تصيب منطقة صلالة العُمانية كل من يزورها من عرب وأجانب بالدهشة، فهي أشبه بقطعة من أوروبا زرعت في وسط الصحاري الملتهبة، بفضل مناخها المعتدل وأشجارها الوارفة، والضباب الذي يلف أرجاءها مع رذاذ الأمطار الموسمية، بما يُنسي الزائر قيظ صيف المناطق المجاورة.
فعلى مرمى النظر، ترى الأشجار، والعشب الأخضر، والغابات والواحات، والأنهار، والنباتات، ناهيك عن السحب المحملة بالأمطار التي تهطل على الجبال تاركة وراءها جنة خضراء.
وتقع محافظة صلالة جنوبي سلطنة عُمان، التي تصل درجات حرارة فصل الصيف فيها إلى نحو 50 درجة مئوية.
ورغم ذلك، تجد الأجواء في المحافظة، وتحديدا في فصل الصيف، معتدلة، حيث لا تتجاوز درجة الحرارة 28 درجة مئوية، وذلك بسبب الرياح الموسمية التي تأتي بالأمطار في هذا الوقت من العام، وتساعد على تكوّن الضباب،الذي يغلف بدوره قمم الجبال مكونا أجواء معتدلة ومناسبة للسياحة.
ولقد كانت شجرة اللبان جزءا مهما من الكنوز الوطنية منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام. ومن هنا جاءت فكرة إقامة حديقة لحماية هذا النوع من النباتات الفريدة، التي يقول عنها مدير حديقة اللبان، عادل الشنفري إنها: “لا تعتبر جزءا مهما من التاريخ الإسلامي فحسب، بل أيضا من التاريخ المسيحي واليهودي.”
وللبان أيضا العديد من الاستعمالات، حيث يتم استخراج سائل من جذع الشجرة يحوّل إلى مادة كريستالية، تستخدم لاحقا في صناعة الشموع، والعطور، والشاي.
وتعيل هذه الصناعة عددا كبيرا من العائلات العُمانية، التي قد لا تجد مصدرا آخر للدخل.
هذه هي بعض خصائص صلالة، صدى الماضي، وقطعة من الجنة في وسط الصحراء.