اللاواقعيون… العرب
الواقع: هل هو ظرف مؤقت نعيشه حيناً, أم ظرف مؤقت يجب أن نرضاه؟
برغم الظروف الصعبة و(الواقع) المرير الذي تعيشه القوى الفلسطينية, إلا أن هناك ايجابيات يتمنى جميع الاحرار في العالم العربي ان يطبقوها في بلدانهم, ومن تلك الظروف المؤلمة والمريرة هي حالة الاقتتال, فتلك الحاله وبرغم سلبياتها فهي تساوي الكثير جداً في ميزان الرشد والوعي القادر على الالتفاف حول المفروض عنوة ورفضه, وهي حالة ربما تعتبر في ميزان حياة الشعوب حالة صحيان صاخب, أو حالة تطهير لا مفر منه, وربما هي حالة مرضية مستشرية عولجت بالكيّ, وبرغم الالم والخسائر فإن الهدف الاسمى هو الشفاء.. والى الابد, وتلك الطريقة المؤلمة بالعلاج تعتبر أفضل بمئات المرات من البقاء تحت رحمة الوضع المفروض حين لا يرحم, وحالة كبت الضمير أو الالم الى الابد, وبصمت يعجز عن تحمله اشد مخلوقات الصحراء صبراً!.
اما اذا كان الواقع امراً يجب ان نحياه مرغمين, فحينها سنتحول الى وثنيين, ولكن بدرجة مواطنة وثنية اقل, أي ان لا نعبد الصنم وايضا يُحرم علينا تحطيمه, وهي حالة مرضيّه من الاستسلام الارادي “للوضع” المفروض, او كما يسمى بالقرار الصفر, والقبول به والقنوع له والرضى عن كل الظواهر النابته من هذا الوضع تسمى “وضع” مقبول أو “وضع” متفق عليه,
أما أن ترسخ تحت احتلال غير واقعي في نشوئه وتطوره, احتلال يقتل ويحاصر, احتلال يُفرض عليك ان تقبل يده فهذا وضع متغير قابل للتصريف والتغيير, فهو “وضع” لا يندرج تحت تصنيف المصير الحتمي او المتفق عليه, واذا حاول احد “الوضعيين” ان يقنع احداً ما بالقبول بوضع غير متفق عليه مع غريمه, ويحاول فرض الوضع وتحويله الى واقع, فكانه يجرم اهل القتيل ظلماً اذا ما حاولوا اثبات التهمه وجمع الادله على القاتل المترصد, او مطالبة اهل القتيل باحضار شهود لتبرئة المعتدي عليهم, وهذا “وضع” ظالم, ولكنه لا يندرج تحت سلطة الامر الواقعي في تصنيفات الحياة القدرية, فالامر الواقع: يقع من الاعلى(ارادة الاهيه), اي استعارة عن سقوط الامر الالهي من اعلى الى اسفل(علينا)… وعند حالة السقوط تلك, لا مفر, كل الرضى, تمام, هذا هو الواقع الحقيقي, وليس واقعيا ان تشبه وجود اسرائيل الاجرامي بالنشوء الطبيعي لجبال الهملايا, بل ان اسرائيل هي وضع يقول له كل انسان واقعي:(لا) ولا يوجد رضى عن بقائها, هذا هو الكلام الواقعي.
رسالة من التاريخ القريب
يصفق “الوضعيين” منا –وليس الواقعيين- طبعاً, يصفقون لإولمرت حين يجتزء نصف الايه, وما يسمى بكذبة دوله فلسطينيه في الـ67, دعونا من كلام هذا المهزوم الذي جاء اعترافه ككذبة نابليون حين اعلن اسلامه لإحتلال مصر, كلهم غزاه, والرابط بينهم قوم “نعم”, يطربون لفحيح الافعى ويتناسوا السم في الناب.
ولا يترك هؤلاء الوضعيين دف إلا ورقصوا عليه, مذكرين بالخسارة التي نالها الفلسطينيين برفضهم مقترحات لجنة PEEL 1937(كفرصة لا تعوض ويجب الاستدلال بها دائماً), ومقرراتها التي تسلب لليهود 20% من ارض فلسطين, وتعطي الفلسطينيين 80% من حقهم الكلي, ويتناسى الوضعيين ان اليهود لا حق لهم بفلسطين سوى 7% كانوا يعيشون فيها أمرا واقعاً يعامل
ون بالحسنى, ولكن لنقرا خطاب الارهابي بن جوريون في رده على المتحسرين على لا شيء, قال” أنا اؤيد التقسيم لأننا بعد ان نصبح دولة وقوة يعتد بها بعد انشاء الدوله فلسوف نلغي التقسيم ومن ثم ننتشر في كل انحاء فلسطين, بن جوريون1937″ , هل هذا القول مفاجئة للوضعيين؟ لا …
فدائما الدول العربية مطالبة بالقضاء على إرث الزعماء الثائرين بإعتبارهم ليسوا واقعيين, مصر قضت على إرث عبدالناصر والسعودية رجمت احلام الملك فيصل… حتى ورثت ياسر عرفات سفهوا احلامه, كل ذلك تم لإثبات حسن النية,
بإستثناء اسرائيل التي لم ينقد اي رئيس للاحتلال معلمه الاول بن جوريون كخطوة صادقة لبداية سليمة, بل ما يزال بن جوريون هو الحلم والمرجع لافكار اسلافه, وسيبقى بكل مجازره عنوانا بصفته المخلص من شرور العرب, فالعقلية القيادية في الكيان الصهيوني تحكمها غريزة التراكمية والتقيد في تنفيذ أوامر رب التوراة: (فاذا اسقطها الرب في ايديكم فأقتلوا كل ذكورها بحد السيف). تلك هي قيمهم ومبادئهم, حتى لو قالوا عكس ذلك, هم يفشلون في تنفيذ شروط هدنة ضيقة, فيما الوضعيين منا يعدون العدة للتعايش الابدي.
طوبى لمغامرٍ قال لا… في وجه من قالوا نعم.