أجرى الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، اتصالا هاتفيا مع الرئيس حسني مبارك، هو الأول منذ عام 2006، قدم خلاله العزاء في ضحايا الانهيار الصخري الذي وقع صباح أمس الأول في منطقة منشية ناصر بالقاهرة، وهو ما اعتبره مراقبون تتويجا للجهود التي تبذل حاليا لتحسين العلاقات بين القاهرة ودمشق.
وتواكب هذا مع الانفتاح المصري خلال الأسابيع الماضية – حسب موقع المصريون – مع ما يسمى بـ “محور الممانعة” الذي يضم سوريا وإيران و”حزب الله” وحركة “حماس”، والذي بلغ ذروته بتوجيه مصر الدعوة لقيادات “حزب الله” لزيارة القاهرة للقاء كبار المسئولين المصريين، بحسب ما كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من الحزب.
ونقل الموقع المصري عن مصادر سياسية، أن التحرك المصري يهدف إلى احتواء مخطط دمشق الرامي للسيطرة على منطقة الشمال اللبناني خاصة عاصمته طرابلس، التي تشهد اشتباكات طاحنة بين الميلشيات الشيعية المدعومة من سوريا و”حزب الله” والمسلمين السنة، خاصة المنتمين للتيار السلفي في منطقة جبل محسن بطرابلس.
يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة “السياسة” الكويتية عن جوانب مهمة عن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى بيروت مؤخرا وتحذيره الملفت من التداعيات الخطيرة للأحداث الأمنية الاشتباكات العنيفة في شمالي لبنان.
وذكرت الصحيفة في هذا السياق أن المخابرات المصرية كشفت مخططا سوريا لاجتياح شمال لبنان، ورفعت تقريرا بتفاصيل المخطط السوري إلى الرئيس مبارك الذي سارع بإرسال وزير خارجيته إلى بيروت لاحتواء التداعيات التي تهدد بإغراق لبنان من جديد في الدماء جراء الحرب الطائفية.
وأوضح التقرير أن الرئيس الأسد طلب من القيادات العسكرية في بلاده وضع خطة للاستيلاء على مناطق ومحافظات الشمال اللبناني المجاور للحدود السورية لتقديم الدعم والمساندة للأقلية العلوية الموجودة في جبل محسن في مدينة طرابلس وبعض القرى في عكار والذين تساندهم الاستخبارات السورية في قتالهم ضد السنة والقوى السلفية.
وقابلت مصر تلك الأنباء بمحاولة للتقرب من “حزب الله” قادها رئيس الوزراء اللبناني الأسبق عمر كرامي المقرب من المعارضة، والذي يحظى بعلاقات جيدة معها، حيث قام بجهود كبيرة بمباركة وموافقة السلطات المصرية لفتح قنوات الحوار والاتصال مع الحزب الشيعي والقوى الشيعية الأخرى.
وتستهدف القاهرة من ذلك التحرك إحباط المخطط السوري الرامي للاستيلاء على طرابلس ومناطق الشمال التي تعد أكبر معاقل المسلمين السنة في لبنان وضمها إلى سوريا، قبل بدء ترسيم الحدود بين البلدين وتبادل السفراء وافتتاح سفارتين في كل من دمشق وبيروت.