مع اقتراب موعد إحياء الذكرى السابعة لهجمات 11 سبتمبر/أيلول التي نفذها تنظيم “القاعدة” وهاجمت خلالها الولايات المتحدة الأمريكية، بثت قناة الجزيرة القطرية الاثنين مقتطفات قصيرة لما ورد في شريط مصوّر نسب للرجل الثاني لتنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بعنوان “حصاد سبع سنوات من الحروب الصليبية”.
وظهر في المقتطفات التي عرضتها القناة للشريط الذي مدته ساعة ونصف الساعة، دون الكشف عن الكيفية التي حصلت بها عليه، من قالت إنه الظواهري، وهو ينتقد مرشد الثورة الإسلامية الشيعي علي خامنئي.
وعموما، ورغم أن أجهزة استخبارات توقّعت بثّ عدة أشرطة لتنظيم القاعدة مع اقتراب موعد ذكرى هجمات سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، إلا أنّ الشريط لا يبدو على درجة مهمة من الناحية الأمنية أو التحليلية، ناهيك أنّ ما ورد فيه اتسم بالعمومية.
وانتقد المتحدث في الشريط ما أسماه “التحالف الإيراني-الصليبي، الذي يستهدف الأمة الإسلامية.”
وقال إنّ “الأمة تواجه حملة صليبية وفكرية وإعلامية، أدواتها حكام العرب والمسلمين وأجهزتهم الاستخباراتية.”
وقال المتحدث في الشريط إنّ “الحلف الإيراني-الصليبي سهّل غزو العراق وأفغانستان”، مهاجما المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، رجل الدين الشيعي علي خامنئي، قائلا إنّه “يتعاون مع الأمريكان على غزو العراق وأفغانستان، ويعترف بالحكومتين العميلتين هناك، وينذر من يمسّ ذرة تراب من إيران.”
وتساءل المتحدث عن سبب عدم صدور فتوى من رجال الدين في إيران “بوجوب حمل السلاح ضدّ المحتل في العراق”، قائلا إنّ الحقيقة “انكشفت بل التناقض، حيث أنّ الجهاد حلال في لبنان وحرام في العراق وأفغانستان” شانا هجوما عنيفا على نظام “ولاية الفقيه” الإيراني.
واختتم الشريط بالتعرض إلى الوضع اللبناني، حيث انتقد “حزب الله” معتبرا أنّ هذا التنظيم وزعمائه لم يحققوا ما أعلنوه نصرا في حرب 2006، حيث أنّ نتائجها أدّت إلى حماية إسرائيل ومصالحها.
وقال الظواهري في هذا الصدد “الغريب أنّ حسن نصر الله ما انفكّ يحتفل بالنصر كلّ عام. أي انتصار؟ هل هو التراجع 30 ميلا إلى الخلف؟ أو البقاء منزوع السلاح في هذه المنطقة؟ أو موافقته على السماح بقدوم 15 ألف صليبي للوقوف بين أي مجاهد في لبنان وإسرائيل؟”
ولم يسلم الزعماء السنّة من انتقادات الظواهري، حيث قال: “أولا لنبدأ من السؤال عن معنى أن تكون سنّيا؟” مستشهدا بشريط يظهر فيه زعيم كتلة المستقبل سعد الحريري، مذكرا “بوقوف السنة في لبنان مع الولايات المتحدة والجيش اللبناني ضدّ تنظيم فتح الإسلام في مواجهات مخيم نهر البارد.”
كما عرضت القناة القطرية لقطات قالت إنها من الشريط الذي حصلت عليه، تظهر فيها مقابلة مع “مجاهد يدعى الشيخ عطية الله” هاجم “مشروع الصحوات في العراق”، قائلا “إنها في طريقها إلى الاضمحلال.”
وتضمّن الشريط حوارا مع “مصطفى أبو اليزيد”، الذي تناقلت مواقع إنترنت مؤخرا رسالة له حول الوضع في أفغانستان.
وشنّ أبو اليزيد هجوما على “نظامي(الرئيس الأفغاني) حميد كرزاي، و(الباكستاني السابق) برويز مشرّف، الذي يحصد الآن ثمار انحيازه ضدّ الأمة الإسلامية.”
كما تضمن الشريط جزءا خصصه “للجهاد في المغرب الإسلامي”، حيث بثّ شريطا صوتيا قال إنّه لزعيم التنظيم هناك، عبد المصعب عبد الودود.
وتضمّن أيضا إشارات إلى الوضع في الأراضي الفلسطينية والصومال والشيشان، أين “يستمر أسود القوقاز في تلقين الروس دروسا في الشجاعة”، وكذلك التوتر بين روسيا وجورجيا، والذي تحدث عنه أبو يحيى الليبي.
والرسالة هي الثالثة التي تنسب للظواهري في الأسابيع القليلة الماضية، حيث نشرت له مواقع تهتم عادة ببيانات التنظيمات المسلحة، نعى فيها خبير الأسلحة الكيميائية بالتنظيم، أبو خباب المصري، بالإضافة إلى عدد آخر من القياديين، نتيجة قصف جوي أمريكي تعرضوا له بمنطقة “القبائل” المحاذية للحدود مع أفغانستان نهاية يوليو/ تموز الماضي.
وذكر الظواهري أن “أبو خباب” كان يرغب بتنفيذ علمية انتحارية قبل مقتله، مضيفاً أن “ركب” القتلى “مضى شاكياً لله ظلم الأمريكان وخيانة حكومة باكستان،” خاتماً الرثاء بأبيات شعرية من قصيدة “أخي” التي كتبها سيد قطب، القيادي السابق بحركة “الإخوان المسلمين” وأحد أبرز المراجع الفكرية للعديد من التنظيمات الإسلامية.
ومؤخرا أيضا، وجه الظواهري، انتقادات حادة للقيادات الباكستانية، في أول رسالة صوتية يصدرها الساعد الأيمن لزعيم التنظيم باللغة الإنجليزية.
وحث الظواهري في تسجيله الشعب الباكستاني على دعم الحركة الجهادية.
وجاء ذلك التسجيل بعد أيام من نفي حركة طالبان في باكستان تقاريراً متناقلة تتحدث عن مقتله أو إصابته.
ونفى مسؤول كبير في الحركة المتشددة في الثاني من أغسطس/آب الجاري التقارير الإعلامية الأمريكية التي أفادت بأن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ربما تعرض لإصابة خطيرة أو قتل في قصف جوي مؤخراً.
وكانت شبكة CBS الأمريكية قد أفادت بأنها حصلت على نسخة من رسالة من مصادر غير معروفة في باكستان تتحدث عن طلب طبيب للظواهري بالاسم، وتقول إنه في حالة “ألم شديد” وأن “جراحه قد أصيبت بالالتهابات.”