحاء بان ما حصل مجهود وطني عراقي من جانب ومحولة لامتصاص ضغط المقاومة العراقية الباسلة على الجيش الأمريكي والتخفيف من فاعلية هجماتها من جانب آخر .
أما في حالة دخول الجميع في الوقت الضائع دون توقيع الاتفاقية فان بوش بعد أن تطفو عندها هستيريته الى السطح سيلجأ الى خلط الأوراق من جديد وتفكيك ائتلاف آل طباطبائي مع الأحزاب الكردية لتنهار حكومة مليشيات نوري جواد المالكي خصوصا بعد أن فقد ائتلافهم الكثير من مكوناته كتيار مقتدى الصدر والفضيلة وغيرهم مستفيدا من الصراع بين أتباع مجلس عبد العزيز ومليشيات هادي العامري ومليشيات الدعوة والحكومة على مراكز النفوذ في مدن وسط وجنوب العراق وفي هذه الحالة سيعمل الجميع على طلب تمديد بقاء القوات الأمريكية بتفويض من الأمم المتحدة وتعين حكومة مهمتها توقيع الاتفاقية ثم تسقط تحت تأثير الشارع العراقي وأيضا امتصاص نقمته عن طريق حكومة جديدة .
إن تسارع الوقت بهذا الشكل ليس من صالح الجميع إلا الشعب العراقي الصابر والمقاومة الباسلة ممثله الشرعي الوحيد التي ستشهد الأيام القليلة القادمة نموذجا نوعيا جديدا من عملياتها البطولية يقض مضاجعهم خصوصا بعد التطور الكبير الذي أنجزه رجال الجهاد في التصنيع العسكري لأسلحتها الهجومية يزيد من إرباك بوش وعملائه وتخبطهم ، وان غدا لناظره قريب .