تخوض شركة تمتلك مصنعاً لتعليب اللحوم في ولاية كولورادو الأمريكية نزاعاً مع أكثر من مائتي موظف صومالي مسلم يعملون لديها، وذلك على خلفية رغبتهم في أخذ استراحة خلال فترة المغرب لأداء الصلاة وتناول الإفطار في شهر رمضان، ومعارضة المدراء لذلك. وقال إبراهيم هوبر، الناطق باسم مركز العلاقات الإسلامية الأمريكية إن الخلافات حول أداء الموظفين المسلمين لواجباتهم الدينية خلال ساعات العمل موجودة في الكثير من الحالات، وغالباً ما تصل الأمور إلى حلول ودية، غير أنه شدد على أنه لم يشاهد من قبل نزاعاً يتطور إلى هذا المستوى.
وبدأ الخلاف في الخامس من سبتمبر/أيلول الحالي، عندما خرج 220 عاملاً من مصنع شركة “سويفت” عند غروب الشمس احتجاجاً على رفض الشركة جعل ساعة راحتهم متوافقة مع مواعيد صلاة المغرب كي يؤدون الصلاة ويتناولون طعام الإفطار.
وقال هوبر إن صلاة المغرب هي الوحيدة التي لا يمكن تأخيرها، إذ أن فرصة أدائها ضيقة للغاية زمنياً، إلى جانب أنها تكون خلال شهر رمضان موعداً لتناول الطعام بعد نهار كامل من الصوم مضيفاً: “لا يمكن بالتالي أن نقول لهم أن عليهم تأجيلها لساعة إضافية.”
وأكد الناطق باسم مركز العلاقات الإسلامية الأمريكية إن محامياً تابعاً له يقوم حالياً بجهود للتوسط بين الإدارة والعمال، على أن يصار إلى رفع الأمر للقضاء إذا لم تحترم الواجبات الدينية للعمال، معرباً عن أمله بألا تصل الأمور إلى هذا الحد.
أما الناطقة باسم شركة “سويفت،” تمارا سميد، فقالت إن الإدارة فصلت 101 من العمال، لكن نقابة عمال الأغذية قالت إن الموظفين أبلغوها بأن الفصل طال أكثر من 150 عاملاً.
وقالت النقابة إنها ترغب بملاحقة الشركة بسبب ما فعلته بالعمال، غير أنها أضافت أن عدداً من الموظفين المفصولين تقدموا بالفعل بطلبات توظيف لدى معمل آخر في منطقة مجاورة.
وتقول الشركة أنها عدلت بالفعل ساعة الراحة، ونقلتها من التسعة إلى الثامنة بالنسبة للنوبة الليلية، لكن العمال لم يتجاوبوا، وقد أنذرتهم بوجوب العودة للعمل تحت طائلة الفصل، لكنهم أصروا على موقفهم، وفقاً لأسوشيتد برس.
وقال غراين عيسى، 27 عاماً، وهو أحد عمال المصنع الذين جرى فصلهم، إن الساعة الثامنة “متأخرة جداً” بالنسبة للإفطار، مضيفاً أن العمال الذين ما يزالون في وظائفهم يحاولون جمع الأموال لمساعدة الذين فُصلوا في دفع بدلات سكنهم.
وكان معمل اللحم المعلب التابع لـ”سويفت” هدفاً لعملية دهم نفذتها دائرة الهجرة الأمريكية عام 2006، حيث جرى اكتشاف وجود 270 عاملاً مكسيكياً لا يمتلكون إقامات شرعية، واضطرت الشركة لملء الفراغ بتوظيف المئات من اللاجئين الصوماليين.
وكان للشركة في الماضي مشاكل مماثلة مع عمال يتبعون الديانة الإسلامية، حيث استقال عشرات الصوماليين من مصنعها في نبراسكا بسبب منعهم من أداء صلاة المغرب، ولكنهم عادوا إلى وظائفهم بعد ذلك.