بقلم : منذر ارشيد
أخواني اخواتي القراء …ذهب البعض إلى القول أن سرد مثل هذه الأحداث مُضر
بقلم : منذر ارشيد
أخواني اخواتي القراء …ذهب البعض إلى القول أن سرد مثل هذه الأحداث مُضر بالعلاقات العربية ” وهونبش لمئآسي الماضي “
فأقول : إن ما أسرده يكاد يكون مذكرات شخصية رغم أنها تدخل في سرد أحداث تاريخية “ولو لم تكن في سياق الوضع الفلسطيني لما أدخلت الخاص بالعام ” من هنا ما أسرده عن أسرتي مثلا ليس خاص بي لوحدي لأني لم أكن في نزهة ولا رحلة عائلية “بل كنت في عمل وطني تداخلت به كل خصوصياتي ” أما موضوع الضرر..! وهل في هذا السرد ما يَضُر ونحن نحاكي التاريخ بحقيقته ..!!
كل ما في الأمر أننا نريد ان نضع هذه التجربة لكي نقيم ماضينا ونجعله عبرة لحاضرنا ومستقبلنا ” وما مرَ من أحداث قد مرَ وانتهى ” ولا يمكن أن تعود ولو إجتمع كل الكتاب على سرد ما حدث
فالظروف إختلفت والنفوس استيقنت أن الفتنة ما كانت إلا ولها أسبابها ودوافعها “نسأل الله أن يمكننا ان نتجاوز كل ما يضر بشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية
………………………………………..
بعد أيام دخل علينا أول أيام شهر رمضان المبارك
في اليوم التالي للحادثة شعرت بألم فظيع في صدري وكنت أكح بقوة وينقذف الدم الحي من فمي ”بدأت أصرخ صراخاً مراً
كان يمر بعض الجنود وينظرون إلي ويقول بعضهم روح الله لا يقيمك بركي بتموت وبتريحنا من شرك
كنت أشعر ان أضلاعي تتحرك داخل رئتي
تذكرت أمراً حدث أثناء ضربي ” تذكرت أنه جاء رجلً ضخم له كرش كبير وعرفت بعدها أنه الطباخ
كان ينظر إلى عملية االضرب من بعيد وكنت رغم الضرب أقول فقط لا إلاه إلاالله ”شعروا بغيظ وكانوا يصرخون ….وقال أحدهم بيفكر حاله بلال واحنا قريش “ ما ظل إلا يقول ( أحد أحد ) …ولك عيط إبكي “
فجاء الرجل الضخم وقال إبعدوا عنه فجرني إلى جانب درج وصعد فق درجتين وقفز على صدري ”وغبت عن الوعي ولم أشعر بعدها إلا وأنا في الزنزانه
أعتقد أنه قد تكسرت أضلاعي
أخيراً نقلوني إلى المستشفى العسكري في ماركا
وأجروا لي صورة أشعهة أظهرت أربع أضلاع مكسورة
وبينما كنت على السرير وإذا بطبيب يقول ..ولك مش إنت السفاح الي طلعت على التلفزيون ..!!
فقال الحارس المرافق لي : نعم يا سيدي هذا هو ملعون الوالدين
فخرج الطبيب وعاد ومعه بعض الممرضين وانهالوا علي ضرباً وحتى الحارس شاركهم بعد أن وضع ((((بندقيته بجانب الحائط )))) ..!!!
(حدثت أشياء رهيبة أثناء ذلك لا أريد سردها لأنها لاتُصدق ) إستمرت زهاء نصف ساعة حيث دب الرعب في المستشفى إلا أن تدخل … مدير المستشفى الدكتور داود حنانيا بحنكته ” وجه الله له كل خير”
ولا أنسى الدكتوره ( نوارحسني فريز) والتي سميت إبنتي بأسمها لما قامت به من عمل إنساني رائع
المهم عدت إلى السجن مع بعض الأدوية والإبر للألتهابات وانتهى الأمر بسلام ….إلامن آلام بدأت تخف تدريجياً بعد تناولي للعلاجات بانتظام .
