في الأيام الأخيرة قبل بدء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفيما يستعد أنصار الحزبين الديمقراطي والجمهوري للتوجه إلى صناديق الاقتراع، لوحظ غياب الرئيس جورج بوش. وعلى الفور بدأت التساؤلات تثار هنا وهناك، وخصوصاً بعد أن أشار البيت الأبيض إلى أن بوش لن يشارك في أي حدث عام بين يومي الجمعة والاثنين، وأنه سيقضي معظم الوقت مع أسرته في منتجع كامب ديفيد.
وأوضحت المسؤولة الإعلامية للبيت الأبيض، دانا بيرينو، أن الرئيس الأمريكي يركز على الأنشطة في واشنطن، وتحديداً ما يتعلق بإعادة النشاط الاقتصادي إلى مساره الأصلي، مشيرة إلى أنه تم إلغاء العديد من الأنشطة المتعلقة بجمع الأموال، وأن بوش سيركز على البقاء مع أسرته خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة.
غير أن بيرينو لم تتمكن من تحديد أي حملات لجمع الأموال تم إلغاؤها مؤخراً.
على أن نائب المسؤولة الإعلامية، طوني فراتو، حاول تقديم بعض الإيضاحات، عندما قال: “الواقع أننا نحاول أيضاً أن نبقى بعيدين عن الأضواء خلال هذه الفترة من الانتخابات.. فهناك شخصان يحاول كل منهما أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، ونحن لا نريد أن نعقّد الأوضاع على أي منهما.”
ويقر الخبراء السياسيون بحقيقة أن بوش لا يحظى بشعبية وأن ظهوره قد يلحق ضرراً بالمرشح الجمهوري.
فقد قال المستشار السياسي المخضرم ستيفن هيس، الذي عمل ضمن إدارتي آيزنهاور ونيكسون، وكذلك مستشاراً للرئيسين فورد وكارتر: “تأكدوا لو أن لجورج بوش شعبية أكبر لكان قد ظهر أمام العامة” وحملات جمع الأموال.
فمن بين حملات جمع الأموال الستة والأربعين التي حضرها بوش هذا العام، أربعة منها كانت عامة وظهر خلالها أمام الكاميرات، وكلها حملات لجمع الأموال للحزب الجمهوري.
وكان آخر ظهور إعلامي لبوش أثناء حملة لجمع المال في السابع والعشرين من أغسطس/آب عام 2007.
ويتناقض هذا “الوداع” لجورج بوش، مع ذلك الذي تم في نهاية عهد الرئيس الراحل رونالد ريغان، والذي كان يحظى بشعبية بلغت 64 في المائة.
وسارة بالين تؤذي ماكين
إلى جانب النتائج التي أظهرت تقدم المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، باراك أوباما، على منافسه الجمهوري جون ماكين، كشفت استطلاعات الرأي أن اختيار الأخير لسارة بالين لتكون نائبته قد يحمل في ثناياه ضرراً أكثر مما يساعده.
فقد أشار الاستطلاع إلى أن شعبية سارة بالين تنحدر بين الناخبين ممن شاركوا في الاستطلاع الأخيرة الذي نشرت نتائجه الأحد.
وقال 57 في المائة من أفراد العينة إن بالين تفتقر للصفات الشخصية التي يجب أن يحظى بها الرؤساء.
وهذا يعني ارتفاعاً في نسبة المشككين بسارة بالين بثمانية في المائة عما كان عليه في استطلاع سابق أجري في سبتمبر/أيلول الماضي.
بالإضافة إلى ذلك قال 53 في المائة من العينة إن آراء بالين لا تتوافق مع آرائهم في القضايا الجوهرية.
وكشف الاستطلاع الأخير تفوق المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، جو بايدن، على منافسته بالين بحوالي 12 نقطة، في حين كانت الأخيرة تتفوق على بايدن بنسبة 53 في المائة في أول استطلاع أعقب اختيارها للمنصب.