كتب خضر عواركة
يروي ديبلوماسي غربي مقيم في لبنان قصة تحول سعد الحريري من مشروع ” أبو مصعب اللبناني ” كتب خضر عواركة
يروي ديبلوماسي غربي مقيم في لبنان قصة تحول سعد الحريري من مشروع ” أبو مصعب اللبناني “ إلى حمامة سلام فيقول و نترجمه بتصرف:
وزير خارجية عربي عاد إلى بلده بعد زيارة قصيرة إلى لبنان وقبل أن ينال قسطا من الراحة نقل إلى رئيسه تأكيدا لتقارير مخابراتية كان قد شغلت بال الرئيس على الأمن في بلده.
ما شاهده وسمعه الرئيس ومساعدوه الأمنيون عن الوضع في قندهار آل الحريري في شمال لبنان أفقده صوابه، لأنه إعتبر الموضوع خطرا على الأمن القومي لنظامه وليس حدثا عابرا، مستعيدا أحداث الإرهاب في بلده مع أن الإرهابيين وقتها لم يكونوا يحظون بحائط إسناد إعلامي وتدريبي أمني في بلد مجاور أو قريب،فكيف سيكون الوضع إن تحول شمال لبنان إلى مربع أمني وإستراحة تدريب وإعداد للإرهابيين الذين يحظون بجناح سياسي مشروع يقوده داعية الإرهاب الشهال ؟
( بعض الظرفاء يقول بأن لبنان هوأهم ساحة للإعلام الفني في العالم العربي فكيف إن صار ساحة للإعلام الإرهابي التكفيري؟ وقد بدأت تباشير ذلك عبر قيام الفضائيات بإستضافة نجوم الفن السلفي لعدة مرات وبينهم وريث عرش الدعوة ” داعي الشهال ” وغريمه المطالب مثله بالعرش الإرهابي حسن الشهال)
الرئيس العربي إتصل بملك السعودية وبالرئيس الفرنسي وبكوندليسا رايس ونقل لهم كلاما مفاده :
إدو موعد لمدير المخابرات بتاعي علشان يشرحلكم خطورة الوضع في لبنان. الواد سعد ده عاملي قندهار ومش ناقص إلا يعلنوا الإمارة ويأسسوا تلفزيون!
أنا ما قدرش أتحمل لعب العيال ده لسه ناقص يجيبو الواد بن لادن يستلم قيادة المعارك في طرابلس .
سفير تركيا في البلد العربي بعث ببرقية عاجلة نقل خلالها مضمون هذه المكالمة إلى الرئيس أردوغان وكان يحزم ملفاته تمهيدا لسفره إلى دمشق للمشاركة في القمة الرباعية .
صحافي فرنسي كبير رافق الرئيس الفرنسي في طائرته أفاد بأن الرئيس ساركوزي تابع هذا الملف شخصيا منذ الظهورالأول للسلفيين بشكل علني سياسي وقد لفت نظره أحد قادة أجهزة الأمن المقربين منه إلى أن زعيم السلفيين المزعوم أصبح
ضيفا شرعيا على الفضائيات اللبنانية والسعودية في الوقت الذي فقد فيه تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري والسنيورة وأجهزتهم كل سيطرة على الاف المسلحين المتطرفين الذين مولتهم وسلحتهم ثمانية جهات (ثلاثة أجهزة أمنية سعودية متنافسة وخمسة من كبار الأمراء الناشطين في مد نفوذهم إلى خارج السعودية عبر الإرهاب ) طمعا في تحويل السلفيين إلى جيش سعودي في لبنان !
التقارير التي يملكها الأمن التابع للنظام العربي المعتدل حول الهيكلية الفوضوية للتعامل السعودي مع الوضع في لبنان حتمت عليه دق ناقوس الخطر، فجهاز بندر له مجموعات يمولها ويسلحها مباشرة ( النائب الأحدب هو ممثل بندر في الشمال ) ومجموعات مسلحة أخرى تكفيرية يمولها جهاز مقرن (يمثله السفير الخوجة وسعد الحريري وأشهر قادة هذه المجموعات هو ابو حسن الأصهب وكنعان ناجي ( ويدير حركتهما الأمنية والعسكرية على الأرض الضابط غسان – ب )
ومجموعات أمنية محترفة مختلطة بين القاعدة وزعران الشوارع المطلوبين أمنيا للقضاء اللبناني يمولهم خالد بن سلطان بن عبد العزيز ( يمثله خالد الضاهر بطل مذبحة القوميين في حلبا).