بعد أيام لاحظت أن تغيراً حدث في السجن
تغير الحراس وما عدنا نرى الجنود من الشباب الصغار” وكأن الحادثة غيرت في الأمر شيئاً ما .!! أو لأن رمضان هل علينا بنفحاته الطيبة
بفضل ٍ وكرم ٍ من الله سبحانه وتعالى …
في اليوم الثاني من رمضان وفي جوف الليل يفتح جندي طاقة الزنزانه التي أقيم بداخلها
وبصوت عالي يقول : شو أسمك يا مخرب….. هل أنت فلان.!!
قلت : نعم أنا فلان ولكن مش مخرب
قال : يخرب شرك يا زلمه ” قاتل خمسة عشر واحد ” وقالع عين جندي وبتقول مش مخرب .! هاظا كيف لو إنك مخرب “””كان خربت العلم .
إعتقدت في بداية الأمر أنه يريد أن يصب حقده ونكده علي كسابقيه من بعض الجنود كالعادة ” ويسهرني للصبح في نكد وبهدله وشتائم وممكن ضرب .!
فكنت جافاً معه ولم أعره أي إنتباه في بداية الأمر
قلت :إسمع إذا جاي ترمي بلاك علي ..! إنصرف من وجهي وسكر الطاقة روح يا عمي شوف لك شغلة إشتغلها أفضل لك مني وانا مش ناقصك
قال: هي هي هي هذا عصبي والله “أي قوم أخلعني بكس بلكي قلعت عيني اسمع والله انت غلطان فيي وانا جاي أتعرف عليك .!
أي أنا ما صدقت إني أصيل السجن حتى أشوفك ”كنك مش داري عن حالك ..! ما أنت حديث الناس
(السفاح الكبير)
قلت : أنت غلطان وكلامك غير صحيح لم أقتل أحداً والجندي لم أقلع عينه هو اللي اعتدى علي دون أي سبب
قال: ول ول ما أكذبك يخرب شرك “ هذا كيف لو إنك في بلد ثانية ..!!
اللي بيسمعك بيقول أنه هو اللي قالع عينك ” هييييي ولك يا مخرب اسمع تا اقول لك
أنا شفت بعيني ما أحد قال لي …أنا شفت الجندي اليوم في المستشفى العسكري وحالته حاله .!
ولك عينه رايحة …من شروشها ” بس بدي تقول لي وتعلمني
(ظرب البُكس ) وكيف الواحد يضرب البُكس و يخلي الثاني ما تقوم له قايمه” ترا في واحد في البلد إزعر ومغلبني وبدي أشمطو بُكس بس خايف يناولني بعدها شبرية …..لأنه دائما حامل شبرية وبيضرب ما بهمو حدا ” وبخاف يجيب آخرتي
بويش ظربته ها.. وكيف …بيقولوا هاي فيها فن وتدريب !!
قول لي إنت ملاكم ومصارع مثل ما بقولوا عنك ..!
بس والله ما هو مبين عليك ..!! ما انت مثل الفَسيخه
وإذا بنفخ عليك أنا يا هالعبد الفقير…. بطيرك….
( نزل وزني ما يقارب عشرين كغم خلال فترة اعتقالي الأولى )
وأعتقد أني لم أتجاوز ال 55 كلغم حينها بينما كان وزني75 كلغم…
الرجل يتحدث بسجيته دون تكلف وبأخف دم للبشر” ويصلح أن يكون على خشبة المسرح كأي فكاهي كبير…
((من النوعية المرحه جداً عرفني على نفسه بإسم ابو حسين المومني ………عمره في بداية الخمسين
قال …بتعرف إن الجندي أبو عين مشلوعة كل ما زاره واحد بيقول : إنه لو بيطلعلك في المي ِ إلا يقتلك “” وترا دير بالك …ممكن ييجيك متخفي لا تستقبل احد…… ترى أنا بنبهك ها
قلت : وين أستقبل يارجل أي أنا عندي دار أستقبل أحد .!
قال :ولك يا عمي لع ممكن يجيك من الباب للطاقة مثلي ” و انت ما تعرفه أو يبعث لك واحد من قرايبه ما هم كلهم بالجيش
بيجيك هيك مثلي … ويقول لك قرب جاي
ما تقرب خليك متداري ولاتوقف مقابل الطاقة يعني هان هان
(وأشار إلى الزاوية المخفية) ترا ما بتسعى والا طاخك
قلت: يا عمي الموت واحد والرب واحد وبعدين بدي اقول لك ما انا محكوم إعدام وخالص يا عمي أنت بتفكر أن راح أعيش تا يطخني وبعدين الطخ أحسن من الشنق
قال أبا يييييه هاي إنت قلتها وانا ما كنت حابب أقولها إلك حتى ما أخوفك
مادام إنت قلتها بلسانك معناها نودعك من هَسَع يا عمي ….
