اعترف مثال الآلوسي، عضو مجلس النواب (البرلمان) العراقي ورئيس حزب الامة العراقية بقيامه بزيارة ثانية لاسرائيل، وذلك تلبية لدعوة للمشاركة في المؤتمر العالمي الثامن لمكافحة الارهاب، مشيرا الى ان «أكثر من 60 دولة شاركت في هذا المؤتمر بينها دول عربية وإسلامية، وبحضور أكثر من ألف شخصية من الباحثين والخبراء والإعلاميين والسياسيين، من مختلف أنحاء العالم».
وأوضح الآلوسي قائلا «تلقيت الدعوة خلال وجودي في العاصمة الاردنية عمان لغرض العلاج، وبسبب وضعي الصحي لم أشارك بمحاضرة او كمتحدث لكنني وجدت انه من الاجدى ألا يكون موقع العراق خاليا في مثل هذا المؤتمر المهم وألا يتحدث احد نيابة عن العراق. وانطلاقا من ذلك تحدثت في مداخلة للرد على بعض الافكار السطحية التي تناولت الوضع العراقي».
جاء ذلك في اول حديث صحافي للآلوسي خص به «الشرق الاوسط» السعودية عبر الهاتف من عمان امس وهو في طريق عودته الى بغداد، وقال «في مثل هذه المحافل هناك من يستغل المناسبة سياسيا او اعلاميا، لكنني شاركت للدفاع عن بلدي؛ فخلال محاضرتين احداها لأستاذ من سنغافورة والاخرى لجنرال اميركي متقاعد ومؤيد لمرشح الرئاسة باراك اوباما، تحدثا عن العراق بصورة سطحية متجاهلين انجازات العملية السياسية من انتخابات وتشكيل برلمان وصياغة دستور، فانا بالرغم من اني ضد الاحزاب الاسلامية إلا انني ادافع عن العراق والانجازات التي تحققت به حتى وان لم تكن هذه انجازات مثالية، لكنني اكدت ان هناك شعبا وإرادة»، منوها الى ان «الدكتور روهان، من سنغافورة ذكر مثلا عدم وجود تنظيم للقاعدة في العراق سوى في شمال (اقليم كردستان) العراق تحت اسم انصار السنة، ووجدت مثل هذه المعلومات ومن قبل خبير في مكافحة الارهاب تدعو للضحك، وأوضحت لهم ان من يذبح الابرياء العراقيين هم من تنظيم القاعدة في جنوب ووسط وشمال البلد».
وشدد الآلوسي على مخاطر ايران على العراق، وقال ان «ايران تشكل خطرا حقيقيا على العراق اكثر من اسرائيل، لا بل اسرائيل غير موجودة في محيط العراق وبالتالي هي لا تشكل خطرا أمنيا على العراق، بينما تشكل القاعدة والجهل وايران اكبر خطر على العراق»، وقال «لقد دافعت في مؤتمر محاربة الارهاب عن سيادة العراق، وقلت ان السيادة العراقية مهددة بسبب جنون ايران التوسعي؛ ذلك ان النظام الايراني يعتقد ان العراق تابع له وبذلك يلغي ارادة الشعب العراقي، حتى ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي يقول نحن على استعداد لتدريب كوادر وزارة الخارجية العراقية وكأننا جهلة او ان كوادر وزارة خارجيتنا لا يفقهون شيئا»، منوها الى ان «عملاء ايران داخل العراق بالتأكيد يشعرون انهم معنيون بحديثي عن ايران وهم يهاجمون من يهاجم النظام الايراني، وأنا أراهن على العقلاء والوطنيين العراقيين في المجلس الاسلامي الاعلى وحزب الدعوة وفي بقية الاحزاب العراقية وهؤلاء يتفهمون اسباب زيارتي لاسرائيل، ذلك ان اول مفردة في القرآن الكريم تقول اقرأ، يعني ابحث وافهم، والسياسي العراقي يجب ان يبحث قبل السقوط في أحضان طهران، ان يعمل بوضوح وشفافية وتحت الشمس بدلا من العمل بسرية وتوقيع اتفاقيات سرية مع ايران وغيرها».
