لم يكن غريبا خبر طلاق الشابة (زنان ) بعد سبعة أشهر من زواجها فما أكثر الطلاقات المبكرة في زمننا الحالي بل الغريب هو سبب الطلاق الذي دفع الكثير من أقاربها الى رجمها بآلاف العبارات النابية متهمين إياها بالجنون تارة والشذوذ تارة أخرى بحيث أجبرت عائلتها على السفر خارج البلاد لعلاجها مما تعانيه .
تقول زنان :عشت طفولة أنثوية لكني في الثالثة عشرة من عمري بدأت أشعر بأني رجل بكل معنى الكلمة ولمدة سنة كاملة حاولت كتمان الأمر ولم أفصح عما أعانيه من ازدواجية لأني كنت خائفة جدا فوالدي رجل عشائري وملتزم دينيا لكن الامر لم يدم طويلا فسرعان ماظهر ذلك على سلوكي حين بدأت أرفض معاملتي كامرأة وعندها ثارت ثائرة الجميع ظن والداي أنني مسحورة فقاموا بعرضي على العديد من العرافات وفتاحي الفال آلا أن ذلك لم يغير رغبتي في أن أكون رجلا بكل الصفات والمعايير .
قد يكون غريبا أحيانا أن تطلب المرأة في المجتمعات الشرقية معاملتها كامرأة أما أن تطالب المجتمع بمعاملتها كرجل فهذا بحد ذاته أمر مثير للجدل لأنه سيضع المرأة أمام آلاف الخطوط الحمر التي لايمكن تجاوزها مهما قدمت من تضحيات.آلا أن زنان دافعت عن قضيتها بكل ما أوتيت من قوة وحاربت الجميع في سبيل أن تمارس حريتها في أختار الجنس الذي تشعر بأنها تنتمي إليه .
الدكتور التركي سيزار كان ضمن اللجنة التي أشرفت على حال زنان عندما ذهبت لتلقي العلاج في تركيا وصف حالها على أنها واحدة من آلاف الحالات التي تحدث في المجتمعات الشرقية وهي حال بايولوجية أكثر من كونها سايكولوجية وهي ناتجة من وجود خلل هرموني حيث تأخذ الهرمونات الذكرية بالارتفاع على حساب الهرمونات الأنثوية .بشكل لايمكن السيطرة عليه بالعلاج الشائع لكن بمثل هذه السن ، فإنه من النادر حدوث مثل هذا الخلل .
تقول زنان التي أطفأت هذا العام شمعتها الخامسة والعشرين :كانت المخاوف تساورني حول رغباتي الذكورية وكيفية إظهارها حتى بدت تؤثر على سلوكي بشكل غير أرادي فصرت مشاكسة وعنيفة وادخل مع ابي في نقاشات حادة جدا حول أفكار لاتقوى نساء الريف على التحدث بها مما احدث ردة فعل عنيفة لدى والدي ولاسيما عندما كثر الكلام عن أبنته التي تلعب مع الأولاد وتضربهم وتنظر الى عوراتهم من دون خجل فقام بحجزي في المنزل ولم يسمح لي بالخروج حتى يوم زفافي من أبن عمي فقد ظن والدي ان الزواج سيكون الحل لمشكلتي وهنا حدثت الطامة الكبرى .
يقول الدكتور سيزار أن زواج زنان كان من أكثر الأمور التي عجلت من مسألة تحولها الجنسي لأنها كانت خائفة جدا من الاقتران برجل ونظرت الى الأمر على أنه زواج بالمثل وخلال علاقتها الزوجية أرادت أن تثبت جنسها الذكوري لأنه الجنس الذي تميل له وتشعر أنها تنتمي أليه . على الرغم من أن أعضائها التناسلية كانت تدل على الأنوثة بشكل كامل وبالتالي فشلت حياتها الزوجية لان الرجل الشرقي يرفض تبادل الأدوار في العلاقة الجنسية .
