* رائده الشلالفه
قبل عشرة اعوام تزاملنا في العمل في احدى الصحف الاردنية
* رائده الشلالفه
قبل عشرة اعوام تزاملنا في العمل في احدى الصحف الاردنية
كانت بداياتي في عالم “الغولنة الاعلامية” كما كانت بداياتها
عملت مترجمة في الصحيفة ذاتها، وانتهت زمالتنا بانتقالها الى عالم وعمل آخر، بعد ان تحولت تلك الزمالة الى صداقة حقيقية.
جمعتني بها المهنة، وقبلا الحس الوطيد والحميم تجاه كل ما هو عراقي
لم تزاود ولم تساوم على مبدأيتها ووطنيتها، لم تنس الرفاه الذي عاشته في عراق السبعينيات وبقي طعم النخيل يتخلل أنفاسها فيما هي تحكي عن الفرات ووسط بغداد.
شهلا الاستاذة في احد المعاهد في سلطنة عُمان وبعد ان فارقت مشاغل الحياة بيننا، بحثت عني وجاءتني بشوق وحنين عمره عشرة أعوام، تفاجأني في كل عام خلال الاعوام القليلة وفي كل اجازة صيف تأتيها الى الاردن لأجدها امام باب منزلي، وما تغيرت قط لهجتها العراقية الأصيلة وما تنازلت عن الالم والقهر الذي سكن دواخلها لعراقها وعراقنا الجريح. وكالعادة تسيد حواراتنا الشأن العراقي لأبادرها بسؤال عفوي يقول “طيلة سني وعيي السياسي لم أسمع بالطائفية السنية والشيعية على أرض العراق.. لماذا الان؟؟” قالت لي الكثير، تحدثت عن الايادي السوداء التي خلقت أداة الطائفية في العراق، وعن علاقة الدور الاقليمي لبعض الدول في استثمار هذه الأداة وفي خلق حالة من تشويه وجه العراق وصلت الى محاولة صارخة لمسح هويته ومسح ارثه واجتثاث وصفه كأب للحضارات. شهلا لم تكن قد أخبرتني سابقا وطيلة علاقتي بها بأنها مولودة لأب سني وأم شيعية، جاءت المعلومة في معرض الحوار، لم تجدف على مذهبية أي منهما، وظلت حريصة على أن لا تطال يد الطائفية السوداء ملامح ما اختزنته ذاكرتها تجاه العراق بسنته وشيعته لأزمان غابرة موغلة في القدم لم تطرح خلالها مذاك مفردة سني أو شيعي.. وربما أقحمتها معي بالسؤال العفوي ذاته”لماذا .. لماذا الآن”؟؟
* رائده الشلالفه / اعلامية / الاردن