نددت إيران الأربعاء بشدة ببيان وزراء خارجية جامعة الدول العربية بخصوص الجزر الثلاث المتنازع عليها مع الإمارات، أي أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ‘إرنا’ عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي تأكيده على ‘أن هذه الجزر جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية وتناول مثل هذه المزاعم الخاوية والمكررة في البيان يتعارض مع الحقائق التاريخية للمنطقة ولا أساس له من الناحية القانونية’.
واعتبر قشقاوي التدابير والإجراءات الإيرانية المتخذة في جزيرة أبو موسى ‘قانونية وتستند إلى ضوابط قانونية وحقوقية معتمدة من قبل إيران في هذه الجزيرة الإيرانية’، محذرا من ‘تدخل بعض المحافل من طرف واحد في الموضوع المتعلق بسيادة إيران الوطنية على أراضيها لأنه يشكل تدخلا صارخا في الشأن الداخلي’.
وأكد في الوقت نفسه ‘على إمكانية إزالة سوء الفهم بشأن الإجراءات التنفيذية المعتمدة في جزيرة أبو موسى وذلك في إطار المحادثات الثنائية ومن دون تدخل أطراف أخرى’، موضحا ان اتخاذ مواقف متفردة لا يساعد على إزالة سوء الفهم السائد.
كما اعتبر قشقاوي أن إثارة هذا الموضوع من قبل بعض المحافل بـ’الخطوة المشبوهة وتأتي في إطار إثارة الفرقة والاختلاف بين الأمة الإسلامية ولخدمة مصالح الكيان الصهيوني داعيا الجامعة العربية إلى التحلي باليقظة والحذر بهذا الشأن’.
وكان وزراء الخارجية العرب استنكروا الثلاثاء استمرار الحكومة الإيرانية في تكريس احتلالها لجزر الإمارات الثلاث، وانتهاك سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة بما يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة ويؤدي إلى تهديد الأمن والسلم الدوليين.
وأكد مجلس وزراء الخارجية في القرارات التي صدرت عن الأمانة العامة للجامعة العربية أمس، سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل مطلق على جزرها العربية الثلاث، وأيد كل الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها الدولة لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة.
وكان مجلس الشورى الإسلامي في طهران بعث بوثيقة إلى الأمانة العامة لاتحاد البرلمانات الإسلامية يرد فيها على ما اعتبره ‘مزاعم’ الإمارات بملكيتها للجزر الثلاث المتنازع عليها، مشددا على ملكية طهران لها.
وقال مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس كاظم جلالي ‘إن نواب مجلس الشورى الإسلامي أصدروا بيانا ردا على مزاعم مجلس الإمارات بشأن الجزر الثلاث’.
وقال جلالي إن هذا البيان ‘شدد على أن الجزر الثلاث إيرانية والوثائق التاريخية للمنطقة والعالم والتي تعود لآلاف السنين تؤكد تسمية الخليج الفارسي’، مشيرا إلى أن النواب ‘عبروا عن أسفهم لموقف أعضاء مجلس الإمارات ورفضوا كل الادعاءات التي لا أساس لها لحكومة دولة الإمارات وطالبوا بتغيير موقفهم بشكل جاد نظرا للعلاقات وأواصر حسن الجوار بين البلدين’.
وأكد على أن نواب مجلس الشورى ‘أعلنوا دعمهم الحاسم للسيادة الوطنية ووحدة الأراضي الإيرانية ورفضوا بشدة أي موقف يمس حتى شبرا واحدا من التراب الإيراني’، متهما الإمارات بمحاولة ‘إثارة أجواء كاذبة وغير مبدئية من خلال طرح موضوع الجزر الإيرانية الثلاث في المحافل الدولية’.