الحقيقة… كان كلامه مضحكاً وتعابير وجهه مريحة وفيه برائة وتشعر بصدق نواياه “ يتحدث على السجية كفلاح بسيط لا يعرف الغش ولا الخداع مما أراحني منه
طبعا هذا كله و كنا دائماً نشك بأي جندي أو أي شخص يحدثنا على اعتبار أنه مخبر لأ خذ معلومات حيث كنا ما زلنا في مرحلة التحقيقات
أعاد طلبه وقال بدي تعلمني الضرب بالبكس قول لي …وعلمني كيف ضربته ..!!!
قلت :: صدقني لا بعرف بوكس ولا غيره أنا إنسان عادي وكل ما هنالك إني عملت كذا وكذا ورويت له حكاية الطاقة كلها
قال : أباييي بتعرف أني لما بفتحها وجهي يبقى ملزق بيها ” وشو بدريني
يوم من الأيام الله يبعث لي واحد مجنون مثلك يروح ملبسها في وجهي
ترا بطلع خالص” ما بتحمل دفشه ومش مستغني عن عيني
قال: اسمع تا اقول لك وبجد …وما بمزح معك ….بيني وبينك …كل المعسكر هون بيقولوا الله لا يرده ….وكان شايف حاله عليهم ومش معجبوا احد ….قل لي ليش ..!!
لأن زوج أخته مسؤول وقائد كبير” وهو إبن شيخ وكان يغلط على الرتب اللي أعلى منه لأنه مركن إنه ما حدا بيقدر عليه
وعمره ما تحاكم رغم مشاكله الكثيرة ……. يا عمي واسطات ..!!
والله ما في واحد قال سلامته… الكل بيقول الله لا يقيمه ” كان مغرور وقليل أدب ولسانه مثل المبرد وزفر ما بيهدأ ولا بيسكت
لكن بتعرف إنت بعملتك هذه , إنك ريَحِتنا ..!
قلت : كيف ريحتكم ..!!
قال : بس أنت وقعتك كبيرة …وقعتك مع حامولة كبيرة وهو مدلل عن أهله وأبو شيخ والله ما انا داري كيف بدك تقطبها ….
أقول لك …….لازم أهلك يلفوا بجاهة عشائر على أهله” ويوخذوا عطوه وتصير صلحة …مهيي مش قليله المسألة ..هاي (عين) مش مزحة والعين بتعادل الروح
قلت له : أنا ما كنت أقصد,,,,,, وبعدين أنا دافعت عن نفسي كان مستلمني
على الرايح والجاي شتائم وبصاق “وبول ”وغيرها من الزعرنات
قال : اسمع تا أقول لك “ وما تقول لأحد ترى ”
ونظر حوله حتى لا يسمعه أحد وقال هامساً
ترى إدارة السجن قلبت السجن من يومها وغيروا كل الجنود الصغار …وجابونا نحن الكبار بعد قلعان عين صاحبك
ترى بقولوا الدكاترة بعد اسبوع أن ما تحسنت عينه راح يشلعوها .!لأنها بعدها ما إنشلعت ترا
قلت : شو اللي يشلعوها ..!
قال : يعني مش عارف عينه …. عينه يا زلمة…
يا الله …. حَظِر حالك انت الثاني وحَظِرْ عينك
قلت : عيني… ليش ..!!
قال: سمعت بدهم يطبقوا قانون( العين بالعين ) على دورك
بس عِنِدْنا في عَدل أكثر وقانون مليح “ راح يخيروك … بيقولوا لك
: بَدنا نخلع عينك ….أي عين بتريد نخلعها إلك …..الشمال أو اليمين “
شايف ما أحلى العدل عندنا …
أفضل منك إنت ..! رحت خلعت عينه بدون ما تشاوره
أي كان شاوره يا زلمه …”
بركي كان بَدو يِِِشلَع عينه الثانية ..!
