وفاء اسماعيل
عقد الحزب اللاوطنى الحاكم مؤتمره السنوي فى وقت تنهار فيه ذيول النظام الرأسمالي ويشهر إفلاسه بعد عقود طويلة سيطر وهيمن فيها هذا النظام على الاقتصاد العالمي واخذ يعبث بمقدرات الشعوب والأمم ، أضف الى ذلك الانهيار وما ترتب عليه وما سيترتب عليه من كوارث هائلة خاصة فى داخل الدول التى ربطت اقتصادها بهذا الغول الراسمالى وعلى رأسها مصر ان معظم دول العالم باتت تعترف بفشل هذا النظام فى تحقيق اى رفاهية للإنسان العادي وأصبح الكل على يقين تام انه أدى الى زيادة الجشع ، وزيادة التوحش ، ونشر الفساد والرشوة والمحسوبية ، واعترف كثير من خبراء الاقتصاد ان الرأسمالية لم تحقق مبدأ العدالة الاجتماعية ، لم تخدم سوى الشركات والمؤسسات المالية التى بنت اقتصادها على نهب ومص دم الشعوب ..فها هى تتساقط الواحدة تلو الآخرى بعد ان أفرغت جيوب الناس مما يملكون ، وأن للعالم ان يفيق من غفوته ويعترف انه كان تحت مظلة الخديعة وليست الرفاهية .. ورغم ذلك نجد الحزب المسمى بالوطني الديمقراطي زورا وبهتانا يعقد اجتماعه السنوي ويقف زعماء الحزب يمارسون نفس الخديعة التى مارسها أقطاب الرأسمالية علينا ، ويسردون فى إسهاب شديد إنجازات لم تتحقق ، ويوعدون بآمال وأحلام لا وجود لها إلا فى مخيلاتهم ، ويطبلون ويزمرون ويقيمون الأعراس لزواج رأس المال بالسلطة والنفوذ والفساد ، والشعب المصري نصيبه من كل ذلك مجرد كلمات تخرج من أفواههم لتدغدغ مشاعره ، وتطبق على أنفاسه وتطالبه بأن يصبر ويزداد تحملا وسط كافة الأزمات التى انهالت فوق رأسه منذ عقود لم يعد يكترث بعددها ، ولا يهتم ان كان زيد او عبيد فى الحكم فقد ترك لرموز الفساد فى الدولة كل شيء وبات الحلم بالهروب والخروج من مصر هو شغله الشاغل ..ولكن الى أين وكل الأبواب مغلقة فى وجهه ؟
* وكالعادة وقف الرئيس مبارك وأعلن ( أنه كلف الحزب بوضع استراتيجية للتنمية الزراعية حتى عام 2020، سيتم طرحها أمام هذا المؤتمر، مؤكدا أن “الفلاح المصري في قلب اهتمام الحزب والحكومة”، وقال: إنني أطالب بتحقيق مصالح الفلاح وحل مشاكله.)
فكيف بالله عليكم سيحل هذا الحزب مشاكل الفلاح المصري وهو من دمره ودمر الزراعة فى مصر وباتت مصر تستورد طعامها وتتسوله من الغرب والشرق ؟ كيف سيحل مشاكله وهو من كان سببا فى تجريف الأرض الزراعية وبيعها بأرخص الأثمان للفاسدين وتجار تسقيع الاراضى ؟ كيف سيحل مشاكل الزراعة وهو من قرر تكثيف عمليات التطبيع مع العدو الإسرائيلي بالقطاع الزراعي عندما اجتمعت اللجنة الزراعية المصرية الإسرائيلية العليا في تل أبيب والتى تعرف ب” تل الربيع” ليتم تدمير ما تبقى لنا وللفلاح المصرى من ارض ففى الماضي كانت فضيحة يوسف والى والمبيدات المسرطنة ، واليوم تحت ستار تكثيف عمليات التعاون بمجالات نقل التكنولوجيا ومستلزمات الإنتاج الزراعي و تبادل الوفود والخبرات ومهام التدريب بين شباب الطرفين ( المصري والاسرائيلى ) و الاستفادة من مجالات التكنولوجيا الحيوية في دعم زراعة محاصيل الحبوب عبر المعاهد الصهيونية سيتم القضاء نهائيا على ما يسمى بالزراعة فى مصر ..وأتساءل مصر التى علمت العالم كيف يزرع هل عجزت اليوم عن توفير تلك التكنولوجيا بكل ما لديها من إمكانيات لتطوير وتحديث الزراعة ؟ ولماذا اسرائيل فقط المفروضة علينا إجباريا من قبل النظام هى التى نعتمد عليها وعلى معاهدها الصهيونية لتطوير زراعتنا ؟وهل يرجى من عدو يكره الأمة بأسرها ومعروف لدينا أطماعه فى مصر اى خير ؟ وماهى المكاسب التى حققها الفلاح المصرى منذ كامب دافيد والى اليوم فى مجال الزراعة ؟ هل نمت الزراعة وتطورت ووجد المواطن المصري لقمة عيشه ام انه زاد جوعا وحرم حتى من ثمار تعبه وبات الفقر والجوع والمرض أهم السمات يتمتع بها الآن فى ظل سياسة النظام المصرى الغير حكيمة ؟
