عشتروت
أنا امرأة الإحتراق .. وأمرأة التشظي
-أكتبك باحتراقي وتقرؤني بانطفائك! أكتبك بكل تعقلي ووقاري
فتقرؤني بكل جنونك .. لا مبالاتك ونزقك
-أكتبك بأظافري وشما فوق لوح عمري وقدري
-فتكتبني فوق الريح .. على رمال البحر وعلى دخان سجائرك وباقلام رصاصك
-حضورك يجعلني أقف على أطراف أصابع انوثتي متكئة بعصا رجولتك
-وأنت معي تقف على مفترق جنوني وعلى مشارف قبلة وحافة شهوة وغصة لهفة لتمحو ملامح انوثة جسد رسمته ريشة فنان مستشرق وعاشق محترف برومانسية رائعة
-بت لا أعي هل الجنون قمة التعقل .. أم التعقل قمة الجنون ……؟!
-عشت معك بوهيميتهـما .. سورياليتهـما .. غموضهـما .. غربتهـما وتشردهما معا
-تجوس فوق هضاب ووديان وشطان جسدي لاكتشاف قارة جديدة للأنوثة فيه لتعيد صياغة مصطلح عصرالجواري والحريم بأسلوب ”إلاستشراق جنسيا“
-وأنا ابيح لك ذبح إنوثتي لتعرف ان المرأة ليست هامشا في مسودة كتاب الرجل الشرقي
-أنا أتدفق عشقا منذ أول قصيدة شعركتبتها لي لتستفز بها انوثتي وتحرضها للثورة علي
-وأنت تنظر الى جسدي ببلادة كاهن معبد ..فنان تكعيبي .. مفكر بنيوي .. ومستشرق واقعي
-أتحسس شفتيك لتشي لي بسر كونك قديسا لا رجلا ولست بشيطان جُبل من صلصال آدم أوخرافة الهة
-وأنت تطلب ألآ أكون امرأة وأنثى بل محظية عشق ومخصية عقل بجلباب شفيف لشبه امرأة
-نصفي ثلج ونصفي الاخر نار نصفي جارية ونصفي الاخر الهة وقديسة
-أقرأ في أصابعك قدر نساء سبقنني إليك وكم إمرأة تركتَ في ذاكرة جرحها اثارغصة عشق لم تعشها معك .. ظلت مخبأة في كهف جرحها وصمت دموعها .. فأتعامى لابرر لك فعلتك
-وأنت تتحسس بشكك شفتي لترى كم شفة لرجل مرت فوق تلكم الشفاه
-تتلمس يدي لتعـرف كم عاشقا ترك اثار دفـئه فوق يدي وعن ظلال بقايا رجل ظلت عالقة بأثوابي هناك
-وأنا أمسك كفيك لاقرأ فيهما قدري وأحصي كم من القبل زرعت فوق خطوطهما وكم من دفئك ارضعتهما
-وأنت تبحث في مسودات نصوصي عن رجل ترك بصماته فوق حروف قصائدي
-تسرح لي شعري لتحصي أثاربصمات وجوه رجال ضموه بعشق
-اَتيك مضمخة بالحناء والصندل والخزامى والبخور وعطر انوثتي لاكون بين يديك من أجمل النساء
-وأنت تسألني عن عطري المفضل وتستنطق قواريرذاكرة عطوري ورماد بخوري ومنفضة سجائري لتشي لك باسرار بوحي وعشقي لرجال سبقوك إلي
-وأنا ما استهواني غير عطر يديك ورائحة تبغك ودفء خريفك ورماد إنطفائي فيك
تستدرجني لأشي لك بتاريخ بوحي واسرار عشاقي
لتدينني وتكفرني .. وتشطبني من أجندة نسائك
-وأخشى ان صمتٌ وسكت جسدي عن الكلام الشهرزادي الالفي المباح
-تنادي على سيافك أول الصباح ليستبيح ذبحي على مقصلة ضعفك وعجزك أمام غواية سردي لتتوضأ بدمي
-فلن تعي بانني عطش مائك و مرايا ليلك المهشمة التى ترى فيها قدرك .. ووجهك ووجهي
-ولن تعي بانك .. أنت ”نطقي وصمتي“ و ” انبعاثي وإحتضاري“
و ”وصحوي وجنوني“ و ” مدنسي ومقدسي”
-ورمحي الافريقي وخنجري اليمني وسيف الساموراي الذي يجرحني ببرود كاهن بوذي
