رشيد السيد أحمد
زومبي .. سلسلة متنوعة من افلام الرعب تتحدث عن اموات ينهضون رشيد السيد أحمد
زومبي .. سلسلة متنوعة من افلام الرعب تتحدث عن اموات ينهضون من القبور
زومبي .. سلسلة متنوعة من افلام الرعب تتحدث عن اموات ينهضون رشيد السيد أحمد
زومبي .. سلسلة متنوعة من افلام الرعب تتحدث عن اموات ينهضون من القبور
لالتهام الاحياء ، أو تحويلهم الى حالة مشابهة .
هذه المقدمة ستقودنا للحديث عن الجزء الثالث من المسلسل المعجز الاسطورة باب الحارة
لقد بدا هذا المسلسل بحكاية هي اقرب الى العبرة ( حلف اليمين الكاذبة … و الجزاء العادل )
و لقد استعان مخرج العمل بعدد من الممثلين السوريين الذين استطاعوا النهوض بجزئه الأول
و قد وصلوا الى نهاية هذا الجزء و انفاسهم مقطوعة ، ثم أتحفنا ذات المخرج بجزء ثان استطاع
أن يشد اليه المشاهدين بشكل كبير ، و على عادة قناة ( أ م . بي . سي )استفادت من هذا النجاح
بشكل تجاري لاستنهاض جزء ثالث ، فتحولت هذه الحدوتة الى كائن بـ 90 رجل ، و ذراع ..
يستقي روحه من شكل الحارة المصريّة ، و يلبسها الثوب السوري ، فتردح نسائه على طريقة
نساء مسلسلات الحارة المصريّة ، و بلهجة شاميّة .
تقوم عناصر هذا المسلسل على عدد من الاشخاص البسطاء يعيشون في ( حارة الضبع ) يمثلهم
العكيد ( شكل للتاجر ، و القبضاي ) ، و حلاق نصف معالج ، وبائع خضار ، و قهواتي ، وفرّان
و صاحب حمام ( يمثل دور الغبي ) الذي يوقع العكيد بزلاّت لسانه القاتلة ، وهؤلاء يمثلون
( عضوات الحارة : أي من بيده الحل ، و الربط ) وشيخ يبارك أعمالهم بقراءة اية قرآنيّة بكل
حلقة ، و كراكون يقوده شرطي مرتشي . ثم تدخل في الخلفيّة عناصر من الدرك الفرنسي
و على مقابله كان هنااك ( حارة ابو النار ) يختصرها المخرج في دكان الحداد الذي
هو الآخر عكيد ( لكنه مشطوب ) بخنجر ( عكيد حارة الضبع ) و يمثلها ثلاثة أشخاص
و ظيفتهم المناكدة ، و افتعال أحداث غير منطقيّة ، لزيادة كمية التوابل على المسلسل بحيث
تضيع نكهة هذا المسلسل ، الفاقد لها أصلا .
ثم يأتي دور نساء الحارة ممثلات بأخت عكيد مسترجلة ، و ابنت اخت عكيد متوفي هي أشد
استرجالا ، و داية وظيفتتها نقل الاخبار ، و تناول الافطار على موائد نساء العضوات ، ثم
يدور في فلكهن مجموعة من النساء كخلفية اخرى .
و هذه الحدوتة سقطت من الحلقة السابعة بالضربة القاضيّة لتسطح موضوع المسلسل
و عدم ابتكار أحداث ، لأن شكل الحارة المطروح ، لا يحنمل اكثر ممّا حمّل ، فأدخلنا المؤلف
و المخرج بمهاترات النساء ، و مكائدهن الغبيّة ، و ردود أفعالهن غير المنطقيّة ، و أدخل
المخرج في الجزء الثاني قضيّة البواريد ليسطّح موضوع الثورة الفلسطينية ، التي كانت
تعيش حراكا كبيرا على كافة الجبهات .
ثم جاء جزءه الثالث مسبوقا بحملة اعلاميّة على شاشة ( أ م . بي . سي ) ليظهر لنا حالة
من ( زومبي ) فأحيا شخصيّات دفنت في الجزء الثاني ، و استعان بكم هائل جديد من النساء
لتنويع جديد من التوابل ، و باستدارة فنيّة استعان بممثل جديد له حضوره الفني ، ليغطي عجز
المسلسل بغياب أحد وجوهه المميزين ، فا خترع في مخبره ( الزومبيّ ) حارة الماوي ، و كون
المخرج لايمتلك الحس الفنتازي ، فانّه لم يستنهض نجم الجزء الاول ” الادعشري ” من قبره
ولو فعل فانّه لن يلقى عزوفا عن مسلسله ، لان المشاهد العربي أدمن سطحيّة العروض ، و اتخم
بكمّ هائل من المسلسلات ( الحاريّة ) تبدأ من ( باب الحارة ” الشاميّة “) و لا تنتهي
بـ (باب المقام ” الحلبي ” ) .
انّ هذا المسلسل سدّد ضربة في مقتل لدمشق بدايات القرن العشرين ، و التي كانت تعيش
نهضة فكريّة ، و سياسيّة ، و قوميّة ، ممثلة بقامات من رجال شكلوا صورة بلاد الشام
في مراحل لاحقة ، بالاضافة لنهوض حركات المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي ، و الثورات
التي قضّت مضجع الاحتلال الفرنسي ، و التي شكلت فرقا لدعم مقاومة الشعب الفلسطيني
بشكل يتجاوز ( رمزيّة البواريد ) في هذا المسلسل الفقير فكريّا ، و سياسيّا ، و الغني بافكار
غبيّة ذات طابع نكدي ، بين رجال لايملكون الآ الثرثرة ، والعنجهيّة ، و المواقف المرتجلة .
كما سدّد هذا المسلسل ضربة لأخلاقيّة السيدة الشاميّة ، و سلوكيّتها ، ليعطي صورة مغايرة
أظهرتها ، و لأسباب تجاريّة بصورة المرأة المصريّة التي شوّهها المخرجون المصريّون
في مسلسلاتهم ، لنخرج (بفرانكشتاين ) نسويّ لا يشبه هؤلاء النساء ، و خصوصا في
تلك المرحلة من تاريخ دمشق .
ان أفكار النخوة ، و الشهامة ، و الرجولة ، و التي نفتقدها في زمننا هذا ، لعب عليها
هذا المسلسل ، و بدلا من أن يدخلها ضمن إطارها الطبيعي في تلك المرحلة ، أصبحت
سكينا لقتل كل ما هو جميل في دمشق اجتماعيّا ، و هو الأهم ، و قبرا ينهض منه كائنات
مشوهة ، و يدفن فيه كل ماهو جميل سياسيا ، و قوميّا .