قبل أيام نشرت أنباء عن التجسس على القيادات العراقية وبالخصوص على السيد نوري المالكي رئيس الوزراء، وأعقبتها تصريح انقلاب عسكري للإطاحة بنوري المالكي. واليوم تتسرب أخبار عن إمكانية اغتيال المالكي…وعلى يد الأمريكان بالتحديد.
بعض حكام العالم أنجزوا مهامهم لسنين طويلة ومن بعد نفذ حاجة الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزتها الأمنية لخدماتهم فمنهم من تنحى ومنهم من قتل بحادث وآخرين بقرارات برلمانات دولهم…والبعض من خلال انقلابات عسكرية، لكن السيد المالكي لم ينفذ الأوامر إلا في الأشهر الأولى لتوليه السلطة العرجاء والعوجاء…حتى وأن بدأت تأخذ مسار الاستقامة بثت إشاعات وأضاليل ودعايات حول التخلص منه.
السيد نائب رئيس الجمهورية العراقية عادل عبد المهدي أول من صرح بإمكانية حدوث انقلاب عسكري مع أن المالكي هو القائد العام للقوات المسلحة…واليوم صرح الدكتور أحمد عيد الهادي الجلبي وبوضوح أن الانقلاب العسكري ممكن جداً ولكن بقيادة سياسي شيعي…مع أن الضن كان لدى البعض أن من يهمهُ أمر الانقلاب هم القيادات السنية…لكن كانوا على خطأ.
هل تتجرأ الولايات المتحدة الأمريكية على القيام باغتيال السيد نوري المالكي، وهل سوف تسكت الأطراف السياسية الأخرى عن هذا العمل…أم أن هناك تسابق بين الأحزاب النافذة لكسب رضى الأمريكان ولا يكترثون لمن يقتل أو ينحى. أم هل يمكننا القول أن الطريقة الشيعية لقيادة البلد فشلت منذ البداية ولحد الآن…وأنهم غير قادرون على ممارسة السياسة. وهل أن ما جرى في البرلمان العراقي بخصوص سفر الدكتور مثال الآلوسي لإسرائيل … حيث أثبتوا أنهم أعداء لما خطط له الأمريكان منذ الوهلة الأولى قبل غزو العراق…أليس في مخططهم أن العراق جسرٌ لتحقيق ستراتيجية الشرق الأوسط الجديد.
ألم يكن أحد أهم النقاط التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية لدعم القيادات الحديثة هو عدم عدائهم لإسرائيل…وعدم الحديث عن أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة…أم أنهم يلعبون على مائة حبل وحبل… ويتصورن أن إمكانية مغازلة الأمريكان من جانب ومخالفتهم من جانب آخر.
في اللحظات الأولى بعد تنصيب السيد نوري المالكي رئيساً للوزراء سمعت جورج بوش يقول: المالكي رجل أمريكا، ولكن المالكي صرح مستعجلاً لست رجل أمريكا…بل أنا عراقي.
أن أكثر هذه المصائب تعاقبت على الشعب العراقي الذي ليس له ناصر ولا معين…فلم تهدأ أصوات الطائفية والحرب الداخلية وبعد جهد الصحوات…والآن يحاول الجميع الخلاص منهم بأي طريقة وإنشاء مجالس إسناد، لأنه لكل أسم معنى وتوجه معين…بل وارتباط خاص.
حاول العراقيون تنفس الصعداء بعد الانتهاء المزيف أو المصطنع من الحرب الداخلية حتى أشعل فتيل الحرب القومي، وحاول البعض قتل روح التلاحم بين العراقيين الكرد والعراقيين العرب. وكان ذلك من خلال اتفاق أطراف برلمانية حسب توجه قياداتها والضغط الخارجي إقرار قانون الانتخابات…ولم يزل الوضع في أوج ثورته…أختلق موضوع الانقلاب العسكري أو اغتيال المالكي…أو يتعدى الهدف الواحد لعدى أهداف فتتكاثر الاغتيالات لتحصد أرواح قيادات كثيرة…وتعلن الولايات المتحدة الأمريكية حالة طوارئ قصوى وتحتل السلطة والدولة كما هي محتلة الوطن…وتعين حاكم قوي جشع متعطش للدماء دكتاتوري المنشأ والعقيدة والروح…ليحرق الأخضر بسعر اليابس…ولا يمكن لأي قوة أن تقف أمامه لأنه مستند ومسنود على أكبر قوة في العالم.
المخلص
عباس النوري
15/09/08
[email protected]