دور القوى المتصارعة في إضعاف النظام اليمني
*كتب / رداد السلامي
ينبع عدم استقرار النظام السياسي اليمني من عمق تركيبته المختلة ، التي تفتقر الى فلسفة سياسية منسجمة ،وهي تركيبة متصارعة ذات مشاريع وتوجهات مختلفة ، وبالتالي فهو مشغول في عملية استنزاف مستمر لقوته ، لأنها لم تحسم بيد أيا من تلك القوى ، وما أن تستقر في يد إحداها حتى تخطتف من قبل الأخرى ، وتظل هكذا كالبندول المتحرك.
الانسجام في بنية اي نظام تشكل عامل قوة له ، وتحسم الصراع في عمقه لصالح استمراره ، وتحول دون إضعافه، واستنزافة في عبثية صراع فوضوي . بحيث تمثل هذه البنية القاعدة المتينة لأي سلوك ورؤية استراتيجية واضحة للمستقبل، هذا إذا افترضنا أن النظام السياسي الحاكم يمتلك رؤية استراتجية أساسا.
فالتخبط في إدارة البلاد ، وفوضوية القرار ومزاجيته- كما يرى سياسيون يمنيون- ، هو نتيجة خلل دماغي في “رأس النظام” ، وتشويش من حوله من قوى متصارعة تمثل بنية له ، وتمتلك مشاريع ورؤى مختلفة ومتقاطعة ، تجعله يتبنى مشاريع ومبادرات تصب في صالحها وتضعف من نظامه ، وهنا يجد ذاته أمام رؤى ووعود واستراتيجيات غير منسجمة ومستحيلة التحقق ، ونظرته الأولية السطحية لها مناسبة له ، لكنها من الناحية الجوهرية والعملية تؤدي الى تحقيق نتائج أخرى ، تحقق أهداف تلك القوى المتصارعة فيما بينها ، فهي قوى من ناحية الأهداف متفقة على إضعافة ، لكنها تختلف حول لمن يؤول الأمر بعده ، إذ أن كل واحدة منها تريد أن يؤول الأمر إليها .
فالخطاب يصاغ بشكل مبالغ فيه وحاد ، ومستفز للشعب وقواه السياسية المعارضة ، وخطط المستقبل خيالية نووية شاطحة ، تتعالى على مطالب وإمكانات الشعب الذاتية التي يستنزفها في سبيل بقاءه على كرسي الحكم ، والمبادرات مباراة فاشلة الحكم فيها مؤسسة تابعة له “أغلبية أعضاء مجلس النواب” وهي مبادرات لاتهدف الى خدمة الوطن والنهوض به وانتشالة من دوامة الفقر والفساد والفوضى.
ونتيجة لتصارع هذه القوى وبناها يزداد الوضع سوء ومعه يزداد النظام تآكلا وصولا الى جحيم الانهيار الوشيك .
ثمة ما يؤكد ما نقول، فبزوغ قوى متصارعة وصلت الى أنها بدأت تتشكل حتى من صحافيين بدأوا يدخلون لعبة السياسة بهدف نحت موقعا مؤثرا ومكانا مهما يفسرذلك قول أحد المشائخ الكبار في بنية هذا النظام المختلة والمتصارعة “ياسر العواضي ” الذي قال ذات حوار لصيحفة الشارع أن الذي لايحكم البلاد المؤتمر وإنما قوى تقليدية –قال ذلك باعتبار أنه يقع ضمن القوى الحديثة في النظام- وأن تلك القوى جمعتها مصالح وجغرافيا كونت حولها ثروة ، وهو ما يعني أيضا أن الصراع داخل المؤتمر أيضا يتخذ بعدا مناطقيا لأنه أكد أيضا على جغرافية الصراع..!!
لكن يبقى السؤال إذا لم تتحرك القوى السياسية المعارضة في تمتين وعي الشعب وتحريكة كبنية مشروعة ووطنية لها لتلافي وقوع الحكم بيد هذه القوى الطفيلية ، لمن ستؤول البلاد.؟؟
*كاتب وصحفي يمني