كان سألته بالأول الله لا ويجسلك …..
لأول مرة أضحك من قلبي وبصوت عالٍ منذ اعتقالي ، حتى أن زملائي وقفوا على طاقات زنزانتهم وبدأوا يتسائلون شو الحكاية ..!!
وقال محدثي الجندي هو ( برتبه شاوييش )………
قال الشاويش : ناموا ناموا ما في شيء هذا صاحبكم إنجن بيتخيل المشنقه
نظر إلي وقال: متى بَدهم يعدموك
قلت : أنت أدرى مني بالك متى ..!!
قال : خليني أقول لك هسع بأيش إنت خدمتنا ..!!
قلت : نعم صحيح …ما قلت لي بأيش خدمتكم ..!!
قال : أنا واحد من الناس كنت أتمنى أني أخدم في السجن” ما قلت لي لويش …!
ترى الخدمة في السجن أحسن للجندي اللي مثلنا” بدل المعسكرات والشقا ولعانة الوالدين …ترى هان في ( فَيَيِ ومَيه ِوراحة بال )
ما تفكر مين ما يكون بصح له السجن .! هان بدك واسطات تا تنتقل للسجن
قلت : يعني أنا واسطتكم
قال: وانِت مش داري ..!! وِلا.. لويش أنا جاي لعندك من دون
المساجين .!! انت ما لاحظت إني من أول مناوبتي ما طليت على أحد غيرك ” اولاً من شان أشوف هالنضوي اللي جابني هان واقول الك ألله يسعدك …. وأستدرك قائلاً … أنا داري …كيف بدو يسعدك وانت رايح على المشنقة ..!
وشو بيدرينا تروح على الجنة ..! ما هو أعلم بيك
اسمع اسمع …من يوم ما قالوا لي أني منقول على السجن والكل يقول لي راح تشوف السفاح الكبير” وحتى أهل البلد وقرايبي وصوني عليك
قلت : شو وصوك علي… معقول ..!!
قال : اسمع يا سيدي … إللي قال لي…. جيب لنا أذانه “ واللي قال لي ظلك جِدْ بيه جدِْ بيه حتى تسلخ جلده عن لحمه
ملاحظة…. ( تم عرضي على التلفزيون الأردني ) قبل اسبوع
وفي الصحف وكان العنوان في احدى الصحف
( السفاح الخطير داقق المسامير ..)
وقد تم وصفي بابشع الأوصاف
قال أبو حسين : يا باييه قديش الناس ناقمة عليكم يا مخرين وعليك أنت بالذات …..بتعرف لو مثلا يبعثوك على قرية في الشمال … علي الضمان ما بظل على عظمك لحم
قلت : يا رجل والله اننا مظلومين يا رجل هذه دعايات
قال: لا مش دعايات والله انكم كنتم تمروا من قدامنا وانتم مثل العناتر وما أحد معبي عينكم ””” كنا نخاف نلبس الملابس العسكرية واحنا رايحيين على المعسكرات ” أي كيف لعاد ما قتلتوا وذبحتوا جنود في أكثر من مكان.. ما تقول لي شيء أنا بعرفه !!!
قلت : يا ابو حسين كان بيننا مدسوسين وكانوا يعملوا هيك حتى يخربوا العلاقات بيننا وبينكم
قال: مدسوسين..!! طيب ليش ما كنتم تتخلصوا منهم .! اي ما هم معروفين وكانوا عينك عينك يسرقوا وينهبوا ويقتلوا
طيب إنت إنت مش كنت تدق المسامير برؤوس المساجين ..!!
قلت : الله اكبر يا ابو حسيين أنا..!! والله هذا ما هو صحيح
قال : والله كل العالم ما الها حكي الا بيك وكل يوم بتسمع خبر عنك ويا عيني لما سمعوا عندنا بالقرايا عن الجندي اللي إنقلعت عينه “ترا هو من قرية بجنبنا وكل الحديث عنه
قلت : شو بيقولوا يا بو حسين ..!!
بتعرف أول أمس شو قال إمام في جامع ..!!!
وخطبة الجمعة كانت كلها عنكم ترى ….المخربون ….السفاحون ….اعداء الله …..الكفار ….. السكرجية ….الشيوعيون …..أعداء الله
بيقول عنك وذكرك بالأسم يا عمي اسمك صار علم
قااال الشيخ ….. هذا السفاح …..
