أثار انتشار صور لمقاتلين من مسلحي طالبان وهم يرتدون الزي العسكري لعشرة جنود فرنسيين قتلوا في أفغانستان الشهر الماضي ردود فعل غاضبة في باريس. ففي عددها الأخير نشرت مجلة “باري ماتش” الفرنسية صوراً لمسلحي طالبان قائدهم العسكري “فاروقي” وهم يرتدون ملابس الجنود الفرنسيين القتلى ، وخوذاتهم، ويحملون بنادق فرنسية وأجهزة اتصال من نوع “ووكي توكي.”
ويزعم فاروقي، الذي يتراوح عمره بين 30 و35 عاماً، في التحقيق الذي تناولته المجال أنه قاد مجموعته المقاتلة في الثامن عشر من أغسطس/آب الماضي، ونصب كميناً أدى إلى مقتل الجنود الفرنسيين العشرة، إضافة إلى جرح 21 آخرين في مقاطعة “ساروبي” على بعد نحو 64 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة الأفغانية، كابول.
ويعد هذا العدد من القتلى الفرنسيين الأكبر منذ ما يزيد على 25 عاماً.
وقال فاروقي إن المنطقة “منطقتنا” وأن الهجوم كان مشروعاًَ كجزء من الدفاع عنها.
وأوضح أن العملية لم تحتاج إلى الكثير من التخطيط العسكري، إذ تمت بعد أن شوهد الجنود الفرنسيين بوقت قصير قبل وقوع الهجوم.
وقال فاروقي إن الجنود الفرنسيين قتلوا لقضية تتعلق بالرئيس الأمريكي “جورج بوش” وأن فرنسا لم تعد بقية جنودها إلى البلاد، ولذلك فإنهم سيقتلون جميعاً.
وأشار فاروقي إلى أنهم (طالبان) سيواصلون القتال حتى آخر رجل.
واتهم وزير الدفاع الفرنسي، هيرف موران المجلة بمساعدة حركة طالبان، وقال متسائلاً في صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية: “هل ينبغي علينا أن نروج لحركة طالبان؟”
أما جويل لو بون، والد أحد الجنود الفرنسيين القتلى، فوصف للصيحفة الصور التي نشرتها “باري ماتش” بأنها “حقيرة وجديرة بالازدراء.”
من ناحيته، قال رئيس التحرير في مجلة “باري ماتش”، لوران فالديغي، مدافعاً عن المجلة وحقها بنشر التحقيق، إن ما فعلته “مشروع” بالنظر إلى أهمية الموضوع المطروح.
أما كاتب المقال والتحقيق، إريك دي لافارين، فقال إنه والمصورة، فيرونيك دي فيغوري، فقط من سمح لهم بمقابلة هذه المجموعة من عناصر طالبان، وأنه طرح أسئلته عبر شخص ثالث.