لا تستغرب أيها الزائر، أو يا أيها القارئ ،فعنوان الموضوع ليس للهزل أو للمزاح ،إنما هو حال وواقع تعيشه الأمة ولنحاول شرح هذا الشبه الذي يكاد ينطق.
إنه حال بعض الأصوات التي علا نعيقها وكأنها غربان سوداء تُحلّق في سماء والجيف من تحتها ،والناس يتضرعون لفقد عزيز أو قريب تكاد تنهشه النسور أوالذئاب المفترسة
إن الغربان معروفة ،لها أصوات غليظة تشبه إلى حد بعيد بعض الأصوات من بني الإنسان ،الذين ينطقون وكأن على أفواههم الحجر،لا يستطيع أن يفقه كلامهم أو يفهمه،إلا من هو متخصص في علم اللّغات
فيعرف لغة الطير من الحيوانات ويميزه عن باقي الكائنات.إن الغراب مهما حلّق ومهما استعمل تقنيات الطيران في التحليق ،فإنه لا يستطيع أن يمشي مشي الحجلة لأن خطواته معروفة ومدروسة
ولا يستطيع بأي حال من الأحوال مخادعة أهل المهارة من الصيّادين، بل إنهم يعافونه ويتحاشون صيده لأنه لا يصلح لأي مؤدبة من جهة ،ولأن هناك ماهو أهم منه في الصيد.
فقط هناك علامة لا يعرفها إلا قليل من الناس، وهي….. أنه كلما كثر نعيق الغربان فهناك دلالات على أن هناك شيء ما يدبر فوق الأرض:
فإما أفعى تريد أن تتلقف صغار الطير في عشها وإما ثعلب أو ذئب كشر على أنيابه وبدء بالانقضاض على الضحية ،وهناك أشياء لا يعرفها إلا أهل الخبرة من المتمرسين في الصيد
وهم الذين يعرفون الوقت ،ليس بالساعة الاعتيادية التي نستعملها ،إنما من خلال الظل وقياسه، والهلال بظهوره وغيابه، والشمس بشروقها وغروبها،والفجر بطلوعه وانقشاعه.
أيها السادة :إن الغربان الناعقة كثر هذه الأيام نعيقها ،فهناك شيئا ما يحضر ،فاعتبروا يا أولي الأبصار
إحذروا من الأفاعي وسمومها،وهيئوا أنفسكم لتفويت الفرص عليها،واحفظوا الأوقات التي تأتي فيها لتتعلموا شيئا أعطاه الله لكم
وحكمة إلهية تجري على الأرض من خلال نعيق الغربان والأماكن التي تتواجد والأزمان التي تأتي فيها.
كتبت الموضوع بأسابيع قبل إعدام صدام