وجدان عبدالعزيز
احيانا البث المغاير الذي تحركه الانزيحات اللغوية من انساق ثابتة ومتواضع عليها الى انساق متحركة تثير فينا لحظات دهشة نتحول من خلالها الى مساحات البحث الدائب وقد لا نصل ، لكن الدهشة واثارة الانتباه تدفعنا الى استمرارية البحث ما وراء المغايرات التي صنعها منتج النص ..
اسوق هذه الاشكالية كي اسوغ لنفسي الدخول الى عوالم نص مليكة مزان المعنون(ديني .. صفع اشباه الالهة) والتي حاولت فيه كشف نقاب الزيف وخرق استار التخفي والظهور امام النور بلغة مغايرة تحمل روح السخرية الشفيفة ، فهي غايرت اللغة لتظهر المعنى الحقيقي للحب ، لان الحب كما اعتقد في عرف الشاعرة ليس الفستان الاحمر والخمر والسهرات الليلية في دياجير الامكنة ، انما هو لوحة من الالتزامات تجاه الاحاسيس والمشاعر الصادقة دون مزايدات اللون ..
فاعتقد جازما حينما احلل قولها:
(امس ..
بتشجيع من التخفيضات الاخيرة
على الحب)
قد اجد مفارقات بين الاشياء المرئية واللامرئية حاولت الشاعرة الاختفاء بين مجالاتها ..
فالحب ليس سلعة معروضة لمزايدات ثمنها الفستان الاحمر والخمر و …
وارى ان هذا قد صعد من الانفعالات في داخل الشاعرة كي تقول :
(في حماس العاهرات
ها اضع مايشبه اجندا السهرة
في بداية الصلح …)
تقول في بداية الصلح ثم تسكت لماذا؟؟ واي صلح هذا !
مع نفسها او مع المجتمع ام ان هناك خطة في ذهن مليكة مزان لطرحها عبر ديوانها (ولي في اوج الكفر اعتذار الالهة ) وعذري اني لم اطلع على الديوان كاملا ، غير ان الصلح الذي اراه هو ايهام خلقته الشاعرة وتركت الاجوبة عائمة في بحر متلاطم من الفراغات ..
فالنص اعلاه رغم قصره وكثافته جعلني كمتلقي ازاور ذات اليمين وذات الشمال لالتقط انفاسي في نية الدخول ..
وانا لاابالغ حينما اقول اني امام كاتبة لعبت لعبتها في التخفي واظهار شيء غير الشيء المعني وهو عمق شعري يحسب لها فهي تقول:
(في اخر الصلح ..
ساتوب الى ما لا ..
ارضاه لصلحي ..
ديتا .. صفع .. اشبه الالهة !
…
….
… )
ونلاحظ :
هناك الكثير المسكوت عنه تدل عليه الفراغات التي تنتظر المليء .. ولكن عملية الملأ افتراضية احتمالية تركت اكتمالها تحت اجنحة البلاغة وهنا حتى بلاغة الصمت كشفت عن نطق خفي متحرك ، فهل نفترض احتمالية اخرى في قصائد الديوان الباقية .. قد تكون .. !!!
/ قصيدة (ديني .. صفع اشباه الالهة)
من ديوان : ولي في أوج الكفر اعتذار الآلهة / الرباط ـ 2008