ويبدوا ان حال زنان هي أحدى الحالات النادرة التي وصفها الدكتور علي المختص بالطب السيكولوجي على أنها حال نفسية أكثر من كونها عضوية مشيرا الى ان زنان تأثرت بالمحيط الذكوري الذي كانت تعيش تفاصيله كل يوم فهي الأنثى الوحيدة لأحفاد جدها وكان الأب قائد العائلة على الرغم من ان أمها أكثر ثقافة منه كما أنها كانت الأنثى الوحيدة في الصفوف الدراسية الأولى مع مايقارب 25 طالبا من الذكور ومع ماكانت تتعرض له من تحرشات جنسية وجسدية وتذمر مستمر منها أصبحت لديها رغبة جامحة في ان تكون ذكرا فضلا عن ذلك فان اسم زنان لفظة تطلق على أنثى القرد التي تترك أطفالها وتهرب مع عشيقها وربما هذا سبب آخر عزز رغبتها في التخلص من النموذج السيىء الذي يرمز له اسمها .
لم تنكر زنان استعدادها النفسي في ان تتحول الى رجل حيث صرحت لنا عن أسرارها خلال تلك المرحلة حين قالت:كنت أمارس عادتي السرية بصفة رجل وكثيرا ماكنت أرى نفسي في الأحلام التي سمتها أمي بالكوابيس باني امتلك أعضاء ذكرية وأمارس الجنس مع النساء كما إنني كنت أميل للتحرش بالفتيات في السوق والحفلات الخاصة لأني اشعر دائما باني رجل وانتمي الى هذا الجنس الرائع واكره بان أكون امرأة بأية حال من الأحوال .
وعلى الرغم من أن حال ز
نان لم تكن الاولى في المجتمع العراقي فقد شهدت محافظة النجف حال تحول جنسي لفتاة كانت احدى لاعبات كرة السلة فضلا عن تسجيل حال مشابهة لشاب تحول الى فتاة في بغداد اما في شمالي العراق فقد سجل الاطباء حالات عديدة من هذا النوع وكالعادة تم التكتم من قبل المؤسسات الصحية تماشيا مع عادات اجتماعية تجاوزتها شعوب عدة .
نان لم تكن الاولى في المجتمع العراقي فقد شهدت محافظة النجف حال تحول جنسي لفتاة كانت احدى لاعبات كرة السلة فضلا عن تسجيل حال مشابهة لشاب تحول الى فتاة في بغداد اما في شمالي العراق فقد سجل الاطباء حالات عديدة من هذا النوع وكالعادة تم التكتم من قبل المؤسسات الصحية تماشيا مع عادات اجتماعية تجاوزتها شعوب عدة .
والجدير بالذكر ان قانون الاحوال الشخصية وعلى الرغم من النظرة الشمولية التي امتاز بها ألا أننا لانجد مادة قانونية واضحة وصريحة تعالج مسألة التحول الجنسي أما قانون الجنسية العراقية فهو لايعترف بالتحول الجنسي مادام هناك أعضاء تناسلية كاملة تدل على جنس محدد ومعترف به علميا.
وقد دعا المحامي حسن منديل السرياوي مدير مركز الثقافة القانونية في بابل إلى ضرورة تحديث القوانين العراقية لكي تواكب التطور الاجتماعي والعلمي لاسيما في ما يخص قانون الأحوال الشخصية وقانون الجنسية العراقية حيث تجاهل المشرع العراقي فيهما الكثير من المتغيرات الاجتماعية واذا مااخذنا حال هذه الشابة كنموذج فأننا نجد بأن القانون البريطاني والاسترالي قد تناول هذه المسائل وأخضعها الى مواد قانونية تسهم في تنظيم مسألة التحولات الجنسية على خلاف القانون العراقي الذي لم يتناولها وعلى الأقل لم يعط بعض الصلاحيات لمحاكم الاحوال الشخصية لكي تنظر في بعض القضايا التي تستحدث في المجتمع .
اما عن زنان فقد تنازلت عن أسمها ليلتصق على شاهد قبر أحتوى رفات جثة مجهولة ومشوهة حصل عليها والدها من أحد مستشفيات بابل بعد ان أعلن عن غرق ابنته في شط الحلة لتعيش الان في لندن حياتها الجديدة تحت أسم يوسف وتمارس عملها في احدى المنظمات الانسانية في لندن.
وكالة الملف برس