كشفت صحيفة معاريف الثلاثاء عن وجود روايتين إسرائيليتين متناقضتين حول اختفاء جثة الفدائية الفلسطينية دلال المغربى التى كان يفترض تسليمها إلى حزب الله فى إطار عملية تبادل الأسرى التى جرت فى 16 تموز/يوليو الماضي. وقالت معاريف إن “إسرائيل لم تسلم الجثة لحزب الله، وهذا ليس بسبب خدعة اللحظة الأخيرة وإنما لسبب آخر، وهو أن انجرافات فى التربة تحت الأرض جرفت جثة المغربى من مقبرة شهداء العدو وأدت إلى اختفاء \’عروس يافا\’ وهو لقب أطلقه عليها الفلسطينيون بعد العملية التى نفذتها بين حيفا وتل أبيب فى نهاية السبعينيات من القرن الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فى الحاخامية العسكرية، المسؤولة عن دفن الشهداء، أن جثث المغربى ورفاقها دفنوا بموجب الأنظمة، التى تقضى بأخذ عينة من دم الشهيد وتسجيل التفاصيل المعروفة عنه، بما فى ذلك إسمه ورقمه، ويتم الإحتفاظ بملفه فى مقر وزارة الدفاع فى تل أبيب، وبعد ذلك يتم تكفين الجثة ولفها بالنايلون وبشبكة ووضعها فى تابوت خشبي، يكون بداخل قطعة معدنية موضوعة فى زجاجة ومحفور عليها رقم صاحب الجثة.
وأضافت معاريف أن الجيش الإسرائيلى يرفض الكشف عما حدث فى مقبرة “شهداء العدو” فى منطقة جسر آدم بغور الأردن فى يوم تبادل الأسرى مع حزب الله، عندما حضر مندوبو الحاخامية العسكرية لاستخراج جثة المغربى ورفاقها من القبور.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم العثور على جثث لأربعة رجال، تم تسليمها إلى حزب الله، لكنهم لم يعثروا على جثة المغربى وخمسة آخرين من رفاقها.
ورغم رفض الحاخامية العسكرية التطرق للموضوع، إلا أن معاريف نقلت عن مصدر رفيع قوله إن “إحدى المشاكل هى عدم وجود بنية تحتية إسمنتية فى مقابر شهداء العدو كما هو الحال فى المقابر المدنية والعسكرية“.
لكن الناطق العسكرى الإسرائيلى قال فى تعقيبه على تقرير معاريف إن “الجيش الإسرائيلى لا يتطرق إلى تفاصيل عملية \’وعاد الأبناء\’ “أى عملية تبادل الأسرى الأخيرة”. كما أنه ليس معلوما لدينا عن انجراف تربة فى مقبرة جسر آدم، لكن بسبب كونها تربة وحلية فإنه منذ العام 2001 يتم وضع أربعة قضبان حديدية حول كل قبر لمنع تحرك التوابيت. كذلك فإنه يوجد فى كل تابوت زجاجة بداخلها رقم الشهيد ولهذا فإنه حتى لو انجرف التابوت قليلا فإنه يكون بالإمكان معرفة هوية المدفون فيه“.
ويذكر أن المغربى قادت خلية قوامها تسعة مقاتلين تسللوا من البحر إلى إسرائيل وهاجموا حافلة ركاب كانت تسير على طريق الشاطئ بين حيفا وتل أبيب وأسفرت عن مقتل أفراد الخلية جميعهم وتم دفنهم فى مقبرة جسر آدم وذلك فى العام 1978.