-لتسكت بوحي وصوت عقلي وتمردي واعتراضي وتخرس جرأتي ورفضي الاختباء وراء اصابعي وبراقعي وتعيدني الى خِدْري وخَدَري كي أكون سبية محظية في هودج الحريم وجارية من جواري سلطان عصرك
-يامن أدمنت فيك عشقي وتوحدي .. جنوني وإحتراقي
-تعال ومرر أصابعي فوق شفاهك ..علم أصابعي لغة ”اسبارينتو“ القبل وعولمة العشق ولاوجودية عدمي
-مررشفاهك فوق شعري وعلمها كيف تكتب نوتة لسوناتة عشق ”لبحيرة البجع“ بأصابعك وسيمفونية تاسعة على ” ضوء القمر ” لعينيك
-وأنا وأنت .. إمرأة الاحتراق .. ورجل الانطفاء
-جسدان…. لا نعي وجودنا وجنوننا ….خارج الزمان والمكان في منطقة منزوعة الوعي
الا من جسدين وحلم وفنجان قهوة وسجائر
-جسدان يرتديان بردة الجنون وعري التعقـل وحلـما لايشبهه أي واقع وأية خرافة اسطورة
-أتمدد على هامش جسدك وأفترش عمري .. تختلط حدود تما س كل منا مع حدود تماس الاخر
-فلن تجدي مواثيق فك ارتباط ولا ترسيم حدود ولا إتفاقات عشـق
-وأنت تبصم على مسودات إعادتي إلى عصرالحريم وتنظر لي بشفقة كسلطانة منسية في أدراج تاريخ نسائك
-فبعد كل الذي كان … وما كان له أن يكون ليسكت فينا الاعتراض والرجوع الى نقطة الصفر
-ترى أي منطقة براكين وحقول الغام مسورة باسلاك تهويمات عشق وعصر رومانس ولجنا…..؟
-فلم يعد بيدي الا أن اتشربك همسا وشبقا وأن أمتصك في مسامي
-وأنت تشهقني قبلة وتزفرني دفئا فانطفئ وأتلاشى رمادا مع هشيم فتاتي وإحتضاري وانكساراتي ما بين ختان جسدي واخصاء عقلي وتكفير فكري
-غير أنك بعد كل إحتراق تُبعث من رمادك لتعاود إحتراقك وإنطفاءك بي
-لأحصي أثار إعصارك وطوفانك على شعري .. صدري .. وجهي .. شفاهي ويدي
-لنكتب أجمل قصيدة عشق تحفرها بلهاثك على جسدي نسميها … ”عري القوارير“ و“ وبوح الحريم“
-تستفز قلمي لاكتب إليك نصا لا يشبه نصوصي .. وقصيدة عشق تشبع بها غرورك ونرجسيتك
-كي أملأ قلمك من دمي بحبر اللهفة والحب لتكتب لي معلقة عشق بمخيال ورقة شاعر جاهلي
-أنا منهمكة أكتب لك معلقتي الاخيرة ياأروع سلاطين عصري بكل لغات العالم وعشق الارض
-لأعيد قراءة ”قصة الحضارة ” بين يديك وابدأ ” حوار الحضارات ” معك وأختم في عينيك ”نهاية التاريخ“
-وانت تبحث في الكتب الصفراء عن ”نزهة الخاطر في الروض العاطر ” لتعيش عصر حريمك “الف ليلة وليلة ” وتطوق رقبتي باشعار ابن حزم الاندلسي وتقرئني ” الامتاع والمؤانسة” ثم ترحل عني ” عابر سرير” الى امرأة اخرى اتشظى ما بين “فوضى حواس” موؤودة و “ذاكرة جسد” مثقوبة ومستلبة الملم فتات جسدي من على مقصلة كبريائك وشهواتك
-يانطفة أمشاجي … يامن مجنتني من إنكسار ضلعك كي أكون ويامن خُلقت من نطفي كي تكون
-تعال وعقلن جنوني بك .. ولا تفسد ذائقة انوثتي … يامن صرت لي جلدي وصرت لك جلدك وبردتك
-فلا فرق معي ان كنت أنا التي أكتبك أو أنت من يكتبني .. أو أنا التي أقرؤك أو أنت من يقرؤني
فدعني………………أكتبكَ باحتراقي ولا تقرؤني بانطفائك
Vienna-Austria