ومما يستفز مشاعر المواطن العادى فى مصر عندما يقرأ الخبر الذى نشر فى صحيفة المصريون المستقلة بأن (تعاقد الحزب “الوطني” مع أحد الفنادق الشهيرة القريبة من مطار القاهرة لتوريد أربعة آلاف وجبة على مدار ثلاثة أيام للمشاركين في المؤتمر، وقد تكلفت الوجبة الواحدة 30 جنيها، أي ما يقدر بـ 360 ألف جنيه.) فى الوقت الذى لا يجد فيه المواطن العادى ما يسد رمقه ، وفى الوقت الذى أصبحت فيه ظاهرة أطفال الشوارع ظاهرة متفشية فى المجتمع المصرى وعدد اطفال حاويات القمامة يزداد فى ظل الأزمة الخانقة التى خنقت أحلام الطفولة المصرية وحرمتهم من حقوقهم الطبيعية … كروش الحزب الوطنى لم تطق صبرا على الجوع ساعات وهى المدة الزمنية البسيطة التى سيعقد فيها الحفل الخطابي للحزب وتهافتوا على وجبات الفنادق الساخنة ..بينما يطالبون الناس بان يصبروا على الجوع عقودا من الزمن وكلفوا خزينة الدولة ما يقرب من 400 ألف جنيه على وجباتهم الجاهزة بعد ان كانوا يحصلون عليها بالمجان في السنوات الماضية من فندق “الفورسيزون” الذي يمتلكه رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى عضو أمانة “السياسات”، والمحبوس حاليا، بتهمة ا
لتحريض على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم ، وبعد ذلك نجد أبواق الحزب تتشدق بضرورة ترشيد الاستهلاك !!!!!!
لتحريض على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم ، وبعد ذلك نجد أبواق الحزب تتشدق بضرورة ترشيد الاستهلاك !!!!!!
آه ياديب يا كداب !!!!
* وخلال مناقشات المؤتمر عن “العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر”، قال عضو مجلس الشورى صلاح الديب لجمال مبارك أمين “السياسات”: “رأيت فيك قوة (الرئيس الراحل) جمال عبد الناصر وطموح (الرئيس الراحل) أنور السادات وحكمة حسني مبارك”.
وهذا هو النفاق بعينه الذى أدى بنا الى ما نحن عليه من أسوأ حال .. فمتى كان جمال مبارك بقوة عبد الناصر أيها الديب ؟ ومتى كان بطموح السادات أيها المنافق ؟ وأين هى حكمة مبارك التى يزمر لها هذا العضو الفاسد ؟
هذا النفاق المعلن الذى جعل جمال وغيره من آل مبارك يتصورون أنهم العقول الفذة التى لم تخلق مثلها فى البلاد ، ودفع ثمنه الشعب المصري قهرا وظلما واستبدادا ، وهذا النفاق هو احد واخطر الأسباب التى تدفع آل مبارك الى استباحة كل المحرمات فالكل يكذب على كله ، الرئيس يخدع شعبه ويمنيهم بآمال ووعود لم ولن يتحقق منها شيئا ، وأعضاء مجلسي الشورى والشعب يكذبون على الرئيس ويمدحون سياساته الفاشلة ويصفونها بالحكيمة ، ويمهدون الطريق ويعبدونه لإحلال ابنه محله والشعب المصرى بين هذا وذاك يكذب على نفسه ويتوهم ان يوم الفرج قريب دون ان يحرك ساكنا ويسعى للتغيير وللتصدى لفساد الطبقة الفاسدة ، ومصر بينهم تضيع ..وتضيع …وتتلاشى … فمن ينقذ ها من براثن المنافقين والفاسدين ؟
وفاء اسماعيل