تلقت المدرسة الأميركية في سوريا يوم الاثنين خطابا من السلطات السورية يطالب المدرسين الذين يحملون الجنسية الأمريكية بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة. فيما ألغت السفارة الأمريكية في دمشق حفلا كان من المقرر أن يقام مساء غد الثلاثاء بمناسبة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وكانت المدرسة الأميركية قد فتحت أبوابها اليوم الاثنين خلافاً لقرار الحكومة السورية بإغلاق المركز الثقافي والمدرسة الأميركييتن في دمشق.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن التبليغ المذكور “يأتي ضمن حيثيات القرار الذي كانت اتخذته الحكومة السورية الذي نص على إغلاق المركز الثقافي والمدرسة الأميركية بدمشق رداً على الغارة الأميركية التي قامت بها القوات الأميركية يوم السادس والعشرين من الشهر الماضي وأدت إلى مقتل وجرح عدد من السوريين حسب بيان الحكومة السورية”.
ونقلت الوكالة عن أهالي بعض الطلاب أنه طُلب من أبنائهم مغادرة المدرسة قبل نهاية الدوام الرسمي، وكان قرار الحكومة السورية بإغلاق المؤسستين الأميركيتين بدمشق أعطى مهلة إلى السادس من الشهر الجاري لاستكمال عملية توقف وإغلاق عمل المنشأتين الأميركيتين.
يُذكر أن واشنطن كانت رأت أنه باستطاعتها إقناع دمشق بالعدول عن قرارها بإغلاق المركز الثقافي الأمريكي في دمشق والمدرسة الأميركية؛ فبعدما قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورمك إن واشنطن تدرس الرد على البلاغ الشفهي الذي تلقته القائمة بالأعمال الأمريكية، مورا كونيلي “بأن الحكومة السورية تطلب إغلاق المركز الثقافي الأمريكي في دمشق والمدرسة الأمريكية”، ألمح مسؤول في الخارجية الأمريكية إلى أن واشنطن يمكن أن تسعى لإقناع دمشق بالعدول عن هذا الإجراء، مذكراً بأن المدرسة تستقبل طلابا من جنسيات مختلفة وبينهم سوريون.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه “من المهم أن نشير إلى أن السوريين تلقوا اتصالات من سفارات أخرى وجاليات أخرى، وهذه حجة يمكن الاستناد إليها”.
وكانت الحكومة السورية أغلقت المركز الثقافي الأمريكي والمدرسة الأمريكية في دمشق بعد الهجوم الذي قامت به مروحيات أمريكية على مزرعة قرب مدينة البوكمال السورية الحدودية مع العراق وأوقع سبعة قتلى وجريحين.
وأغلقت السفارة الأمريكية أبوابها الأسبوع الماضي خشية تعرضها لظروف “غير متوقعة” بالتزامن مع تظاهرة حاشدة في دمشق احتجاجا على الهجوم الأمريكي.
إلى ذلك قالت مصادر إعلامية سورية أن المركز الثقافي الأمريكي في دمشق بعث رسائل إلكترونية يعتذر فيها عن إقامة الحفل ويدعوا الجميع إلى المشاركة من خلال موقع الكتروني خاص بالانتخابات يتضمن وسائط تفاعلية.
ولم تشر السفارة في البريد الإلكتروني الذي أرسلته إلى سبب إلغاء الحفل أو ما إذا كان الإلغاء تم بطلب من الحكومة السورية.
وكان من المقرر أن يبدأ الحفل عند العاشرة من مساء الثلاثاء لمواكبة الانتخابات الرئاسية الأمريكية مباشرة حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل.