فائز الحداد
في اجتماع الهيئة العامة للمنتدى الثقافي العراقي الاول الذي دعت اليه الهيئة الادارية الجديدة للمنتدى , وحضره مجموعة خيرة من مثقفي العراق المتواجدين في سوريا , تم تسمية اعضاء الهيئة الادراية الجديدة ومناقشة مواضيع عديدة تهم عمل المنتدى بشكل عام .. و من أهم ماتم التركيز عليه هو ” الهوية الثقافية للمنتدى ” التي أريد لها أن تكون كما اعلن .. “هوية وطنية مستقلة تضم جميع مكونات الثقافة العراقية” بعيداً عن الميول السياسية والادلجة الفكرية ومايتصل بها من مصرفات كثيرة تدخل في ترسيخ الجزئيات على حساب الانتماء الاكبر للعراق – أب الكل وخيمة الجميع- .
كان أملنا ان يضطلع المنتدى وقبل كل شيء بمهمة تبني ثقافة الحرية بتأكيد رفضها للاحتلال الامريكي لبلدنا ودعمها لثقافة المقاومة العراقية ضد المشروع الثقافي الامريكي ، الذي يستهدف الهوية الثقافية الوطنية بالصميم بالمحو والمصادرة ، والا ماجدوى ان تتم الفعاليات الثقافية والفنية دون ان تتصدى للاحتلال وتستهدفه بالاسم والهوية وفصيلة الدم . فمن واجب الهيئة الادارية ان تمد يدها الى كل من يرفع القلم مهمازاً مقاوما للاحتلال الى جانب البندقية العراقية المقاتلة ، وان يكون لها دور بارز في تبني النشاطات الثقافية والأدبية المختلفة ولكل مكونات الشعب العراقي ، بعيداً عن حسابات المناطقية والقومية والطائفية المتعصبة.
نريد فعلاً ان نؤسس لعلاقات ثقافية وديمقراطية تقوم على الرأي والرأي الأخر وتشجيع ثقافة الاختلاف لا الخلاف والادلجة والتقاطع ، وفي هذا الاتجاه كان بودي وجميع الاخوة الحضور اجراء انتخابات ديمقراطية للهيئة الادارية للمنتدى تأكيدا وترسيخا لمفهوم الحريات والحقوق ، وان يتم تجسيد التوسع الثقافي للهيئة بشكل عمودي على أن لايأكل اختصاص ثقافي معين دور الاختصاصات الاخرى .
هذا وكي يكون التخصص معيارا في منهاج عمل المنتدى أرى من الضروري جداً الاسراع بتشكيل لجان نشاطاته المعروفة الثقافية والأدبية والفنية والدراسات ، وأن تؤكد حضورها الفاعل في هذه المرحلة الحرجة من عمر العراق وتاريخه ومستقبله . فما الذي قدمته هيئته الجديدة غير الحفلات الغنائية والندوات السياسية والاحتفال بالفنانين .. ؟ دون أن تقدم أي نشاط ثقافي أدبي يذكر لا في القصة ولا في الرواية ولافي الشعر ولا في النقد ولا في الدراسات ولا في عروض الكتب ؟ .
اتمنى للهيئة الادارية الجديدة أن تضع الجانب الثقافي في جل اهتمامها لا أن تضيع في الفن والسياسة على حساب التحدي الثقافي الامريكي الخطير الذي تواجهه الثقافة العراقية في أدق تفاصيلها ، مع تمنياتي لها بالنجاح والموفقية على طريق الاستقلال والتحرير .