وعما اذا كان سيتعرض للمساءلة القانونية بسبب زيارته لاسرائيل، قال الآلوسي «الشعب العراقي هو الذي يسأل ويقرر بعد ان يعرف اسباب زيارتي وأهدافها، ومن حق الاعلاميين ان يسألوا، ولكن ليس من حق أي نائب او سياسي ان يسألني وأنا لا أخشى أقزام السياسة، وعندما أكون في اسرائيل فهذا يعني ان السياسة العراقية متقدمة ومتفوقة، لماذا المساءلة لزيارتي العلنية لاسرائيل بينما لا يسأل من يزور ايران سرا وعلنا ويجتمع مع قادة الحرس الثوري في جيش القدس. ايران هي من يشكل خطرا حقيقيا على العراق والخليج العربي وعلى الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط».
وعن فترة بقائه في اسرائيل، اوضح الآلوسي، قائلا «شاركت في اعمال المؤتمر العالمي لمحاربة الارهاب يوما ونصف اليوم وعدت قبل نهاية المؤتمر»، نافيا ان يكون قد التقى أي مسؤول او سياسي اسرائيلي، وقال «أنا لم اشارك بصفة رسمية ولا أمثل العراق رسميا. لهذا رفضت ان يوضع العلم العراقي، وعندما تكلفني الحكومة او البرلمان بالتفاوض مع اسرائيل سأذهب بكل وضوح وليس بشكل (انبطاحي) كما تذهب الوفود الرسمية العراقية لإيران وتوقع عقودا واتفاقيات سرية وعلى أوراق بيضاء»، منوها الى ان «مؤتمر محاربة الارهاب هذا وغيره من المؤتمرات تكشف اساليب سرقة اموال الشعوب وتمويل المنظمات الارهابية وكيف تسرق اموال النفط وفي أي بنك يتم ايداعها، لهذا لا يريدوننا ان نشارك بمثل هذه المؤتمرات».
وقال رئيس حزب الامة العراقية في إجابته عن سؤال فيما اذا كان قد حصل على اذن رسمي بزيارة اسرائيل ام لا «عندما يأخذ السياسيون العراقيون الاذن بالقيام بزيارات سرية لايران لمقابلة قاسم سليماني مسؤول الحرس الثوري وجيش القدس على الحدود العراقية، سأقوم بدوري لطلب الاذن الرسمي لزيارة اسرائيل». وعما اذا كان مسموحا للمواطن العراقي رسميا بزيارة اسرائيل ام لا، قال الآلوسي «جواز السفر العراقي واضح ويقول مسموح لحامله بالسفر الى كافة انحاء العالم من غير ان يستثني اسرائيل، لكنني أقول ان على المواطن العراقي ان يكون محميا عندما يسافر لأي مكان في العالم، محميا من قبل سفارة بلاده، اما أنا كسياسي فتحميني الحصانة التي اتمتع بها»، موضحا بقوله «انا أريد ان اتفاوض مع اسرائيل لصالح العراق، هناك دول عربية كثيرة اليوم تتفاوض وتجلس مع اسرائيل مثل مصر وتونس والمغرب وقطر، بل ان الفلسطينيين انفسهم اصحاب المشكلة مع اسرائيل يجلسون مع المسؤولين الاسرائيليين كل يوم، فهل نحن ملكيون اكثر من الملك، ثم ان العراق وإيران وإسرائيل يجلسون في الامم المتحدة متجاورين (حسب الحروف الأبجدية) وهذا يعني ان العراق يعترف بإسرائيل، لنكن دولة حضارية، هل نريد ان نلقي بإسرائيل في البحر؟ انا من دعاة ان يقيم العراق علاقات صحيحة ومتكافئة مع جميع الدول وذلك من اجل مصلحة العراق اينما كانت ولا يهمني ان يرضى عني المسؤولون في طهران ام لا».
واكد الآلوسي في ختام حديثنا معه أن «هناك مجموعة من اليهود العراقيين في اسرائيل فاتحوني من اجل المجيء الى العراق للمساهمة في القضاء على وباء الكوليرا، وأنا بدوري سأنقل هذه الرغبة الى الحكومة العراقية».