انتخابات أمريكا الرئاسية : وعد بلفور جديد
بقلم : زياد ابوشاويش
في الثاني من نوفمبر عام 1917 قدمت بريطانيا وعدها الشهير بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وجاء في رسالة وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر بلفور ” إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية “. وقبل ثلاثة أعوام قدم بوش الابن وعداً لاسرائيل (التي جسدت ذلك الوعد دولةً يهودية عنصرية) يتضمن أمراً مماثلاً وينص على رفض عودة حدود إسرائيل الى ما كانت عليه عام 1967 وكذلك رفض تقسيم القدس من جديد، ناهيك عن تبنيه للموقف الإسرائيلي حول مسألة اللاجئين التي تمثل جوهر القضية الفلسطينية ونبضها الدائم.
إن هذا الوعد الأمريكي قد تكرس أيضاً في برنامج مرشحي الرئاسة الديمقراطي والجمهوري، بل أكثر من ذلك وعلى لسان أوباما مرشح الحزب الديمقراطي تعهد الرجل أمام منظمة “إيباك” الصهيونية والمجسدة للوبي الداعم لاسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم كل الضمانات لإسرائيل للتخلص من كل التزاماتها تجاه عملية السلام في المنطقة، وقلنا في حينه أن صاحبنا ذي الأصول المسلمة يقدم أوراق اعتماده للصهاينة، وكذلك فعل ماكين مرشح الحزب الجمهوري .
الانتخابات الأمريكية تم تدشينها قبل أيام بعدوان سافر على القطر العربي السوري وهي ستجري يوم غد الثلاثاء الرابع من تشرين ثاني نوفمبر في موعد لايبعد سوى يومين عن تاريخ وعد بلفور المشئوم ودلالات ذلك اليوم في وعود أمريكا وعدوانها المستمر على الأمة العربية وحقوقها المغتصبة سواء في فلسطين أو الجولان أو العراق وغيرها من الدول العربية.
إنها فرصة للجميع لإمعان النظر في السياسة الأمريكية وما يمكن أن تجلبه لنا من كوارث سواء نجح أوباما أو ماكين، ومن هنا لابد أن يتهيأ العرب وفي طليعتهم سورية والفلسطينيين لمرحلة جديدة من المقاومة تتناسب والسلوك الأمريكي تجاه قضايانا وحقوقنا، وليتوقف المراهنون على الصداقة مع الولايات المتحدة الأمريكية عن بيع الأوهام لأشقائهم والالتفات لتضامن عربي ينهي الخلافات القائمة ويوحد كل الجهد لمواجهة وعد بلفور أمريكي سيكون على رأس أولويات الساكن الجديد للبيت الأبيض بعد الانتهاء من معالجة أزمة أمريكا الاقتصادية، وحتى لا نكون في المستقبل القريب أمام وعود أخرى لا تتعلق بفلسطين والعراق فقط ، وقد “أكلت يوم أكل الثور الأبيض” فاحذروا.
زياد ابوشاويش