سعيد موسى
لايسعني في بداية حديثي ذو الشجون الوطنية,إلا أن أتوجه بالتحية إلى كل غيور وحريص
سعيد موسى
لايسعني في بداية حديثي ذو الشجون الوطنية,إلا أن أتوجه بالتحية إلى كل غيور وحريص على ثقافة الأمة الأصيلة,لإنقاذ مايمكن إنقاذه,منطلقا بمقالتي من غيرة ومحبة, من ارض المعراج,إلى ارض الإسراء المباركتين, من ديار المسجد الأقصى إلى ديار المسجد الحرام, وفي هذا الشهر الفضيل,أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمتين الإسلامية والعربية باليمن والبركات.
وفي زمن الهجمة الثقافية الغربية المسعورة, لنشر ثقافة الأمزجة الغربية الشاذة, في معترك الثبات والسقوط, والأصالة والحداثة, من اجل حرف اهتمام امتنا العربية والإسلامية عن أولوياتها الوطنية وأصولها الثقافية, وقد كنا خير امة أخرجت للناس, فأصبحنا هدفا لبرابرة الغزو الثقافي الأسود, والمحاكاة لتقاليد وثقافة شواذ الأدبيات, وتحقير الإنسان, وإفراغه من محتواه الأصيل واهتماماته, التي من المفترض أن تنصب في مواكبة الحضارة باتجاه البوصلة الغربية الأخرى, في مجال العلم التكنولوجي والاقتصاد والطب, وليس منافسة الغرب بتوافه الأمور كما يراد لنا كأمة كان لها أمجادها, وأريد لها الانهيار في ثقافتها واهتماماتها, لتصبح امة سطحية, تواكب الوجه التعيس لحضارة الغربية الشاذة, وليس مواكبته لتجاوز الخطوط الحمراء بالرقي والتقدم, لنصبح أسوء امة ذلة من بعد عزة, وظلام من بعد نور, وتخلف من بعد ريادة العلم, وهاهي امتنا بشبابها واستثماراتها واهتماماتها, تتجه صوب الانهيار الثقافي, في أشرس حملة تاريخية لتغريب الإنسان العربي والمسلم, وتحويله إلى مجرد هيكل إنسان منفصم الثقافة والمبادئ والشخصية,وبذلك يسهل على المتربص بهذه الأمة العظيمة بتاريخها, لان تصبح متنكرة إلى ثقافتها, لاهثة دون وعي خلف مستحدثات بل توافه الأمور, كبضاعة فاسدة, ليستخف أصحاب وكالات تصدير الثقافات الشاذة بهذه الأمة المتغربة, كي تتقمص شخصية غير شخصيتها, وثقافة غير ثقافتها, بل أصبحت امتنا في معترك المحاكاة الأغبر تتفوق على الموردين والوكلاء, باستحداث بضاعة ثقافية رعناء وغاية غي الشذوذ الثقافي, مما يدمي قلوبنا ونحن ننظر إلى مستقبل اسود, معطياته ثقافة جرداء في ردح قليل من الزمن, ستتمكن من الأغلبية العظمى من امتنا, ويصبح معها الأصالة حماقة وتخلف, والتخلف والحماقة تحضر ومواكبة تطور,في اتجاه غير اتجاهه, ونحن لسنا دعاة انغلاق, بل دعاة انفتاح حذر, فكم صدرنا لذلك الغرب الذي يباغتنا في عظام ثقافتنا من ثقافات أصيلة, تجعل من بلدانهم تنظر لإنساننا انه أصيل وعظيم لا تافه وسطحي؟؟؟!!!!
لقد هالني خبر أثناء تصفحي الإعلام الموثق بالحدث والصورة على الشبكة العنكبوتية,حيث يجرى في محيط و كنف الديار المقدسة, والتي نحبها ونجلها ونتمنى أن يمن الله علينا بزيارة ترابها الذي يحتضن خير البرية, محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم,بان الإخوة الأحبة في”إحدى الدول الخليجية” منشغلون بتحضير اكبر طبق شوربة بالعالم, وسيحضر هذا الحدث المميز ممثلين عن “موسوعة جينيس لأرقام القياسية” لمتابعة هذا الحدث الجلل والذي سيضاف إلى الموسوعة كانجاز عظيم في العام 2010,وليس هذا نهاية العالم فقد قامت بعض دول المحيط العربي والإسلامي بأدهى وأمر من ذلك حيث زواج المثليين وغيرها من ثقافات الانهيار.
