قبل أكثر من عقد كان من الصعب على المشاهد رؤية امرأة إيرانية تقود سيارة عمومية، أما اليوم فقد بدأت عدة شركات لسيارات الأجرة بتوظيف نساء وراء المقود في خدمة حصرية موجهة للنساء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفي تقرير نقلته صحيفة “ذي ناشونال” الإماراتية الناطقة باللغة الإنجليزية أوردت مراسلتها تجربتها في سيارة تقودها إيرانية في شوارع طهران المكتظة، حيث بدت السائقة سيما هيدايات مرتاحة جداً وراء المقود ومسترسلة في الكلام.
وتشرح الإيرانية “أحمل شهادة جامعية في علم النفس الإكلينيكي، إلا أن إيجاد عمل كان صعباً جداً في مجالي. وأخيراً وجدت وظيفة في مكتب حكومي وعملت هناك لعام إلا أنني لم أكن سعيدة.. احتجازي وراء مكتب ليس شيئاً أرغب به.”
وبشأن عملها كسائقة تضيف الإيرانية هيدايات (34 عاماً) وهي أم لطفلة “إنني سعيدة وفخورة بما أقوم به الآن، لدي دخل أفضل بكثير أيضاً..”
إلا أن العديد من المراقبين يتخوفون من أن تزيد هذه “الحرية” ظاهرة الفصل بين الجنسين في البلد المتشدد، مع الإشارة إلى أن الجنسين يتنقلان منفصلين في الحافلات العمومية، غير أنه وقبل السماح للمرأة بالقيادة لخدمة زبائن من الجنس اللطيف، فإن ركوب سيارة الأجرة كان ومازال مختلطاً وإن أصبحت الخيارات أوفر حالياً.
فقيادة سيارة الأجرة اعتبرت دائماً بأنها وظيفة ذكورية كما أن العديد من الأسر المحافظة تعتبر قيادة المرأة لسيارة أجرة أمراً غير مقبول، وفق قول المدرّسة تارانيه صالحي (42 عاماً).
وتضيف “العمل في شركة لسيارات الأجرة المخصصة للنساء سوف ييسر النجاح للمرأة بمقاومة أسرتها والمجتمع..”
ورغم عدم وجود أي قانون في إيران يمنع المرأة من قيادة أي نوعٍ من الحافلات، إلا أن التقاليد كانت دوماً ضد ذلك، غير أن الأمور حالياً بدأت تتغير بسرعة، إذ أصبح هناك سائقات حافلات في طهران، كما أن هناك عدة سائقات لحافلات لخارج المدينة.
وتقول صالحي “سنرى قريباً نساء وراء مقود معدات ثقيلة أيضاً” مستعيدة تقريراً أوردته إحدى الصحف حول قيادة امرأة شاحنة بـ18 إطاراً داخل وخارج إيران.
يُذكر أن أول شركة سيارات أجرة بقيادة نساء أسست عام 2002 في مدينة “قم” على بعد 137 كيلومتراً جنوب طهران، لتلحق في ركابها العاصمة ومدن أخرى حيث يتم طلب السيارة عبر الهاتف.
يُشار إلى أن الذكور فوق سن الرابعة عشرة يمنعون من استخدام هذه الخدمة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2005 تأسست أول شركة من هذا النوع تستخدم جهاز الراديو للتواصل مع السائقات في العاصمة الإيرانية، إلا أن السيارات الخضراء التابعة لهذه الشركة أصبحت تعمل الآن في مدن أخرى مثل كاشان وأصفهان وزهدان حيث الطلب يتزايد فيها. ففي طهران لوحدها بلغ عدد سيارات الشركة أكثر من 800 سيارة أجرة.
ومن المخاوف الأخرى لدى الأسر المعارضة لقيادة المرأة سيارة أجرة هو مسألة الأمن، إلا أن هيدايات تقول إن الشرطة والشركات يمنحان السائقات حماية جيدة.
وتقول “في أحد المرات وجه لي سائق بسيارة أجرة مجاورة لسيارتي سباباً خلال ازدحام السير، وعندما رفض الاعتذار اتصلت بمفتش الشركة عبر جهاز الراديو ومهمته القيام بدوريات إلى جنب الشرطة، وقدم مع الشرطة خلال دقائق. وقد أجبر السائق بالتوقيع على مذكرة متعهدا عدم التعرض للسائقات..”