د.كمال متولي
عجبي علي نظام يفتقد مقومات أي نظام فكون أشبه بثوب خلق لا يقي قصة برد أو لحة حر
د.كمال متولي
عجبي علي نظام يفتقد مقومات أي نظام فكون أشبه بثوب خلق لا يقي قصة برد أو لحة حر بل حتي يعجز عن ستر عورة.
عجبي هلي نظام سياسي يقوم علي أعمدة رأسمالية تغولت غرائزها, لا تستثمر مدخراتها وأموال المودعين تحت أمرها محملة بقروض منه غير مخلصة له كل الطرق استباحوها بل وتفننوا فيها من أجل الاكثار من المال وعوائده مع انفاق رسفهي جنب القيم تماما وتفرغ لشهواته ونزواته ويعلم يقينا أنه تحت ساتر من النظام يصونه وحين تضيق به الأمور تدبر له سيل الافلات أو ينطلق بطائرة خاصة أو يخت خاص رابض في انتظاره وما جمعه من أموال ينتظره في الخارج ولينعي المودعون في القنوات الشرعية حظهم العثر في الثقة في تلك القنوات التي لم تصن لهم ودائعهم بعد أن صارت ديونا معدومة!
دفعني الي هذا سيناريوهات عبثية تدور والقاعدة الشعبية فاتحة فاها يتساقط منه قطرات من لعابها وقد أعيتها الحيل بعد أن أصابها اتهميش والتحجيم بالبلادة. شاهدنا جميعا استعادة رأسمالي من البارزين في الحزب الحاكم والذي يكاد أن يكون محتكرا لسلعة استراتيجية مؤثرة علي الشعب, أقول استعاد مشروع قانون حول الاحتكار بعد اقراره لاجراء تعديل عليه, وتم له ما أراد, رأسمالي من ذات الحزب الذي احتوي الدولة عبث بصحة المرضي من خلال منتجات غير مطابقة وغير أمنة وبوسائل غير مشروعة لدرجة أن المسئول السياسي عن الوزارة سارع بالدفاع عنه فور نشر الوقائع, ووجهت اليه النيابة بعد أن أتمت تحقيقاتها اتهامات, وبعد تبرئة المحكمة له سارعت النيابة الي الطعن في الحكم بمسبباتها, وثالث رأسمالي من رموز الحزب الوطني يقتل في نزوة عاطفية صديقته وصديقه وزوجنه ثم ينتحر! ورابع ييسر له ولنجله الهرب من البلاد وفي عنقه أرواح ألف ويزيد من ركاب عابرة متهالكة انتهت صلاحيتها وحملت فوق طاقتها وقدرتها … لا يسأل وعلي الجانب الآخر يصدر حكم بحبس رئيس قصور الثقافة عند احتراق مسرح بني سويف وهو غير مسئول عنه أو مشرف عليه! … ثم نجد عضو بارز في الحزب وفي أمانته السياسية ومن حيتان الأراضي التي سعت اليه بأبخس القيم ويبيعها بأسعار فلكية خارج قدرات المجتمع يتهم بدفع مليوني دولار أي أحد عشر مليون جنيه لقاتل مأجور ويشفي غليله من امرأة أهملته وفضلت عليه آخر!!! … ومأساة الدويقة الشعبية العشوائية في حضن الجبل وقد أطبق عليها ماثلة للعيان, لو كان لأصحاب هذه النزوات قيم تعلو الغرائز أو تتفاسم معها المساحة لسارعوا مع بداية أنشطتهم بأداء حق المجتمع عليهم وأحيوا الدور الاجتماعي لرأس المال والذي كان موظفا بكفاءة قبل حركة 1952 ولتناقصت الكوارث الاجتماعية التي يخشي وصولها الي حافة الانفجار ويذهب الجميع الي الهاوية… لم يتوقف المسلسل فبالامس حقق مع رأسمالي قيادي في الحزب الحاكم وعضو السلطة التشريعية ووجه لامع في المسارعة بالتبرع مرة في احدي مدن القناة وأخري في القاهرة, أقول يتردد أنه موضع مساءلة بزعم افساد ذمة قاضي حتي يصدر الحكم لصالحه!
أكاد أسمع في أذني أصواتا تردد “أخي بلغ الظالمون المدي” فهل سيجتاح لظالمون القاعدة الشعبية كما فعلت اسرائيل؟ أم أن الشعب سيسمع النداء ولا يمكّنهم من بيعه يلا ثمن؟
استعان العضو القيادي البارز في الحزب الحاكم بقاتل محترف مأجور, وهنا وقفة, هذا القاتل المحترف ليس من فئة البلطجية أو أصحاب السوابق أو المسجلين خطر, بل هو ابن مؤسسة نظامية صناعتها الأمن شأنها شأن غيرها من المؤسسات في انحاء العالم التي تؤمن المجتمع ضد أي عمل يتسم بالخيانة أو الغدر أو الارهاب, وفيها جميعها وحدات اقتحام منازل ووحدات اقتحام مركبات ووحدات التعامل مع الارهاب الدولي وتصفية مجرميه تصفية جسدية, وهي تتلقي تدريبات بلغة الصعوبة باهظة التكلفة, وفي مدارس متعددة بحيث تكفي الاثني عشر دقيقة التي ذبحت فيها المغنية لذبح أربعة … الله أعلم حيثما تلقي هذا الضابط المستقيل تدريبه ÷ وبفرض أنه لم يتلقاه في مؤسسة أمنية ومن خلالها الا أن الواقعة تدق ناقوسا بالغ الأهمية ألا وهو أن معادن الناس المؤهلة للتدريب علي مثل هذه العمليات يجب أن تكون شديدة التمسك بعدم ارتكاب جريمة وأن التصفية الجسدية المكلف بها تكون لمن عاث في الأرض فسادا وتنقل في البلدان وصعب القصاص منه لينال علي يد رجل الأمن المكلف جزاء ما قدمت يداه من سفك دماء أبرياء, ويستبعد تماما من المؤهلين للتدريب من تعلو غرئزه قيمه حتي لا يحمل أحد وزر تدريبه. صحيح أن النفس أمارة بالسوء والقلوب قلّب إلا أن المسئول غليه أن يعقلها ويتوكل ليكون قد أراح ضميره.
أمور تقطع بأن هناك خللا جسيما في بناء النظام السياسي وبعض المكلفين برعاية شأنه وأن هذا الخلل كاد أن بضع الجميع علي حافة الهاوية من ثم سعي كثيرون لينذروا الحزب الحاكم بأنه قد أزفت ساعة خلع قميصه عن الدولة سليما ويحترم رأي القاعدة وهي في نظرهم السبيل الوحيد حتي يظفر بهذا القميص سليم أو بأقل درجة من التهلكة.
في تصوري أن التمسك بالسلطة حلم كثيرون لأنها زينة الحياة الدنيا وزينت شهواتها لهم, إلا أن غريزة حب البقاء هي أقوي غرائز الانسان علي الإطلاق فكيف يعطلها من أجل لذة شهوة السلطة؟
عحبي علي من باع أمنه ليشبع غرائزه مع علمه بأن فيها حتفه.