بقلم د. رفعت سيد أحمد
يقف المرء حزينا امام هذا الكم من التكفير الوهابى لكل مذاهب
بقلم د. رفعت سيد أحمد
يقف المرء حزينا امام هذا الكم من التكفير الوهابى لكل مذاهب الامة وكأنهم دعاة دين جديد ويسأل \ هل امثال هؤلأ بقادرين على حماية مقدسات الحجاز خاصة فى ظل علاقات اولياء امورهم الدافئة مع امربكا واسرائيل ام ان الامر بات يتطلب دعوة صريحة من علماء الامة الشرفاء بان يرفع هؤلاء التكفيريين اصدقاء واشنطن ايديهم وارجلهم عن مقدسات الامة خاصة ونحن نعيش أجواء رمضان المعظم، ومع اشتداد الحملة الغربية علي الإسلام والمسلمين، وفى هذا السياق يطرح يطرح سؤال اخر مهم؛ حول مقدسات الأمة، وبخاصة تلك القابعة في أطهر أرض، أرض الحجاز وتلك الصامدة وهو من يحمي مقدسات الأمة؟ هل هم هؤلاء الحكام والملوك والعلماء التكفيريين الكارهين لروح الإسلام وسماحته واعتداله؛ أم أولئك الذين يحملون روح الإسلام الحقيقية تلك الروح التي تجعل من (فقه المقاومة) محوراً رئيسياً لها، وتحاول أن تجمع الأمة من حوله، وتدعو إلي وسطية الإسلام دونما تفريط أو إفراط، نحسب أن الإجابة واضحة وقاطعة، وهي أن أصحاب ودعاة ثقافة وفقه المقاومة هم الأجدر والأقدر علي حماية مقدسات الأمة: في الحجاز أو القدس، وأن الملوك والحكام المتخاذلين وشيوخهم المتخلفين هم الأسرع في التفريط وفي بيع هذه المقدسات والشواهد عديدة لمن يريد.
* علي أية حال يطرح علينا هذا السؤال (من يحمي المقدسات) دعوة إلي التفصيل بشأن ثقافتي (المقاومة) و (الفتنة والاستسلام) فماذا عنهما في واقعنا اليوم؟
* بداية نعنى بـ(ثقافة المقاومة) لدى الشعوب، تلك الثقافة التي تعلى من قيم الاستنهاض والعزة والمواجهة لدى الأمة حين يحيق بها الخطر الذي يهدد وجودها، هي ثقافة تعنى استنفار روح التحدي لدى الشعب، لدى النخبة، لدى مؤسسات المجتمع الأهلي، في مواجهة ثقافة أخرى للوهن والفتنة، والاستسلام، يطلق عليها تارة اسم الواقعية، وأخرى اسم (السلام).
في هذا الإطار كانت (ثقافة المقاومة) هي الأصل لدى شعوبنا العربية والإسلامية في مواجهة دائمة عبر القرون الماضية (تحديداً منذ صدر الإسلام) وهى كانت دائماً في حالة دفاع شرعي عن النفس في مواجهة الغزوات الخارجية التي تريد احتلال العقل والعقيدة بعد احتلال الوطن؛ والمتأمل للمحطات الرئيسية في مسيرة الـ1400 عام الماضية سيكتشف أن الأمة كانت في موقع الدفاع عن النفس ضد الهجمات القادمة من الغرب تريد افتراسها وتحطيم وجودها؛ وهى محطات بدأت بالتتار والمغول مروراً بالحروب الصليبية والاستعمار الغربي الحديث انتهاء بالغزوة الصهيونية والتي بدأت أوائل القرن الماضي (القرن العشرين) ولازالت قائمة لأكثر من مائة عام في تحالف مصلحي عدواني مع الغرب وبخاصة الولايات المتحدة، عبر هذه (المواجهات) التي وصلت إلى قرابة العشرة قرون، تشكلت لدى الأمة تلك الثقافة الممانعة، ثقافة المقاومة بأدبها وفكرها، والتي كان عمودها الفقري “الإسلام الوسطي”: ديناً وقيماً وحضارة ؛ لقد أضحى الإسلام الرافض للفتن والمتجاوز للعصبية وأفكارها المتشددة هو الجامع لهذه الثقافة، ولهذا الوجود العربي – الإسلامي، وهو الذي أعطى الروح لهذه الأمة، فنهضت وانتشرت وقاومت وانتصرت.
في مواجهة هذه الثقافة: ثقافة المقاومة وأدبها، كان هناك دائماً، ثقافة أخرى تدعو إلى الفتنة (الوهن)، والى (القعود) بديلاً عن الجهاد والمواجهة وهى ثقافة كان يتولى دفتها بعض الحكام التابعين للآخر المهاجم، وبعض المثقفين والسياسيين والدعاة الذين ربطوا مصالحهم ومصيرهم وحياتهم بعجلة العدو الخارجي، وهم لذلك أنشئوا له في قلوبهم وضمائرهم، قبل أن ينشئوا في بلادهم؛ مكاناً رحباً.
* إن الراصد للمشهد الثقافي العربي والإسلامي الراهن يلحظ الظواهر التالية التي تحتاج إلى حوار جاد بين المهتمين:
أول هذه الظواهر: ارتباط ثقافة الفتنة التى يحمل لوائها بجدارة الفكر الوهابى المتسعود بالمشروع العدواني الأمريكي في المنطقة، حيث نجد ان هذا المشروع كلما عانى انكساراً وهزيمة، كلما حرك ثقافة الفتنة، بمفكريها، ومثقفيها وشعرائها وأدبائها خاصة فى مملكة ال سعود والأمثلة عديدة لمن أراد أن يقرأ أو يتابع.
ثاني هذه الظواهر: أن ثقافة المقاومة هي وحدها القادرة على بتر ثقافة الفتنة ومن ثم الانتصار على ثقافة الاستسلام وذلك لأنها تقدم للأمة فكراً وأدباً وشعراً جامعاً وموحداً وليس مفرقاً، فكر مبني على فقه الأولويات والضرورات، وليس فقه الفروع والهوامش؛ فقه يضع العدو الأمريكي والإسرائيلي في المقدمة للمواجهة والتحدي، ولا ينجر إلى الصغائر التي يتقنها البعض من حلفاء واشنطن في بلادنا، أولئك الذين رقصوا مع بوش بالسيف على دماء الشهداء الضحايا!!
ثالث هذه الظواهر: أن ثقافة وأدب المقاومة،هى وحدها القادرة على حماية مقدسات الامة وليس اصاح ثقافة الفتنة وان رطنوا بغير ذلك 0وثثقافة الجهاد اوالمقاومة ترتبط صعوداً وهبوطاً بالمناخ العام في المنطقة، وكلما اشتدت المقاومة على الأرض كلما ارتفع أدبها وثقافتها أو هذا هو المفترض، ونعتقد أن تلك المقاومة تحتاج أيضاً إلى دعم ومساندة، ونحسب أن تلك مهمة حاملي لواء الأدب والشعر المجاهد، وليس أولئك الذين يسترزقون به، على أبواب الملوك.. الذين إذا دخلوا قرية (أو ثقافة) أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة.. وكذلك يفعلون فى مملكة النفط وخارجها .