لازم نطلب من الدولة تعجل بإعدامه وشنقه في ساحة الزرقاء أو إربد
هذا المجرم يا ناس هذا مش إنسان” بتعرف بيفكروك مارد ضخم لا
وقال الخطيب هؤلاء المخربين الكفار المجرمين وهذا السفاح الوحش الكاسر وهو في السجن يخلع عين جندي من أبنائنا ” وهونموذج لهؤلاء الوحوش
وشو قال كمان ….قال ….
يمد أصابعه التي مثل السكاكين وبخطفة سريعة يغرس أصابعه في عين الجندي ويشلعها ويأكلها وهو يضحك ..!
يا عمي صار اللي بدو يخوف إبنه يقول له ….هسع بجيب لك السفاح
قلت : معقول هذا الكلام يا ابو حسين انت بتتخوت وبتمزح مش هيك..!
قال : وأقسم بالله ان هذا الكلام سمعته من الشيخ
وأضاف يا عمي الناس أخذت عنكم فكرة يا لطيف ” بتعرف ….لو تعدمكم الدولة كلكم ما حدا بيزعل
نظر إلى يدي وقال : خليني أشوف اصابعك ” صحيح مثل السكاكين ..!! يخرب شرك والله اصابعك مثل أصابع البُبُو ياخيار…… يخرب شره هالشيخ ما أكذبه
قلت : حتى تعرف أنهم كذابين وأنها دعاية يا ابو حسين
قال : طيب الشيخ بيكذب مش هيك .! و إنت طلعت على التلفزيون صح .!! وقلت انك طخيت أربعة ….طيب لويش طخيتهم …!!!
قلت : جواسيس يا ابو حسين جواسيس واعترفوا” اثنين منهم أب وإبنه إعترفوا بقتل فدائيين كانوا جرحى بعد اشتباكهم مع العدو في الأغوار دفنوهم أحياء “ واللي اشتكى عليهم الزوجة وابنتها ” وهم فلسطينيين ولم يكن أي أردني يا ابو حسين…. صدقني وأقسمك لك اننا لم نؤذي أي أردني كل ما هنالك كان عندنا مساجين خونة منا وفينا وتم إعدام بعضهم وإطلاق سراح الباقي يوم المعركة
وبعدين حتى تعرف أني بريء من كل هذا الكلام ” في جندي من عجلون كان عندنا في السجن متهم أنه عميل مزدوج كان منضم للثورة وشى عليه بعض من كانوا معه وتم التحقيق معه مع بداية الحرب
واخذته من بين أربعة تم إعدامهم وأخرجته من بينهم بالقوة وتحت القصف رفض أن يُعدم “ لأنه أردني” وقلت ما يهمنا الفلسطينيين فقط .
أخذته الى خارج المنطقة بنفسي وأوصلته إلى أطراف عجلون بيدي ”وهو الذي تعرف علي في معتقل المفرق ولولاه لما عرفني أحد “
قال : يا عمي شو بينفعك إن صدقتك او ما صدقتك خلاص راحت عليك أنت معدوم معدوم شو بدي أقول لك ..!! مش حرام عليك وعلى شبابك .!
قلت: شوف يا أبو حسين رغم أن الأعدام حاصل ولكن عندي ثقة بالله بأنه سيحميني، لأني والله لم أقتل لغاية أو هدف شخصي بل دفاعاً عن الوطن
وكما أني أنقذتشخصا ً إعتقدت أنه بريء ” ألم تسمع قول الله تعالى (ومن أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً )
فقال: طيب ليش ما قلت إلي قبلها (من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعاً )
قلت: وأنت كمان حذفت من الآية (بغير نفس) وهذا يعني البريء وليس المجرم وهؤلاء كانوا قتلة ومجرمين وخائنين لله والوطن
قال: اسمع تا اقول لك ربنا أعلم بينا وبيك يا عمي” وأنا شو دخلني تصبح على خير
ذهب بعد حديث استمر إلى الفجر
في اليوم التالي وفي المناوبة الليلية ..وإذا بالطاقة تُفتح ويطل خلالها رجل جميل الوجه أشقر وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتبع ……..إلى اللقاء
منذر ارشيد