أحمد فوزي أبو بكر
أيّها الإشراق في عينيِّ أُنثى
دائماً كنت جميلاً
دائماً كنت عليلا…..
ما دهاكَ اليوم تأتي قاتماً؟
ذلك الظلّ العجيبْ
من جناحيِّ الملاكْ ’
مع خيوط الشمسِ يأتي ’
ما رأت فيه الهلاكْ
ما رأته العينُ إلاّ برهةً صارت سعيراً وعويلا
حُلُماً كانت ظلال اللّيلِ في فجرٍ خفيٍّ مستراق
ومضةً أمست أفولا
…..
ما الّذي يُرى في بؤبؤين جامدين
برزا من تحت حرقة الأهداب
نارُ حربٍ في أدوم؟!!
أم هو العرس الخراب؟!!
أم دخانٌ صاعدٌ من خبز تيماء البعيدة
هيّأت عيرَ الأميرة للزفافْ
تحت جنح اللّيل يأتي فارس الفرسان كي يخطفها
من لها غير احتراقٍ في نعيم الانتظار فالاختطاف
…..
شهوة اللّيلِ تَحَجَّرُ في المآقي
في نهودٍ أُوقدت دهراً على تنّورِ دهرِكْ
ليت عمرِكْ
ما حباه الرّمل من بيدِ أريحا
ليت عطرِكْ
ما تشتّتَ ريحه ريحاً فريحا
ليتني كنت هناكْ
كي أرى عينيك قبل الصّاعقة
….
هكذا صار الرّمادُ كُحلةَ العينينْ
هكذا أمست شّفاهٌ قشب الصحراء
هكذا حَلَّ بياض الكلس في الجسد المعتّق
واستباح الجمر خمر الخدّ في الرّياح الحارقة
….
علّها عينيَّ إذ ما خاطبت صمت الجهاتِ
في عيونك “والهةْ”..
أرشدتني للوميض الأخروي
ما رأت عيناك نوراً
وجْهك غطّاه سورٌ من لهبْ
وسخامٌ قد علا سَمْتَ السّماء
جاعت الأرض لتأكل من بنيها
في زفيرٍ وشهيقٍ من غضبْ
خثرت في القلب أنهار الدّماء
أو لعلّ الرعد في الفم الممفغورِ
مزّقَ الوجه وأورثه الفناء
تحت سقفٍ من خلودٍ لدخانِ الماحقة
…
آه يا سَدوم يا بلاء الوالهة
من على جبلٍ غريقٍ متصدّعْ
رانَ غضبُ الآلهة
حارت النيران في أيٍّ ستبدأ
يسقط المشهد من قُدّامها
وتظلّ النار غرقى في الحطا مْ
هل هو سرب حمامْ؟
فرّ للتوّ بعيداً
أم هي الأحجار تعلو من حضيض الأرضِ تغلي
إحتفالاً في طقوسٍ من لظى الموت الزؤام
في سَمومِ الحالقة
… …..
هل لبحرِ الموتِ سهمٌ من دموعكِ “والهة” ؟
إفتحي اليدين للسّماءْ
وانثري الملح على جرحٍ عميقٍ في العراء
فوق شَعْرِ النّار والكبريت
وانحني صاغرةً للخالق البرِّ الرَّحيم
واطلبي العفو طويلا….
في دعاءْ …
عند بدء اللّيل جهراً…
علّهُ يأتي العزاءْ..
من عيونٍ مُشْفِقَة