لعلي أول من يستغرب من هذا الخبر…أو أنها صدمة لجميع العراقيين. ما هي الغرابة في الأمر؟
في أكثر الدول المتطورة تستخدم وسائل التصوير العلني والسري ووسائل نقل المعلومات في المؤسسات المهمة عن العاملين داخل تلك المؤسسات وخارجها…وليس هناك شئ أسمه الثقة.
في الشركات المهمة مراقبة صارمة لكل حركة، لأن أسرار الشركة لو نقل لشركة منافسة تعتبر كارثة. ومن أجل حماية مصالح الشركة أو المؤسسة يعتمدون على الرقابة والمراقبة المشددة ما منها علني وكثيرٌ منها سري. وأن أكثر الدول صرامة بخصوص حرية الأفراد والمنظمات هي السويد، لكنها قبل أشهر أقر قانون مراقبة الهواتف والانترنيت مع أن الكثير أعترض على هذا القرار…لكنهم يدخلونها في مصلحة الأمن للملكة السويدية ومصالحها ومحاربة الإرهاب وإن لم تكن وراء هذه القرارات الولايات المتحدة الأمريكية فمن يكون الضاغط.
لسنا أحرار فيما نفكر وإن لم يكن هناك وسيلة لمنع أو تحديد الأفكار، لكنهم اكتشفوا مؤخراً برنامج بإمكانه قراءة الأفكار على غرار جهاز كشف الكذب.
الثقة الذي يتحدث عنه الناطق الرسمي علي الدباغ ليس لها معنى عملي بقدر أنه وسيلة اطمئنان لجانب واحد، ولكن الذي يثبته الزمن والتعامل ينقل من خلال تقارير دقيقة، وقد يوظف أقرب الأشخاص للمالكي وبقية القيادات المهمة.
ولو أننا تمعنا في كلمات السيد علي الدباغ أدناه:
عن الدباغ قوله ” إذا كان هذا صحيحا وإذا كان حقيقيا فانه يعكس انعدام الثقة ويعكس أيضا حقيقة ان هذه المؤسسات في الولايات المتحدة تستخدم للتجسس على أصدقائها وأعدائها بالطريقة نفسها ” .
وأضاف الدباغ ” إذا كان هذه صحيحا فانه يلقي بظلاله على مستقبل العلاقات مع هذه المؤسسات.” مشيرا ، وبحسب البيان ، إلى وكالة المخابرات الأميركية ( CIA ) وبقية المؤسسات الاستخبارية الأمريكية.”
وأكد الدباغ ان الحكومة العراقية “ستثير الأمر مع الجانب الأمريكي وستطلب توضيحا له ” .
فأنه يثبت ما ذهبنا إليه من قول…أي أن هناك علاقات خاصة مع هذه المؤسسات ويقصد وكالة المخابرات الأمريكية وبقية مؤسسات التجسس…ولا أعرف ماذا تفعله الحكومة العراقية إزاء …إذا كان حقيقياً وصحيحاً…ولا يعرف الدباغ والمالكي أن التجسس على الأصدقاء قبل الأعداء. وإذا كانت الثقة من المعايير المهمة، فهل هناك ثقة بين القيادات والكتل والأحزاب والقوميات والطوائف…هل يمكنكم زرع الثقة والتعامل بها بينكم قبل الطلب من الغرباء.
هل من المعقول أن تفسح أمريكا المجال والأبواب على مصراعيه للمالكي بالتحرك كيفما يشاء ويعرض مصالح الولايات المتحدة الأمريكية للخطر ودون رقيب.
التقرير الذي ينشر يوم الاثنين حسب ما جاء في واشنطن بوست…سوف لا يتطرق لما حصلت عليه أجهزة المخابرات الأمريكية بخصوص المالكي أو بعض القيادات المهمة…لأن ذلك سوف يكشف عن ناقلي تلك الأخبار…ولا أتصور أن الأجهزة السرية تعتمد على نقل المعلومات الشفوية دون أدلة ومستمسكات. ولا غرابة في الموضوع فأن جميع القيادات في العراق يعتبرون بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية موظفون لهم، ولكن على مستوى رفيع…وحين نفاذ الحاجة إليهم فيكون مصيرهم مثل مصائر السابقين في هذا الدرب…ولعلنا نتذكر رسالة مشرف للقادة العراقيين.
الذي يحز في نفوس القادة العراقيين هو ليس عملية التجسس أو الأسلوب الذي أتبعوه وهم غير مكترثين لهذا الأمر بحقيقته لأنهم يدركونها…لأن هذه القيادات تمارس عملية التجسس على أبسط الموظفين…وبين الحزب الواحد وبين الأحزاب المشاركة في العملية السياسية والمخابرات العراقية وظفت عملاء لها في كل مكان في العراق…ولا أن خبر وجود هؤلاء العملاء في كردستان بغريب أو عجيب…ولا العكس أغرب.
ولعل الحكومة والقيادات النافذة تعي أسباب نقل المعلومات لبعض الكتاب، ولبعض وسائل الإعلام. لكن الغريب أو العجيب…أو الذي لا ترغب به القيادات العراقية معرفة الشعب العراقي لهذه الحقائق …(الفضائح).
المخلص
عباس النوري
06/09/08
[email protected]