تواجه “وول ستريت” الاثنين واحدة من أسوء موجة بيع في تاريخها، على خلفية أنباء انهيار رابع المؤسسات المصرفية في الولايات المتحدة الأمريكية، بنك ليمان براذرز، وكذلك شراء “بنك أمريكا” مؤسسة “ميريل لنش” بمبلغ 50 مليار دولار. وبلغ معدّل خسائر مؤشر داو جونز الصناعي نحو ثلاثمائة نقطة حيث هبط بـ290 نقطة.
وفي السابعة صباحا بتوقيت نيويورك، بدأت أسهم S&P يومها على هبوط واضح بلغت نسبه ثلاثة بالمائة، ولم يكن حظّ مؤشر ناسداك أفضل حيث تراجع بنقطتين ونصف النقطة.
وقال كبير استراتيجيي السوق في مؤسسة “جيفريز” آرت هوغان إنّ عمق هبوط صناعة المال غير مسبوق منذ عقود طويلة.
وقال إنّه لا يمكن مقارنة ما يحدث الآن سوى بفترة الكساد الكبير في عقد الثلاثينات من القرن الماضي وكذلك سلسلة الإفلاسات التي حدثت في القرن التاسع عشر.
وأوضح “لم نر شيئا مماثلا من قبل وليس هناك خارطة طريق للخروج من الأزمة.”
وقال إنّ أعين المستثمرين في “قطع الدومينو” موجهة الآن لشركة AIG وبنك Washington Mutual ومؤسسات ومصارف أخرى للتعرّف على الضحية القادمة.
غير أنّ الرئيس الأمريكي جورج بوش أكّد الاثنين، أنّه واثق من أنّ الوضع الصحي لأسس اقتصاد بلاده “كاف لتفعيل التعديلات التي نحن بصدد إجرائها.”
وجاءت تصريحات بوش أثناء ظهور مقتضب ومشترك مع ضيفه الرئيس الغاني جون كوفور.
وأضاف أنّ إدارته تركز جهودها على “المشكل وهي بصدد العمل على التقليص من آثاره” منبها إلى أنّه “رغم صعوبة الإجراءات إلا أنّ الاقتصاد الأمريكي يتميز بمرونة تجعله قادرا على التعامل” مع مثل هذه المشاكل.
وبعد أن أعلن “بنك أمريكا” الاثنين أنه سيشتري أسهما منها بمبلغ 50 مليار دولار، ارتفع سهم مؤسسة “ميريل لنش” بنحو 70 بالمائة ليصل إلى 29 دولارا بعد أن أغلق الجمعة على سعر ناهز 17 دولارا.
ومتأثرة بالمضاربات السيئة في القطاع العقاري، أعلنت “ميريل لنش” أنّها خسرت نحو 17 مليار دولار في الثلاثيات الأربع الأخيرة، وهو ما أدى بسهمها إلى الهبوط بنحو 27 بالمائة الأسبوع الماضي.
وجاءت الصفقة بعد إعلان بنك “ليمان براذرز” أنه ماض في طريق إعلان إفلاسه منهيا بذلك ثلاثة أيام من مسابقة الزمن من أجل الفوز بمشتر ينقذه من مصيره.
وجاء إعلان البنك انهياره بعد انسحاب كلّ “بنك أمريكا” و”باركلي” انسحابهما من مفاوضات شرائه، وهو ما أدى بسهمه إلى التراجع بنسبة 82 بالمائة ليصل سعره إلى 65 سنتا.
وعلى صعيد متصل، أعلنت شركة AIG المتخصصة في التأمينات أنّها ستعلن عن إعادة هيكلة تتضمن بيع جزء من أسهمها على أمل توفير السيولة وتعزيز ثقة المستثمرين.
وأدّت أزمة الائتمان إلى خسارة AIG أكثر من 18 مليار دولار في الشهور التسعة الماضية، بما جعلها مهددة بمواجهة إجراء تحديد نسبة القروض التي تستحقها إلا إذا نجحت في زيادة سيولتها.
وفي التعاملات الأولية الصباحية، تراجع سهم الشركة 39 بالمائة.
ومن جهته، تراجع سهم بنك “Washington Mutual” بنحو 24 نقطة مائوية في تعاملات الصباح الأولى.
والأسبوع الماضي، فقد السهم 36 بالمائة من قيمته بعد أن عبّر مستثمرون عن مخاوفهم بشأن احتمال أن لا يكون تحت يد البنك سيولة كافية لمواجهة تسونامي وول ستريت.
ويعدّ البنك واحدا من أبرز اللاعبين في سوق القروض والائتمان وحرص مسؤولوه على طمأنة المستثمرين بشأن المستقبل.
وهبط مؤشر فاينانشيال تايمز للشركات المائة الكبرى في لندن بنسبة 2.7 في المائة في بداية التعاملات، بينما هوى مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 3.4 في المائة ومؤشر داكس الألماني بنسبة 2.8 في المائة.
وفي آسيا، أنهى المؤشر الرئيسي في أستراليا التعاملات متراجعا بنسبة 1.8 في المائة وفي سنغافورة هبط مؤشر اس تي اي بنسبة 2.3 في التعاملات الصباحية.
وفي تايوان أغلق المؤشر الرئيسي للأسهم على انخفاض بنسبة 4 في المائة، وفي الهند هوت أسعار الأسهم بأكثر من 5 في المائة في بداية التعاملات,
و أعلن مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي اعتزامه توفير المزيد من القروض للبنوك الأمريكية والمؤسسات المالية وتوسيع نطاق المؤسسات والشركات التي يمكن أن تستفيد من هذه القروض.
وجاء تحرّك مجلس الاحتياط الاتحادي كخطوة استباقية للمساعدة في تهدئة مخاوف أسواق المال قبل بدء تعاملاتها اليوم في ظل التطورات السلبية التي تهدد بتراجع كبير في أسعار الأسهم .
وفي محاولة موازية لاحتواء الأزمة، وافقت عشرة من أكبر بنوك العالم أيضا على تكوين صندوق للطوارئ بقيمة 70 مليار دولار يكون من حق أي من هذه البنوك الحصول على ثلث هذه القيمة.
ومن ناحية أخرى ذكرت تقارير صحفية أن مجموعة أمريكان انترناشونال غروب للتأمين المتعثرة طلبت من المركزي الأمريكي منحها قرض إنقاذ.
وهبط الدولار وقفزت السندات التي تمثل ملاذا آمنا بعد أن أخفقت محادثات طارئة جرت في مطلع الأسبوع في انقاذ بنك ليمان.