بعد دخول قوات الغزو الهمجي الوحشي الأمريكي إلى العراق عنوة واحتلاله وإسقاط نظام الحكم الوطني فيه واسر قياداته الوطنية وحملات التصفية الجسدية الشرسة التي تعرضت لها النخب الاجتماعية والكوادر المثقفة فيه والعمل الحثيث بأقصى الطاقات والإمكانيات المتاحة على حل التشكيلات السيادية فيه كوزارة الدفاع والداخلية ووزارة الثقافة والإعلام وتنصيب زعامات هشة وغير كفوءة لا تمتلك من أمر نفسها شيء وذات خلفيات بعيدة عن التيارات الوطنية وانفلات النظام والأمن , الأمر الذي أدى عمدا إلى تلف أو سرقة مستندات مهمة توثق لمسيرة الدولة العراقية على مدى القرون وخصوصا وثائق فترة الحكم الوطني التي يمكن أن يرجع إليها الباحث عن الحقيقة في تاريخنا المجيد , بهدف خلط الأوراق وتزوير الحقائق بشكل مدروس وتخطيط مسبق , والعمل على جعل هذه الزعامات بيادق شطرنجية بيد أكثر من جهة احتلت القطر وتعدد الولاءات فيها حسب جهة الاحتلال الساندة لها بين الولايات المتحدة الأمريكية والفرس وغيرهم وارتفاع شأن السطوة الصهيونية التي تسيطر على مصدر قرار قوات تحالف الشر والاحتلال والتي تكن كل السوء والشر للعراق وأهله …. بعد أن سادت في العراق شريعة الغاب وخشية على تلويث وتسميم أفكار الجيل الناشئ الذي لم يعي مرحلة الحكم الوطني في العراق بشكل كافي لابد من إعادة نشر الوقائع التي عاصرناها بشكلها الحقيقي بغية الحفاظ على تاريخنا الناصع البياض من الدس والتشويه والتزوير .
التقيت قبل أيام صدفة بزميل لي أيام الدراسة الإعدادية وعرفت انه الآن يعمل في حقل التعليم الابتدائي اعرف إن خلفيته شيوعية وهو يكره حزب البعث العربي الاشتراكي للخلفية التي يحملها ورغم إن الظرف الحالي الذي يتعرض له قطرنا العزيز يفرض على كل من يدعي التقدمية والوطنية تجاوز كل الخلافات لصالح الهدف الأسمى تحرير تراب الوطن من دنس العدوان فوجدته بوقا رخيصا يروج لصالح حكومة العمالة وتمرير مخططاتها وبطبيعة الحال حظه العاثر جعله يحول الحديث إلى نقاش سياسي بدأ بالهجوم على خطط النظام الوطني قبل غزو رعاع الأرض الأمريكان العسكري في بناء القطر فاعتبرها تبديد للثروات الوطنية مستعينا بمثال عن مفاعل تموز النووي حيث كان غير مبرر حسب وجهة نظره لأنه تعرض لضربة من القوات الصهيونية , ببساطة سألته على اعتبار انه يحمل فكرا تقدميا هل يعتبر إنشاء المفاعل النووي أمرا ضروريا لتقدم القطر تكنولوجيا ؟ فأجابني بدون تردد إذا كان للأغراض السلمية فهو شيء جيد ……. لاحظ عزيزي القارئ الكريم بعد هذا الذي جرى كله واعتراف الخبراء والسياسيين الأمريكان ومعهم كل المنظمات التخصصية العالمية بان العراق لا يملك أسلحة دمار شامل ولا أسلحة نووية لا يريد أن يعترف هو بذلك … !!! لا لشيء إلا لأنه يكره حزب البعث ونظام حكمة ,لاختلاف الفكرين في معالجة المشاكل الوطنية والقومية ومثل هذا الكثير الذين أعمى الله بصيرتهم فلا يستطيعون النطق بها لأنها تكشف زيفهم العقائدي وتوجب عليهم إدانة حكومة العملاء التي تبدد فعلا أموال وثروات القطر والتي يذهب معظمها إلى البنوك الأجنبية لصالح حسابات خاصة .
إن ما يتم طرحه الآن من خلال المنابر الإعلامية بشكل عام ومنابر المناسبات الدينية من قبل دعاة الطائفية التي تحاول استقطاب الشباب وتستجدي عواطفهم باستثارة النزعة الطائفية وتتزعم عملية تزوير الحقائق يبلغ أقصى درجات الخطورة التي يجب الوقوف عندها بشكل متأني وإعداد المناهج والخطط المناسبة والكفيلة بتحجيمها ومن ثم إنهاء تأثيرها وخصوصا عند الجيل الذي بدأ يدخل معترك الحياة الآن وعند من لا يجد فرصة للعمل تسد جوع عائلته مقابل ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش سوى تقديم رشوة مناسبة لقبول تطوعه في ما يسمى بالجيش أو الشرطة , فإبعاد المنجزات الوطنية العملاقة التي قامت بها ثورة الحزب التي لا تعد ولا تحصى وعجزت كثير من الأنظمة الثورية في العالم الاقتداء بها وشيطنة الحكم الوطني وإظهاره بمظهر المعتدي خصوصا في صد الاعتداءات التي وقعت على القطر ابتداءا من تمرد مصطفى البرزاني وما تلاه من عدوان الفرس على العراق الذي استهدف عرقلة المشروع النهضوي القومي إلى موقف العملاء الرعاديد حكام محمية الكويت إلى العدوان الهمجي الأمريكي , حيث يتطلب الواجب الوطني والقومي توضيح الصفحات التي أعدتها قوى الامبريالية العالمية لهذا الغرض الهدف أمنها النيل من الحكم الوطني العراقي والنفاذ من خلاله إلى عمق الأمة العربية .
في بداية العدوان كانت القوى المعتدية ومن اصطف في خندقها تحاول التأسيس لبناء مجد كاذب من خلال الإساءة إلى حكم حزب البعث العربي الاشتراكي وتدنيس فترة عظيمة من البناء الحضاري الشامخ الذي امتد لخمس وثلاثين سنة مجيدة وتعليق أخطاءهم على شماعة تافهة أسموها ( أخطاء وسلبيات النظام السابق ) حتى مل المواطن سماعها وبعد أن تكشفت الحقائق للجميع وأثبتت الأحداث زيف ادعاءاتهم وأصبحت المقاومة الوطنية للجهاد والتحرير هي السيد الذي يثبت فعله قوله , أصبح لابد من الرد بعنف على كل الأقاويل والأباطيل التي يرددها ممسوخو الاحتلال وعملائه التي تحاول الإيحاء والربط بين العمليات الجهادية البطولية ضد المحتل وبين التفجيرات الإرهابية التي تطال مواطنينا الأبرياء ونستنكرها بشدة ونقف ضدها من جانب والاتجاه الجدي إلى احتضان جيل الشباب بكل الإمكانيات المتاحة وفتح جبهة جديدة تتبناهم وترعاهم وتبعدهم عن مرمى رواد الطائفية ومنابر الضلالة فنحفظ ديمومة الحياة التي يحاول عملاء الأجنبي خاسئين تجفيف منابعها بعد أن عجزوا عن اجتثاثها فينا من جهة ثانية .