ولكن ما أثار دهشتي, هو محفل “التيوس” وسط إعجاب الآدميين وانبهارهم بل واغترابهم, بما يثير الشفقة والحزن والاشمئزاز والغرابة, في احتضان “إحدى الدول الخليجية” العزيزة لسباق التيوس, وأي سباق !!! من بين مئات فحولة التيوس النتنة وأنثى الماعز الشامية الرشيقة, لاختيار “أجمل تيس وماعز!!!” أيعقل هذا !!! أجمل تيس, وماذا أبقينا من ثقافة التياسة, وأين منا الأصالة والكياسة, حيث فاز في سباق ملوك وملكات جمال الدواب والتيوس”ثلاثون تيسا وماعز شامية” هل نعي حقا ما نفعل؟؟؟!!! وهل سينبري عرابي التيسنة لتأخذهم العزة بالإثم لدفاع عن هذا التفرد والانجاز, الذي فاق كل الثقافات السطحية, وربما يستحق المشهد أن يكون عنوان لانهيار امة , وأي امة “خير من أخرجت للناس!!!”
ربما استوعبنا سباق الإبل وأصول الفروسية في زمن الذرة والألفية الثالثة, وعروض الجياد الأصيلة في زمن أسطورة سلاح الدروع والصواريخ الباليستية, لكن ننحدر إلى ثقافة التيوس التي تتناقض مع كل معاني الجمال وصولا إلى ثقافة انهيار, وما زادني غضاضة واستهجان, أن يصل سعر التيس “الجميل” أو أجمل تيس وسط حشد من خير الأمة البشرية, إلى”84 ألف ريال” أي ” 22.4 ألف دولار” , وسعر أجمل ماعز “75 ألف ريال” أي مايعادل”20 ألف دولار” السنا بحاجة لموسوعة تيسنة العربية, على غرار موسوعة جينيس الغربية؟؟؟!!! وللعلم تم تحديد معالم ومعايير الجمال لاختيار أجمل ماعز وتيس, طبعا ليس لون الماعز أو الفحل, بل تم التركيز على الرأس والأنف والفم والأذن والثدي والعيون, والاهم هو كبر الرأس وبياض العين… لاتعليق!!!
ولكن هل تلك التيوس والماعز الفائزة بجمال ثديها و… وعيونها, حيث يبلغ ثمنها الخيالي عشرات آلاف الدولارات, هل تصبح معبودة الأمة التائهة,أم يتم ذبحها و أكلها كباقي التيوس والمعيز القبيحة والتي لم يحالفها الحظ بحياة الخلود الرومانسية, هل نحن في طريقنا الانجازي العظيم, وثقافتا الحديثة الحضارية إلى الهندوسية والبوذية, لنعبد العجول والتيوس, فلا يعقل ذبح وإراقة دماء أجمل التيوس والمعيز العربية الأصيلة, ووئد أجمل إناث المعيز الشامية الأنيقة!!!, وحتما من رسا عليه المزاد بامتلاك هذا الجمال سيشار له بالبنان.
وبهذا ربما بعد حين يخرج من بين ظهرانينا من يحتج على الضحية والأضحية ويعتبره سلوك دموي لإبادة فحولة الجمال وأنوثة المعيز, وبالتالي تصبح ثقافة برجيت باردو ومن يحرمون ذبح العجل هم قدوتنا, لنحرم قريبا ذبح التيوس والمعيز,, أيعقل هذا يابشر, ماذا تركنا لمن يطلق عليهم بالعامية تيوس, وربما يصفق لنا الغرب المتربص على هذا السبق والانجاز الرومانسي العظيم, نسال الله ألا يصبح قريبا ذبح المعيز إرهابا, وذبح ثقافة الإنسان انجازا
واعلم أن أهل النخوة من أشقائنا في دول الخليج سيتفهمون غيرتنا على ثقافتنا المنهارة, لنتصدى ببث الوعي لتفادي مزيد من الانهيار, ولست لاسمح الله اقصد أي إساءة,إنما أتحدث بصوت جنسيته العروبة والإسلام.
واعلم أن أهل النخوة من أشقائنا في دول الخليج سيتفهمون غيرتنا على ثقافتنا المنهارة, لنتصدى ببث الوعي لتفادي مزيد من الانهيار, ولست لاسمح الله اقصد أي إساءة,إنما أتحدث بصوت جنسيته العروبة والإسلام.
واليكم صورة أجمل تيس, ولفيف من عاشقي جمال التيسنة المنبهرين,بما يخاطب غريزة الفحولة الشبقة:
واليكم صورة الوليمة الخارقة, بما يخاطب غريزة شراهة الكروش:
والله من وراء القصد