رداد السلامي
في اليمن لا بد أن تكون عرضة للسخرية والنبذ من قبل السلطة والمعارضة إذا ما انتقدت كليهما
رداد السلامي
في اليمن لا بد أن تكون عرضة للسخرية والنبذ من قبل السلطة والمعارضة إذا ما انتقدت كليهما ، أو تحدثت عن عن مدى الخلل المتجذر في بنيتيهما ، وكثيرا ما تصنف على أنك عميل امريكي أو بريطاني أو إيراني وهلم جرا من المفردات التخوينية التي يجيد العاجزون في السلطة والمعارضة نثرها دون خجل.
كمثقف وكاتب وصحفي عليك أن تكون ذو قلب قوي وإرادة فولاذية وأنت تمارس حقك في إبداء رأيك فيهما ،وتخدش بقلمك في مواضع العفن الفكري المستبد الرابض في عقليات لم تغادر بعد الكهوف المظلمة إلى النور المشرق في عالم بات مفتوحا وزمن من أهم سماته الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير ، وقول الحقيقية مهما كانت مرة ،أو لاتعجب الرموز المهيمنة والقوى التقليدية التي تتناوب الفعل والتأثير في السلطة والمعارضة ،وذات النفوذ والتقاليد الآسنة الممسوسة بها منذ الأزل، فالنظام السياسي اليمني القابع في منحدر الفشل ، والرابض من على بعد مسافات هي أقرب ما تكون إلى حافة الانهيار ، يستعرض قواه وقدراته في إذلال المعارضة وجعلها خادمة له تؤدي دورا “كومبارسيا” في مشهد انتخابي قادم بطله هو ، وبكل مقدرات الدولة وأجهزتها الامنية الخفية والظاهرة وخصوصا الاستخباراتية يبث شائعات القلق في أرجاء البلاد ويبشر الشعب بالويل والثبور إن هو انحاز لغيره بينما يظهر ذاته كمخلص لامناص له من اختياره ..!!، كما يقوم بعض المحسوبين على ما يسمى بجهاز الامن القومي الذي أنشيء خصيصا ، ليناقض جهاز الأمن السياسي المشكوك في تبعيته الخالصة له ، والذي يشاع أنه مخترق من قبل قوى سياسية معارضة ،ببث ايحاءات تستهدف الصحافيين والكتاب مفادها أن الموت يطارد كل صحفي استهدف كشف وتعرية الخلل الحاصل في إدارة هذا النظام “سياسيا واقتصاديا ” للدولة ومؤسساستها وعبثه بأموال الشعب وحقوقه ، وأن ذلك الموت خفيا لايعلم له منشأ وتقف وراءه قوى لايدرك احدا كنهها ، والمعارضة اليمنية لم تعد تمتلك معزوفة تثير الانتباه وتحشد الناس فقد مل الشعب اليمني من اسطوانتها المشروخة التي لاتعزف الا سيمفونية التبشير بانهيار البلاد وتحولها الى صومال جديد إن بقي النظام كما هو ، وهي لغة مكررة ، وإن كان ثمة مؤشرات حقيقية لانهيار البلاد حالما استمر النظام ينتج ذاته ، إلا أن المعارضة ، لم تقم بواجبها كما يجب ولم تفعل النضال السلمي عبر قنواته الدستورية والقانوية بقدر اكتفاءها بخطاب متشائم وتحذيري ، وبيانات مكررة ، ولغة استنكارية مملة ، لا تحرك أحدا ولاتشكل إجماعا وطنيا ، وإن كنت صحفايا أو كاتبا انسانيا ترى واقعك في الوطن لم يعد يسر عدو أو صديق وتبادر في كتابة ما يحيي روح المقاومة النضالية السلمية في قلوب الناس تتعرض للاقصاء وتشطبك حتى صحف المعارضة المستقلة منها والحزبية لتصبح بلا موطيء قلم ، أو مكمن كلمة صادقة لا تريد بها الا وجه الوطن وخيره ، وتجد ذاتك مقصيا في ركن خفي ، ومنزويا في مكان بعيد ترقب الواقع عن كثب وهو يفتك بأغلبية يمنية مسحوقة تقتات من فتات المترفين وموائد المتصدقين ، فيما البعض لا يجد غير صندوق القمامة مصدرا للرزق ، هو الحال هكذا ، وإذا ما غامرت بالحديث عن عن وجود ذوي نفوذ في المعارضة منا طقيون ينحازون بأساليب تتدثر بالوطنية تحت دعاوى مختلفة منها الحفاظ على الوطن ووحدته ، والقبول بالامر الواقع ، أصبحت جائعا ومحاصرا ومتهما بالمناطقية لأنهم هم الاقوياء فعلا ، وهم من يحرفون مسار التغيير عن وجهته ليشاركوا في انتاج النظام ، لا لشيء الا لأنهم جزء منه وعصب قوي في مفاصله ، مع أنك اكثر وطنية منهم ، متناسين أنهم بأساليبهم هذه يزرعون التجزءة والتفكك ويساهمون في هندسة مصير سيء بات قريبا كما يبدو.
*صحفي يمني