ونظرا إلى حساسية النظام العربي المعتدل من أي بؤرة يمتلكها الإرهابيين ( هل يظن السعوديين بأن الأتراك سيقفون متفرجين أمام سيطرة الإرهاب على ميناء لا يبعد عن شواطئهم إلا أربع ساعات بحرا؟) فقد عمم الرئيس العربي على كافة أجهزته السياسية والديبلوماسية والأمنية لتنتشر في الدول المعنية بالوضع في لبنان طارحا حلا وحيدا للموضوع :
القضاء على السلفيين في قندهار طرابلس قبل تحولها إلى دولة الخلافة الإسلامية ومبايعة أهل الشمال لبن لادن.
ساركوزي وعدة عواصم غربية بما فيها واشنطن كانوا يراقبون عن كثب التحركات السعودية في الشمال بكثير من القلق عززته تقارير أمنية إختراقية للقاعدة الإرهابية عن قيام قواعد وأسس صلبة في قرى عكار وفي بعض أحياء طرابلس المكتظة للقاعدة بتنظيمها الأساسي الذي ارسل بعض أفضل رجاله خبرة للتمركز في الشمال اللبناني وهي مجموعات أقامت لنفسها قاعدة عمليات وإخترقت بالمال والعقيدة والتطرف جهاز المعلومات اللبناني ( وصفت بعض المصادر صلاة التراويح في مراكز جهاز المعلومات فقالت بأن المرء ليظن بأن مجموعات من طالبان تعمل في هذا الجهاز فغالبية منهم متطرفون يحملون الفكر السلفي التكفيري وليسوا مسلمين عاديين يمارسون طقوسهم الدينية المحببة)
معلومات جهاز عربي وعملاء أمنيين فرنسيين أضافوا إلى معلومات تركية موثوقة معلومات أشد خطورة حذرت من أن الأمور في لبنان اصبحت خارج سيطرة السفارة السعودية وخارج سيطرة آل الحريري وأن كل مجموعة عنقودية للقاعدة علنية تقاتل ( لعيون أبو بهاء) أصبحت تشكل غطاء وساترا لتجنيد مجموعات أخرى لا يعلم عنها أحد ويمكن في المستقبل أن يشكل لهم التواجد على شواطيء المتوسط (طرابلس فيها مرفأ وجزيرة مهجورة ) منفذا يحتاجونه للتسلل إلى أوروبا
( مجموعة إرهابية كانت تقيم في جزيرة الارانب المهجورة مقابل طرابلس إشتبكت قبل أسبوع مع الجيش خلال إنتقالها من الجزيرة إلى سفينة شحن مسـتأجرة من الإرهابيين الدوليين بواسطة الزوارق المطاطية فأفشل الجيش مخططهم بعد معلومات فرنسية سلمت لمخابرات الجيش وليس لجهاز المعلومات لأنه صنف مؤخرا من الطرف الفرنسي بوصفه جهازا مخترقا من الإرهاب وليس مخترقا له. )
بمعنى آخر فإن السفن الحربية الغربية تقوم بدوريات في المياه الدولية المجاورة للصومال خوفا من أن يستخدم الإرهابيون ذلك البلد المنكوب كنقطة إنطلاق بحرية إلى أوروبا بينما شواطي شمال لبنان غير مراقبة ولا محروسة ( لأن الدوليين وفقا للقرار 1701 يركزون على السواحل التي قد تشكل منفذا لتسلح حزب الله وليس الشمال منها) .
هذه المعطيات الأمنية جعلت من اللعب السعودي بالنار الطرابلسية أمرا مستنكرا ومرفوضا من حلفاء السعوديين الأوروبيين والعرب.
الديبلوماسي قال بأن بعض من في الغرب يتسائل عن الطريقة التي يمكن لهم أن يقنعوا سوريا بها لتساعد في إيقاف تحويل الشمال وطرابلس وعكار إلى نيو- قندهار .
السعوديون أشاروا على دميتهم سعد الحريري تحت الضغط الأوروبي والمصري والتركي لكي يوقف هذه المهزلة، وقد بدأ ببعض التحركات من طرابلس إلى البقاع حيث هناك تواجد قوي للسلفيين .
السعوديون كانوا قد سمعوا قبل إتخاذهم القرار بالتهدئة والمصالحة في طرابلس والشمال كلاما صريحا من الفرنسيين عن وجوب إنهاء لعبة إستخدام سيف القاعدة ذو الحدين وإلا فهناك من هو جاهز ليضع حدا بنفسه للموضوع .
في دمشق يجيب العارفون ببسمة مرتاحة عن معنى (وإلا )..الفرنسية، ثم يضيفون :
ولكن من قال بأن سوريا تريد العودة إلى لبنان ؟