نقلت وكالة نوفوستي الروسية للانباء الخميس عن صحيفة “فريميا نوفوستيه” خبرا مفاده ان الحكومة الاسرائيلية عرضت على روسيا صفقة تبادل ايران مقابل جورجيا . واشارت الوكالة الى ان مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية آهرون ابراموفيتش وصل إلى موسكو ليقنع المسؤولين الروس بضرورة تأييد فرض المزيد من العقوبات على إيران. مشيرا ان روسيا لا تزال ترى ضرورة ألا يسرع المجتمع الدولي بتشديد العقوبات ضد إيران المتمسكة ببرنامجها النووي، غير أن دبلوماسيًا روسيًا طلب عدم كشف اسمه قال في تصريحات صحفية إن رقعة الإمكانيات الروسية (لمواجهة الدعوات إلى تشديد العقوبات ضد إيران) آخذة في التقلص.
ويضيف ان الحكومة الإسرائيلية نصحت رجال الإعمال الاسرائيليين الذين يمارسون تجارة السلاح، كما أفادت استنادا إلى مصادر في المؤسسة العسكرية، بالإحجام عن السفر إلى جورجيا.
وجرى في هذا الأسبوع، حسب معلومات مصادر الوكالة، إصدار أمر بهذا الشأن، بغية تجنب المشاكل في العلاقات مع روسيا. ولم يصدر في نفس الوقت تعليق رسمي من وزارتي الامن والخارجية الإسرائيليتين على هذا الخبر.
واوضحت مصادر ذات شأن ان القيادة الاسرائيلية وفي محاولة لمنع تدهور العلاقات مع روسيا فرضت حظرا على سفر ممثلي شركات التصنيع العسكري الإسرائيلية إلى جورجيا في الأسابيع القليلة المقبلة.
واكدت إن القيادة الإسرائيلية كشفت بذلك عن أنها تخشى أن يفسد وجود عسكريين إسرائيليين في جورجيا العلاقات الإسرائيلية الروسية ويدفع الروس لزيادة إمدادات أسلحة لسورية وإيران.
وقد انكشفت حقيقة تصدير أسلحة إسرائيلية إلى جورجيا في شهر مارس من عام 2008 عندما تم إسقاط طائرة التجسس الإسرائيلية بدون طيار “هرمس 450” في الأراضي الأبخازية.
ثم بدأ الإسرائيليون بتخفيض التعاون العسكري مع جورجيا في محاولة لوقف التدهور في علاقاتهم مع روسيا..
وكانت إسرائيل على مدى 7 سنوات أكبر مجهز للسلاح والمدربين العسكريين إلى الجيش الجورجي، إلا أنها قبل فترة قصيرة من بدء العمليات الحربية في أوسيتيا الجنوبية أوقفت هذا التعاون، تحاشيا لتردي العلاقات مع روسيا، وتحسبا من رد موسكو بشكل مماثل في الشرق الأوسط.
وكانت وزارة الدفاع الروسية اعلنت هذا الاسبوع أن نظام الحكم في جمهورية جورجيا الذي شن عدوانا على أوسيتيا الجنوبية، حصل على شحنات كبيرة من الأسلحة من إسرائيل. ولم تنفِ تبليسي وتل أبيب ذلك.
ومن المعروف أيضا أن الجنرالين الإسرائيليين إسرائيل زيف وغال غيرش أشرفا على تدريب عناصر من الجيش الجورجي.
والأكثر إثارة هو أن الذين قادوا الهجوم الذي شنه الجيش الجورجي على أوسيتيا الجنوبية هم مواطنون إسرائيليون ، حسب الوكالة .
ويعيش أكثر من 50 ألف يهودي جورجي في إسرائيل. وقد عاد بعضهم إلى جورجيا في الأعوام القليلة الماضية ومن بينهم دافيد كيزيراشفيلي الذي تولى المسؤولية في وزارة الدفاع الجورجية منذ نوفمبر 2006. وفي يناير 2008 أصبح المواطن الإسرائيلي تيمور ياكوباشفيلي وزيرا في حكومة جمهورية جورجيا يتولى مسؤولية ملف ضم إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية إلى جورجيا.
وأكد الرئيس الجورجي سآكاشفيلي أن هذين الشخصين يقومان بدور قيادي في حكومته عندما قال لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في 1 سبتمبر “إن الحرب والسلام في تبليسي في أيدي يهود إسرائيل”.