لست الوحيد في هذا العالم الذي يقف مدهوشا امام هذه الدولة الفتية, والراقية جدا, ولست الوحيد الذي يتسائل عن السياسة القطرية , وهذه السياسة التي تبدو وكانها لاتمثل دولة صغيرة بحجمها السكاني او المساحي , والتي تبدو وكانها امبراطورية اكبر من امبراطورية محمد بن راشد الذي اختزل العالم كله في جزر رصفها امام برج العرب , ولهذه الامبراطورية ناطق اعلامي يعتبر الاوسع انتشارا في العالم والذي هو عبارة عن قناة الجزيرة واولادها , والتي حظيت من المديح اضعاف ماتلقته من النقد والردح وذلك للمهنية العالية جدا للعاملين فيها, والتي ساعدت في رفع المستوى الهابط جدا للاعلام العربي والذي هو اعلام الزعيم الاوحد , والذي اصبح ظلا ثقيلا على قلوب المشاهدين , بل وان هذه الدولة الامبراطورية تنعم بمختلف الالوان , ففيها اللون الاسود , والابيض والرمادي , فالى جانب المواقف الوطنية الصادقة من الجنوب اللبناني , فاننا نرى المواقف القلبية الصادقة تجاه الاخوة في دولة اسرائيل , ونفس المقدار من المواقف الوطنية الصادقة جدا من قضية العراق , والتي يعزز من مصداقيتها القاعدة الامريكية في العديد والتي تذهب طائراتها لتضرب العراق ليظهر سمو الامير متباكيا على شعب العراق , وهي نفس المواقف الصادقة من قضية الجزر الاماراتية , والتي يقابلها تحالف علني مع الدولة الجارة والصديقة والشقيقة ايران , وهي نفس المواقف التي تجمع نخبة المثقفين العرب في الدوحة , مع نخبة اخرى من النخب الغربية الاكثر تصهينا في العالم , الامر الذي شرحه لي احد كبار رجال السياسة البريطالنين ان رجال الحكم والسياسة في هذه الدول , لديهم عقدة الرجل الاوروبي السيد الابيض , كما ان لديهم عقدة ابراز انهم رجال الثقافة وذلك من خلال دعوة كل من هب ودب اليهم , ليقال انهم في مستوى عال من الحكمة والمنطق وذلك لضحالة مستواهم الفكري , ومع اني قد لااوافقه على هذا الراي ولكني اقول ان السياسة البريطانية ادرى برجالها .
د. محمد رحال. السويد.